برق الإمارات | متابعات
أعرب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، عن أمله في أن تكون القمة العربية الـ 29 (قمة القدس) التي عقدت، أمس، في الظهران، علامة إيجابية فارقة في ظروف استثنائية عربية مليئة بالتحديات، في وقت أكد القادة العرب أن القضية الفلسطينية هي قضية العرب الأولى وستظل كذلك حتى حصول الشعب الفلسطيني على جميع حقوقه المشروعة، معربين عن رفضهم القرار الأميركي بنقل الولايات المتحدة سفارتها إلى القدس المحتلة.
فيما أكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، أن أخطر ما يواجهه عالمنا هو تحدي الإرهاب الذي تحالف مع التطرف والطائفية، لينتج صراعات داخلية اكتوت بنارها العديد من الدول العربية، مجدداً إدانته الشديدة للأعمال الإرهابية التي تقوم بها إيران في المنطقة العربية، مقدماً مبادرة لمواجهة التحديات العربية المشتركة.
وشهدت مدينة الظهران السعودية، أمس، أعمال القمة العربية العادية الـ 29 في مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي «إثراء»، وترأس وفد الدولة إلى القمة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله.
وكتب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في تغريدة على تويتر: «أتشرف بحضور القمة العربية الـ29 اليوم في أرض الحرمين وباستضافة ملك العزم سلمان بن عبدالعزيز.. نتفاءل باللقاءات على أرض المملكة.. ونتمنى أن تكون القمة علامة إيجابية فارقة في ظروف استثنائية عربية مليئة بالتحديات».
في الأثناء، قال معالي الدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، في تغريدة على تويتر: «تأتي قمة الظهران في مفترق مهم للغاية في العالم العربي، الحاجة ضرورية في هذه الظروف الاستثنائية لجمع كلمة العرب وتفعيل عملهم المشترك، والملك سلمان بن عبدالعزيز، حفظه الله، قادر على ذلك».
واختتمت القمة التي عقدت برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، أمس، وقد أقرت مشاريع القرارات التي كانت مدرجة على جدول أعمالها، وتتضمن 18 بنداً تتناول مختلف الملفات والقضايا العربية السياسية والاقتصادية والاجتماعية، كما صدر عن القمة «إعلان الظهران» الذي يعكس وجهة نظر القادة العرب في جميع الملفات المتعلقة بقضايا المنطقة.
وقال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، في الكلمة الافتتاحية للقمة، إن «القضية الفلسطينية هي قضيتنا الأولى وستظل كذلك حتى حصول الشعب الفلسطيني على جميع حقوقه المشروعة، وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية».
وأضاف: «إننا إذ نجدد التعبير عن استنكارنا ورفضنا لقرار الإدارة الأميركية المتعلق بالقدس، فإننا ننوه ونشيد بالإجماع الدولي الرافض له، ونؤكد على أن القدس الشرقية جزء لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية».
وأعلن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، عن تسمية القمة العربية التاسعة والعشرين بـ«قمة القدس»، ليعلم القاصي والداني أن فلسطين وشعبها في وجدان العرب والمسلمين. كما أعلن عن تبرع المملكة العربية السعودية بمبلغ 150 مليون دولار لبرنامج دعم الأوقاف الإسلامية في القدس، وبمبلغ 50 مليون دولار لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (أونروا).
وفي الشأن اليمني، قال خادم الحرمين الشريفين: «نؤكد التزامنا بوحدة اليمن وسيادته واستقلاله وأمنه وسلامة أراضيه.. كما نؤيد كل الجهود الرامية إلى التوصل إلى حل سياسي للأزمة في اليمن وفقاً للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وقرارات مؤتمر الحوار الوطني اليمني الشامل تنفيذاً لقرار مجلس الأمن (2216)»، داعياً المجتمع الدولي للعمل على تهيئة كافة السبل لوصول المساعدات الإنسانية لمختلف المناطق اليمنية، وحمل الميليشيات الحوثية الإرهابية التابعة لإيران كامل المسؤولية حيال نشوء واستمرار الأزمة اليمنية والمعاناة الإنسانية التي عصفت باليمن.
ورحب خادم الحرمين الشريفين بالبيان الصادر عن مجلس الأمن الذي دان بشدة إطلاق ميليشيا الحوثي الإرهابية صواريخ باليستية إيرانية الصنع تجاه المدن السعودية، والتي وصلت إلى 119 صاروخاً، ثلاثة منها استهدفت مكة المكرمة، برهنت للمجتمع الدولي مجدداً على خطورة السلوك الإيراني في المنطقة وانتهاكه لمبادئ القانون الدولي ومجافاته للقيم والأخلاق وحسن الجوار.. مطالباً بموقف أممي حاسم تجاه ذلك».
وفي الشأن الليبي، أكد أن دعم مؤسسات الدولة الشرعية، والتمسك باتفاق الصخيرات هما الأساس لحل الأزمة الليبية، والحفاظ على وحدة ليبيا وتحصينها من التدخل الأجنبي واجتثاث العنف والإرهاب.
وقال إن «من أخطر ما يواجهه عالمنا هو تحدي الإرهاب الذي تحالف مع التطرف والطائفية لينتج صراعات داخلية اكتوت بنارها العديد من الدول العربية.. ونجدد في هذا الخصوص الإدانة الشديدة للأعمال الإرهابية التي تقوم بها إيران في المنطقة العربية، ونرفض تدخلاتها السافرة في الشؤون الداخلية للدول العربية، وندين محاولاتها العدائية الرامية إلى زعزعة الأمن وبث النعرات الطائفية، لما يمثله ذلك من تهديد للأمن القومي العربي وانتهاك صارخ لمبادئ القانون الدولي».
وأضاف: «إيماناً منا بأن الأمن القومي العربي منظومة متكاملة لا تقبل التجزئة، فقد طرحنا أمامكم مبادرة للتعامل مع التحديات التي تواجهها الدول العربية بعنوان (تعزيز الأمن القومي العربي لمواجهة التحديات المشتركة)، مؤكدين أهمية تطوير جامعة الدول العربية ومنظومتها.. كما نرحب بما توافقت عليه الآراء بشأن إقامة القمة العربية الثقافية، آملين أن تسهم في دفع عجلة الثقافة العربية الإسلامية».
وأكد خادم الحرمين الشريفين في ختام كلمته: «أمتنا العربية ستظل بإذن الله رغم أي ظروف عصية برجالها ونسائها طامحة بشبابها وشاباتها، ونسأل المولى عز وجل أن يوفقنا لتحقيق ما تصبو إليه شعوبنا من أمن واستقرار ورخاء، لنصل بأمتنا إلى المكانة الجديرة بها في العالم».
وجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، رسالة إلى القمة العربية أبدى فيها «استعداد روسيا للتعاون مع جامعة الدول العربية من أجل ضمان الأمن الإقليمي»، وفق ما نشر الموقع الرسمي للكرملين.
من جهة اخرى، أكدت الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي فيديريكا موغريني، أنه «من واجب الأوروبيين والعرب التنسيق من أجل سلام الشرق الأوسط»، وشددت على أن استخدام السلاح الكيماوي في الحروب أمر غير مقبول، مؤكدة في كلمة لها خلال القمة، دعم الاتحاد الأوروبي لكل الجهود المناسبة التي تهدف إلى تجنب استخدام الأسلحة الكيماوية.