برق الإمارات | خاص
أطلقت وزارة التربية والتعليم والأرشيف الوطني بوزارة شؤون الرئاسة مشروع "القراءة في ذاكرة الوطن" وذلك في مدرسة النخبة بدبي مؤخرا بحضور سعادة مروان الصوالح وكيل وزارة التربية والتعليم للشؤون الأكاديمية للتعليم العام و يتضمن المشروع عدداً من المبادرات التي يستفيد منها كافة طلبة المدارس في دولة الإمارات العربية المتحدة وذلك بالتزامن مع عام زايد وفي إطار مبادرة المئة التي أطلقها الأرشيف الوطني تخليدا لمئوية المغفور له –بإذن الله- الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه.
ويشتمل المشروع -الذي يركز على الإرث الخالد للشيخ زايد بن سلطان طيب الله ثراه والذي تجلى في إنجازاته وحكمته، ومساعيه الحميدة في سبيل بناء الإنسان، ورؤاه التي سبقت عصره في إطار الاستدامة الوطنية- على مبادرة اثراء مائة مكتبة مدرسية بكتب تاريخية ووطنية، وإثراء مائة مدرسة أخرى بأقوال حكيم العرب الشيخ زايد - رحمه الله- ومبادرة طباعة مليون كتيب من الكتيبات التعليمية التالية: كتاب: (خليفة.. رحلة إلى المستقبل)، وكتاب (زايد من التحدي إلى الاتحاد)، و كتاب (قصر الحصن.. تاريخ حكام أبوظبي)، ويقوم الأرشيف الوطني بتسليم عشرة أفلام وثائقية من "ذاكرة الوطن" إلى وزارة التربية والتعليم لكي تدرجها ضمن منصة "الديوان".
و رحب سعادة مروان الصوالح بالتعاون مع الأرشيف الوطني الشريك الإستراتيجي في التنشئة الوطنية، مشيراً إلى أن عدداً كبيراً من المشاريع والمبادرات تربط الوزارة بالأرشيف الوطني، مؤكداً على أهمية هذا التعاون الذي من شأنه تربية النشء على القيم الوطنية للقائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – طيب الله ثراه- مما يعزز الانتماء للوطن والولاء للقيادة الحكيمة لدى النشء
وبين سعادته أن وزارة التربية والتعليم حريصة على بناء جسور التعاون مع مختلف المؤسسات الوطنية بما يخدم الرسالة التربوية ، موضحا أن الوزارة تعمل من خلال مناهجها على تعزيز الهوية الوطنية لدى الطلبة إذ يشكل ذلك أحد أهم المحاور التي أفردت الوزارة لها أهمية كبيرة وشكلت لإنجازها فرق عمل متخصصة من خيرة التربويين
ولفت سعادته إلى أن إرث ومسيرة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان أحد شكلت أحد أهم موجهات العمل في قطاع المناهج، الذي عمل ومن خلال عدة دروس ضمن مناهج الدراسات الاجتماعية والتربية الوطنية كان آخرها مصفوفة عام زايد على إبراز مناقب الوالد المؤسس وجهوده التي أثمرت دولة متقدمة في كافة المجالات.
ومن جانبه أعرب السيد فرحان حسن المرزوقي مدير إدارة التواصل المؤسسي والمجتمعي في الأرشيف الوطني عن سعادته بالتعاون مع وزارة التربية في مشروع "القراءة في ذاكرة الوطن" الذي يأتي ضمن مبادرة (المئة) التي أطلقها الأرشيف الوطني في عام زايد، وهو حلقة مهمة في سلسلة المشاريع المشتركة بين وزارة التربية والتعليم والأرشيف الوطني، تلك المشاريع التي أثبتت جدواها في تحقيق الأهداف الوطنية المنشودة؛ لارتباطها بمناقب القائد الخالد -المغفور له بإذن الله تعالى- الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وبفكره المستنير، ومن خلالها يمكن ترسيخ قيم الولاء والانتماء في نفوس الطلبة.
وأضاف المرزوقي: إن الأرشيف الوطني يسعى بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم من أجل التنشئة الوطنية السليمة لأبنائنا الطلبة في عصر العولمة والفضاء المفتوح عبر تكريس مآثر القائد الاستثنائي الذي لم يدخر جهداً في سبيل بناء الوطن ورفعته، وقد اهتم الأرشيف الوطني لدى وضع مشاريع مبادرة (المئة) بأجيال الطلبة، فعمل على غرس قيم عام زايد وتعزيزها في نفوسهم: الاحترام، والحكمة، وبناء الانسان، والاستدامة.
