برق الإمارات | متابعات
قفزت أسعار النفط بنحو دولارين للبرميل الواحد أمس، وسط توقعات بأن يؤدي الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي الإيراني إلى الحد من صادرات النفط لطهران. وبلغ سعر برميل نفط «برنت» 77.16 دولاراً بارتفاع أكثر من 3%، في حين ارتفع سعر خام غرب تكساس الوسيط، وهو الخام القياسي للنفط الأميركي بنسبة 2.8% إلى 71.01 دولاراً للبرميل.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أعلن أول من أمس قراره بانسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق، معتبراً أنه ضعيف للغاية. وكونه جزءاً من الانسحاب، سوف تعيد الولايات المتحدة فرض عقوبات تستهدف قطاع النفط الإيراني وقطاع الشحن والمعاملات المالية الدولية لإيران بحلول أوائل نوفمبر.
وقال محللون من مؤسسة «جيه.بي.سي إنرجي» للاستشارات، في فيينا :«مع وجود هذا الخطر بشكل مؤكد ، نتوقع انخفاضا حادا في مشتريات النفط الخام الإيراني من جانب جميع الأطراف خلال الشهرين القادمين».
وتوقع المحللون اختفاء ما بين 500 ألف إلى 700 ألف برميل يوميا من إمدادات النفط الخام الإيراني من السوق في الأشهر المقبلة. ويصل هذا الانخفاض إلى نحو 13% إلى 18% من إنتاج إيران.
ووفقاً لمحللين في «كوميرتس بنك» في فرانكفورت، فإن الخطوة التي اتخذها ترامب لن تقضي على جميع صادرات النفط الإيرانية، لأن معظم الدول الأخرى تعارض انسحابه من الاتفاق النووي الذي أبرم عام 2015 بين إيران من ناحية والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين من الناحية الأخرى.
وقال لوكمان أوتونجا، محلل الأبحاث في FXTM إن عمالقة النفط دخلوا إلى المشهد بعد قرار الرئيس الأميركي، وهناك مجال لأن يحقق خام غرب تكساس الوسيط ارتفاعاً في المدى القريب، حيث إن المخاوف من تصاعد التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط تشعل القلق بشأن احتمال انقطاع الإمدادات. وبالنظر إلى الصورة الفنية، لا يزال خام غرب تكساس الوسيط يتحرك بشكل صعودي قوي على الرسم البياني اليومي. ويقوم الخام بشكل مستمر بتكوين قمم أعلى من القمم السابقة وقيعان أعلى من القيعان السابقة.
ونجحت الأسواق العالمية في التكيف مع القرار الأميركي، حيث ارتفعت بورصة وول ستريت مع صعود شركات الطاقة متلقية دعما من مكاسب أسعار النفط. وارتفع المؤشر داو جونز الصناعي 13.69 نقطة تعادل 0.06% إلى 24371.37 نقطة، وزاد المؤشر ستاندرد آند بورز 500 بمقدار 6.46 نقاط تعادل 0.24% إلى 2678.06 نقطة، وتقدم المؤشر ناسداك المجمع 7.34 نقاط تعادل 0.10% إلى 7274.90 نقطة.
كذلك حققت الأسهم الأوروبية مكاسب بالأداء القوي لشركات النفط بعد القرار الأميركي، وفي حين قدمت نتائج أعمال قوية بعض الدعم أيضاً، فإن أسهم الشركات المنكشفة على إيران تراجعت لتفقد إيرباص لصناعة الطائرات ورينو وبيجو سيتروين للسيارات ما بين 0.4 و1.7%.
وارتفع المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.2% في حين ساعدت أسعار النفط المرتفعة المؤشر فايننشال تايمز 100 البريطاني الغني بأسهم شركات السلع الأولي على تحقيق أداء قوي. وحقق قطاع النفط والغاز أكبر المكاسب، حيث صعد مؤشره 1.5% إلى أعلى مستوياته في ثلاث سنوات مع ارتفاع أسعار الخام بعد قرار ترامب.
وصعدت أسهم شركات النفط الكبرى توتال ورويال داتش شل وإيني ما بين 0.9% و2%. وارتفع سهم سيمنس 4.2% بعد أن رفعت الشركة الصناعية الألمانية العملاقة توقعاتها لأرباح العام بأكمله. وفي أنحاء أوروبا، ارتفع فايننشال تايمز 86.86 نقطة تعادل 1.15% إلى 7652.61 نقطة، وصعد داكس الألماني 21.12 نقطة تعادل 0.22% إلى 12940.33 نقطة، وزاد كاك الفرنسي 7.83 نقطة تعادل 0.14% إلى 5529.36 نقطة.
