برق الإمارات | متابعات
أكدت وزارة الاقتصاد، عقب قرار المحكمة العليا في لوس أنجلوس بإلزام مصنعي القهوة مثل «ساتربكس»، و«سفن إلفن»، وغيرها من الشركات والمتاجر بولاية كاليفورنيا بوضع تحذيرات للزبائن من خطر الإصابة بالسرطان على منتجاتها، أن «كتابة التحذيرات على المنتجات الغذائية والاستهلاكية والتصنيعية يتم بعد التأكد من أي شبهات تثار حول السلعة»، مضيفة أنه «في حال ظهور دعاوى حول سلعة غذائية أو استهلاكية أو تصنيعية، تتواصل الوزارة مع الجهات المختصة لإجراء الفحوص اللازمة والتأكد من صحة ما يثار حول السلعة، فإذا تأكدت التحذيرات أو النتائج يتم تطبيق الإجراءات الخاصة بسلامة وأمن السلع».
وأشار الدكتور هاشم النعيمي مدير إدارة حماية المستهلك في وزارة الاقتصاد إلى أن قانون حماية المستهلك ينص على أن السلعة هي: كل منتج صناعي أو زراعي أو حيواني أو تحويلي بما ذلك العناصر الأولية المواد والمكونات الداخلة في المنتج، فيما نصت المادة السادسة على أنه لا يجوز للمزود عرض أو تقديم أو الترويج أو الإعلان عن أي سلع أو خدمات تكون مغشوشة أو فاسدة أو مضللة، بحيث تلحق الضرر بمصلحة المستهلك أو صحته عند الاستعمال العادي.
كما نصت المادة التاسعة على مسؤولية المزود عن الضرر الناجم عن استخدام السلعة أو استهلاكها، كما يسأل المزود عن المواصفات القياسية المعتمدة المعلن عنها للسلعة، وكذلك عن عدم التقيد بالشروط المتعلقة بالصحة العامة والسلامة، ونصت المادة 15 على مسؤولية المزود فور اكتشافه عيباً في السلعة أو الخدمة من شأنه الأضرار بالمستهلك أن يرتفع بالخدمة العامة أو إبلاغ الجهات المعنية بطريقة الوقاية من المخاطر المحتملة.
وفي السياق نفسه، فإن هيئة الإمارات للمواصفات والمقاييس «مواصفات» تبدأ مهمتها في كتابة التحذيرات على المنتجات المختلفة بعد صدور إخطار أو تعميم من المنظمات الدولية لكل سلعة على حدة، وتنفيذ القرارات الصادرة عنها بعد اعتمادها من الحكومة الإماراتية التي تجري الفحوص والتحاليل لكل سلعة يثار بشأنها شبهات للتأكد من صحة هذه الادعاءات للحفاظ على صحة وسلامة المستهلكين، وإلى الآن لم تصدر المنظمة العالمية للأغذية والزراعة «الفاو» أي إخطار أو تعميم بهذا الشأن.
وتعود للمرة الثالثة موجة جديدة من الصراعات التجارية فيما يتعلق بتأثيرات مادة الأكريلاميد، وهذه المرة تحت مسمى الحفاظ على صحة المستهلكين، حيث أثير هذا الموضوع عام 2002 للمرة الأولى، ثم تجدد عام 2010 ، بعد أن رفع مجلس التعليم والبحث في المواد السامة، وهو منظمة غير ربحية، دعوى قضائية ضد العديد من مصنعي القهوة، وطالبهم بإزالة مادة الأكريلاميد المسببة للسرطان من منتجاتهم، أو تحذير المستهلكين منها.
وتم رفع الدعوى ضد ستاربكس و90 شركة بموجب قانون أقره الناخبون في كاليفورنيا عام 1986 ويطالب بتحذير المستهلكين من نحو 900 مادة كيميائية مسببة للسرطان أو تشوهات الولادة، ويسمح بمقاضاة المخالفين وفرض غرامات عليهم.
وبحسب موقع "حقائق الأكريلاميد"، الذي يوفر كل المعلومات عن مادة الأكريلاميد، فقد أوضح أنها مركب كيميائي يتكون بشكل طبيعي في مجموعة كبيرة من الأطعمة عند طهيها، وتشتمل هذه المجموعة على القهوة والشيكولاتة واللوز والبطاطس المقلية والمكسرات ورقائق البطاطس والحبوب والخبز وحتى بعض الخضراوات والفاكهة.
وأشار إلى أنها موجودة في الغذاء منذ أن بدأ البشر في طهي الطعام، ولكن لم يكن أحد على علم بوجودها في الغذاء حتى أبريل عام 2002، عندما قدم مجموعة من العلماء السويديون بحثاً اكتشف مستويات ضئيلة من المركب في بعض الأغذية المخبوزة والمقلية. وقبل الدراسة السويدية، لم يكن الطعام يتم تحليله من أجل مادة الأكريلاميد؛ لأنها لم تكن مستخدمة كأحد مكوناته، كما أنه لم يكن أحد يعلم أنها إحدى مكوناته.
وتتولد الأكريلاميد بشكل طبيعي عندما يتم قلي بعض المواد المحددة الغنية بالكربوهيدرات أو خبزها أو شواءها في درجة حرارة عالية، كما تنتج عندما يتم طهي الطعام بالمنزل والمطاعم أو تحضيره بشكل تجاري.
وآلية تكون مادة الأكريلاميد في الأغذية هي تفاعل السكر المختزل «مثل الجلوكوز» مع الاسباراجين الحر، وهو حمض أميني يوجد في العديد من الأطعمة، أثناء تفاعل التحمير، والسكر المختزل والاسباراجين وغيرها من الأحماض الأمينية توجد جميعها بشكل طبيعي في العديد من الأغذية المعتمدة على النباتات.
واكتشف في بعض حيوانات التجارب أن مادة الأكريلاميد يمكن أن تسبب السرطان عند تعاطيها بجرعات عالية، وحتى وقتنا هذا، لم تقرر إدارة الأغذية والأدوية ومنظمة الصحة العالمية وأغلب الهيئات الصحية والتنظيمية ما إذا كان وجود الأكريلاميد في الغذاء ينطوي على مخاطر صحية.
وفي أوروبا، أصدر European food processors trade association (الاتحاد التجاري الأوروبي لمنتجي الغذاء) (CIAA)، وثيقة استرشادية أو مجموعة تدابير، لإلقاء الضوء على الطرق الممكنة لتقليل مادة الأكريلاميد في الأنواع المختلفة من المنتجات. وعلى سبيل المثال، اختيار حبات البطاطس التي تنخفض بها نسبة السكر بشكل طبيعي، حيث إن رقائق البطاطس تساعد عند طهيها في التحكم في تكون مادة الأكريلاميد.