وكشف المرزوقي عن اهتمام الأرشيف الوطني بالطلبة بشكل علمي؛ إذ حرص دائماً على إثراء ثقافتهم بالمعلومات الموثقة التاريخية والتراثية المكملة لمنهاجهم الوطني، والتي من شأنها توسيع مداركهم وتعزيز قيم المواطنة الصالحة لديهم، مشيراً إلى أن هذه الكتيبات التعليمية الثلاثة التي يقدمها لهم من شأنها الإسهام في بناء شخصية الطالب وإعلاء قيم العطاء والوفاء للوطن والولاء للقيادة الرشيدة لديه.
وتتمثل مبادرة إثراء مائة مكتبة مدرسية في الدولة بتزويد المكتبات المدرسية بالإصدارات الوطنية الخاصة بطلبة المدارس، إيماناً من الأرشيف الوطني بأهمية المعرفة كواحدة من ركائز بناء الإنسان القادر على النهوض بالوطن، وبأثرها في بناء الحضارات والأمم، وبأن تاريخ القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان –طيب الله ثراه- وقيمه من الأسس المعرفية الوطنية المهمة التي ينبغي تنشئة الأجيال عليها.
وقد حرص الأرشيف الوطني على تنفيذ مشروع إثراء المكتبات المدرسية في شهر مارس "شهر القراءة"، بمئات النسخ من الكتب التي أصدرها الأرشيف الوطني لتعزيز معارف الطلبة بمعلومات موثقة عن تاريخ الوطن وسير قادته العظام، وقد أصدر الأرشيف الوطني هذه الكتيبات بتصميم جديد، وحلّة منقحة ومزودة بالصور الفوتوغرافية التاريخية، وبالرسوم التوضيحية، التي تتوافق مع المراحل العمرية لطلبة المدارس.
وجاء اهتمام الأرشيف الوطني بإثراء مدارس الدولة بهذه الإصدارات الوطنية لما لاقته من إقبال في الفعاليات الطلابية والمدرسية التي نظمها الأرشيف الوطني لعدد كبير جداً من الطلبة في عام القراءة 2016، وفي عام الخير 2017، ولما لها من أهمية في التنشئة الوطنية للطلبة، وتنمية الحسّ الوطني والذوق الفني لدى النشء، وإثراء ثقافتهم بجوانب مهمة من تاريخ الوطن وتراثه، ما يعزز لديهم الولاء والانتماء للوطن وقادته العظام.
وفي إطار مشروع "القراءة في ذاكرة الوطن" قام الأرشيف الوطني بمنح حقّ طباعة هذه الكتيبات لوزارة التربية والتعليم لكي تدرجها ضمن المصادر المنهجية والإثرائية الخاصة بها، وبذلك تتيحها لأكبر عدد من المستفيدين وهذا ما يتطلع إليه الأرشيف الوطني.
وفي نطاق مشروع "القراءة في ذاكرة الوطن" أيضاً فإن الأرشيف سوف يسلم وزارة التربية عشرة أفلام وثائقية وطنية أنتجها في إطار جمعه وحفظه لذاكرة الوطن، وستقوم الوزارة بدورها بتحميل الأفلام الوثائقية المذكورة على برنامج "الديوان"، ويعدّ هذا البرنامج التربوي منصة إلكترونية خصصتها الوزارة لكي تسمح للمعلمين والطلاب في المدارس الحكومية بعرض المناهج التعليمية إلكترونياً على أجهزة الحاسب الخاصة بهم، والتفاعل معها بطريقة سلسة ومثيرة للاهتمام، وتعدّ هذه المنصة خطوة على طريق تطوير وتحسين ورفع كفاءة التعليم، ولما كان من شأن هذه الأفلام الوثائقية الوطنية أن تحقق إضافات تكميلية نوعية وتوضيحية للمناهج المدرسية فإن إتاحتها عبر منصة "الديوان" ستزيد انتشارها بين الأوساط الطلابية لتتحقق منها الفائدة المنشودة في تعزيز المعلومات التاريخية والوطنية الموثقة لدى جيل الطلبة.
أما عن مبادرة أقوال الشيخ زايد التي أدرجها الأرشيف الوطني في إطار مشروع "القراءة في ذاكرة الوطن" فإنها تتمثل بتزويد مائة مدرسة في دولة الإمارات العربية المتحدة بمئات اللوحات الجدارية التي تحمل أقوال القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه.
وينطلق الأرشيف الوطني في مبادرة أقوال الشيخ زايد - والتي سيتم تنفيذها بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم- من أهمية أقوال المغفور له –بإذن الله- الشيخ زايد في نشر وترسيخ قيم القائد المؤسس في الاحترام، والحكمة، وبناء الإنسان، والاستدامة، ولكي تبقى حِكَمُ القائد المؤسس نهجاً في حياة الطلبة تسهم في التنشئة الوطنية السليمة، وتغرس قيم المواطنة الصالحة في نفوس النشء، وتعزز لديهم الولاء والانتماء للوطن.