فيما تراجعت الأسهم اليابانية متأثرة بالتوترات العالمية إثر إعلان الرئيس الأميركي، ونزل المؤشر نيكي القياسي 0.4% ليغلق عند 22408.88 نقطة. وقال نوريهيرو فوجيتو خبير الاستثمارات لدى يو.إف.جيه مورجان ستانلي سيكيورتيز «الأثر على سوق الأسهم في الأمد القصير قد يكون محدودا، لكن المخاوف من التأثير في المدى المتوسط إلى البعيد قد تؤدي لعزوف المستثمرين عن المخاطرة».
وتراجعت أسعار الذهب إلى أدنى مستوياتها في ما يقرب من أسبوع مع تعزز الدولار بعد قرار ترامب، والذي دعم أسعار النفط ودفع عوائد سندات الخزانة الأميركية للارتفاع. وصعد الدولار مقابل الين مع ارتفاع أسعار النفط إلى أعلى مستوياتها في ثلاثة أعوام ونصف ما دفع عائد سندات الخزانة الأميركية القياسية لأجل عشر سنوات للاقتراب من 3%. وانخفض السعر الفوري للذهب 0.65% إلى 1305.16 دولارات للأوقية. ونزلت عقود الذهب الأميركية الآجلة تسليم يونيو 0.6% إلى 1305.70 دولارات للأوقية.
ونزل اليورو إلى مستوى جديد هو الأدنى منذ بداية 2018 مع تزايد عدد المستثمرين المراهنين على صعود الدولار بسبب أسعار الفائدة الأعلى نسبياً، بينما تجد العملة الأميركية دعماً أيضاً في انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني. ويقول بعض المحللين إن موجة صعود الدولار المستمرة منذ ثلاثة أسابيع، والتي عوض فيها أداءه الضعيف على مدى شهور، لم تظهر بوادر تذكر على الانحسار.
وانخفض اليورو 0.3% أمام العملة الأميركية إلى 1.1828 دولار، لتصل خسائره منذ بداية العام إلى 1.4%. وفقدت العملة الأوروبية الموحدة بالفعل 2% من قيمتها في مايو في الوقت الذي هرع فيه المستثمرون المراهنون على انخفاض الدولار إلى تغطية مراكزهم، ما أسهم في دفع العملة الأمريكية للصعود. وزاد مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية أمام سلة عملات، بنسبة 0.3% إلى 93.377 مسجلاً أعلى مستوياته منذ أواخر ديسمبر.
واصل سوق الأسهم السعودية «تداول» أداءه السلبي أمس ليحقق تراجعه الثاني على التوالي، متخلياً عن مستويات 8 آلاف نقطة لأول مرة في 18 جلسة، وتراجع السوق الموازي «نمو» بأعلى وتيرة منذ يناير الماضي.
وأغلق المؤشر العام للسوق «تاسي» متراجعاً بنسبة 1.68%، فاقداً 134.3 نقطة من قيمته، هبط بها إلى مستوى 7,878.29 نقطة. وهبط مؤشر «نمو» بنسبة 2.7%، عند الإغلاق بخسائر بلغت 84.25 نقطة، ليغلق عند مستوى 3,036.54 نقطة، وهي أعلى خسائر للسوق الموازي منذ 9 يناير 2018.
أنهت مؤشرات البورصة المصرية تداولات أمس على تراجع جماعي، ليفقد رأس المالي السوقي للأسهم المقيدة نحو 15.9 مليار جنيه، وسط ضغوط بيعية للمستثمرين الأجانب والمصريين.
وبدل المؤشر الرئيسي إيجي إكس 30 اتجاهه الصاعد الذي شهده بمستهل التعاملات، ليهبط بنسبة 1.99% عند مستوى 17460 نقطة، فاقداً 354.15 نقطة، بضغط من تراجع الأسهم القيادية. وتراجع مؤشر إيجي إكس 70 للأسهم الصغيرة والمتوسطة بنسبة 1.40% عند مستوى 861.64 نقطة، فيما هبط مؤشر إيجي إكس 100 الأوسع نطاقاً بنسبة 1.99%، عند مستوى 2225 نقطة.