وتشمل أقوال الشيخ زايد بن سلطان التي سيوزعها الأرشيف الوطني في لوحات جدارية على مائة مدرسة من مدارس الدولة مختلف المجالات: التوجيهية والتربوية، والسياسية والاقتصادية، والدينية والتعليمية، وشؤون الاتحاد والإمارات، والمرأة والشباب، وحكمة القائد وغيرها.
وسيتم تزويد المدارس بمئات اللوحات الجدارية التي تزينها كلمات حكيم العرب باللغتين العربية والإنجليزية، لترسّخ قيمه ومآثره – طيب الله ثراه في نفوس الطلبة، ولتكون خارطة عمل ونهجاً لمستقبلهم، وأساساً لخلق منظومة قيم وطنية في حياتهم.
وقد حرص الأرشيف الوطني في اختيار الأقوال على الكلمات التوجيهية التي تعزز القيم الأخلاقية والوطنية لدى الطلبة، وقد استمدّ هذه الأقوال الحكيمة من كتابه (الفرائد من أقوال زايد) الذي يوثق كلمات القائد المؤسس وأقواله؛ مؤكداً أن التاريخ سيظل شاهداً على أن تأسيس دولة الإمارات وقيام اتحادها الميمون هو أكبر دليل على أن أفعال الشيخ زايد كانت تسبق أقواله، ولا تزال أعمال الشيخ زايد وإنجازاته العظيمة على امتداد مساحة دولة الإمارات وخارج حدودها تؤكد أن أفعاله قد برهنت على أقواله في بناء الإنسان وحبّ الوطن، ونمائه ونهضته، والارتقاء به.
وتجدر الإشارة إلى أن إثراء المكتبات المدرسية بالكتيبات التعليمية، تعود لمحتواها الثري، ولا سيما أنه قد تم تلخيصها من منشورات الأرشيف الوطني بطريقة علمية وتربوية هادفة؛ فكتاب (زايد من التحدي إلى الاتحاد) يدور حول مولد القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – طيب الله ثراه- وتعليمه، ونشأته وجهوده العظيمة من أجل تشييد صرح الاتحاد، ويؤكد الكتاب أن الشيخ زايد سيظل رمز الشجاعة والتضحية في سبيل القضايا النبيلة ماثلاً في ذاكرة وقلوب الأجيال القادمة في الإمارات.
ويتضمن كتاب (خليفة .. رحلة إلى المستقبل) معلومات عن المولد والتعليم والنشأة، وجهود صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة – حفظه الله- في التطوير والتمكين والبناء، وقد أشار الكتاب إلى أن سموه أكبر أنجال المغفور له –بإذن الله- الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، تتجسّد في سموه معاني الأصالة، وقد كان ملازماً لوالده الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وهذا ما أتاح له الفرصة لينهل منه مكارم الأخلاق والصفات الحميدة والكرم والشجاعة، وقد قاد سموه في مرحلة الطفرة التنموية مبادراتٍ عدّة لصالح المواطنين حظيت بمباركة ورعاية والده الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي أوكل إليه الكثير من المهام.
ويركز كتاب (قصر الحصن .. تاريخ حكام أبو ظبي) على اهتمام دولة الإمارات ببناء القلاع والحصون في القرون الغابرة؛ لتكون معاقل ومقار لإقامة حكام المناطق وزعمائها.
وعلى مدى قرنين من الزمن ظل قصر الحصن ملاذاً ومنزلاً ومقر الحكم والإدارة لآل نهيان حكام أبوظبي، ويعدّ قصر الحصن نقطة انطلاق إمارة أبوظبي وتطورها، وما زال شاهداً على إنجازات حكامها السابقين، وهو يعطي انطباعاً بالقوة والمَنَعَة، حيث عاش شيوخ عديدون من آل بوفلاح في القصر ومارسوا الحكم منه في الفترة (1795-1966).
والجدير بالذكر أيضاً أن مبادرة (المئة) التي أطلقها الأرشيف الوطني احتفاء بمئوية القائد المؤسس تستهدف بمشاريعها ترسيخ قيم عام زايد بالمقتنيات المتوفرة لديه؛ بحيث تأتي المبادرة انسجاماً مع أهدافه ورسالته ومهامه الأساسية، ويتم عبر مشاريعها إلقاء الضوء على إنجازات زايد وأهم الأحداث والوثائق الخالدة، وسيتعرف الجيل الحالي على ما قدمه زايد لأجلنا، وكيف عمل –رحمه الله - دون كللٍ أو مللٍ لبناء دولة الاتحاد.