بدأت صباح اليوم في أبوظبي أعمال المؤتمر الإقليمي رفيع المستوى حول "تمكين الشباب وتعزيز التسامح: التدابير العملية لمنع التطرف العنيف المفضي إلى الإرهاب ومكافحته"، والذي تنظمه وزارة الخارجية والتعاون الدولي، بالتعاون مع مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب ومركز هداية.
ويتيح المؤتمر الفرصة لمناقشة المبادرات وخطط العمل الرامية إلى تعزيز القدرة على التصدي للتطرف المفضي إلى الإرهاب، مع التركيز على تمكين الشباب والتسامح على الصعيدين الوطني والإقليمي.
ويشارك في المؤتمر أكثر من 300 ممثل من الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية، بالإضافة إلى بلدان أخرى من أفريقيا وآسيا والأمريكيتين وأوروبا، فضلا عن منظمات المجتمع المدني وممثلي الشباب والجهات المعنية بالشؤون الدينية والحوار بين الأديان، مما يساعد حلقات الحوار على تبادل الآراء والخبرات من مناطق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وقال معالي زكي أنور نسيبة وزير دولة - في افتتاح المؤتمر- "يسرني بدايةً أن أرحب بكم في دولة الإمارات العربية المتحدة وأن أتمنى لكم مشاركة قيمة في المؤتمر. كما يسعدني أن أتقدم بالشكر إلى وكيل الأمين العام لمكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب السيد فلاديمير فورونكوف على جهوده الحثيثة في حشد الدعم الإقليمي والدولي لمكافحة التطرف والإرهاب ومنها إطلاق سلسلة المؤتمرات الإقليمية".
وأضاف أن انعقاد مثل هذه المؤتمرات يعد تجسيداً حقيقياً لتعزيز العمل متعدد الأطراف للتصدي للتحديات الأمنية العابرة للحدود ومنع ظهور أزمات جديدة، فضلاً عن أنها تمثل منبراً هاماً لتعزيز المشاورات مع دول المنطقة حول قضاياها الإقليمية الملحة. وعليه، حرصت دولة الإمارات على استضافة هذا المؤتمر الإقليمي بالتعاون مع الأمم المتحدة والذي يركز على تمكين الشباب وتعزيز التسامح في المنطقة العربية، التي تعد بأمس الحاجة اليوم إلى تكثيف الجهود للتصدي للتطرف والإرهاب.
وأكد أن دولة الإمارات، التي تقوم بدور فاعل لإعادة الاستقرار إلى المنطقة عبر معالجة الأزمات ودعم الحلول السياسية الدائمة، تطمح لأن تتخطى المنطقة العربية هذه التحديات وأن تنتقل إلى مرحلة جديدة يسود فيها الأمن والازدهار. ونرى هنا أن الشباب، بما يمتلكون من طاقات لا محدودة وقدرات مميزة على الإبداع والابتكار، هم الفئة الأمثل لقيادة المنطقة نحو مستقبل أكثر إشراقاً.
وقال معاليه: "لقد نجحت دولة الإمارات في احتضان أكثر من 200 جنسية تعيش في سلام وتآخي وتشاركت جميعها هذا العام في إطلاق مبادرات للاحتفال بعام 2019 عاماً للتسامح. ونسعى عبر بناء بيت العائلة الإبراهيمية والذي سيضم كنسية ومسجدا وكنيسا واستضافة متحف اللوفر إلى تشجيع الاحتفاء بالتنوع وتعزيز الحوار بين الأديان والثقافات. وستواصل الإمارات، بشبابها وكل أفرادها، العمل على الأصعدة الوطنية والإقليمية والدولية كافة لمحاربة التطرف والعنف وترسيخ القيم الإنسانية العريقة".
من جهته رحب فلاديمير فورونكوف، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لمكتب مكافحة الإرهاب، بالتعاون مع دولة الإمارات ومركز هداية بشأن هذا الموضوع الهام، وقال: "آمل أن يوفر هذا المؤتمر منبرا لتحديد السبل والفرص لتعزيز التعاون بين الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية، واستكشاف كيف يمكن للأمم المتحدة أن تدعم تمكين الشباب وتعزيز التسامح بشكل أكبر كجزء من الجهود الوقائية لمكافحة الإرهاب ".
وشدد على الدور الحيوي لمنظمات المجتمع المدني في بناء التلاحم الاجتماعي وإرساء الأسس لمنع تجنيد الإرهابيين وفي الوقت نفسه تحقيق صفوف المجتمعات بعد الهجمات الإرهابية.
من ناحيته قال سعادة أحمد بن سلطان القاسمي، المدير التنفيذي لمركز هداية "إن التطرف العنيف هو معضلة عالمية تتطلب نهجا متعدد الأطراف. كما أن وضع نهج شمولي وقوي في مكافحة التطرف العنيف وهو موضوع هذا المؤتمر، يستلزم تضافر جهود المجتمع المدني والمجتمعات المحلية، وتمكين الشباب وإدماجهم، وتكريس قيم التسامح والتعايش السلمي."
ويشمل المؤتمر ثلاث جلسات ذات مواضيع عامة، هي جلسة رفيعة المستوى معنية بتمكين الشباب من أجل منع ومكافحة التطرف العنيف المفضي إلى الإرهاب، وجلسة رفيعة المحتوى لتعزيز التسامح من أجل منع ومكافحة التطرف العنيف المفضي إلى الإرهاب، وحلقة شبابية معنية بتعزيز الشراكات بين الحكومات والشباب والمجتمع المحلي والجهات الدينية لتعزيز قيم التسامح وتعزيز القدرة على الصمود أمام الدعاية الإرهابية.
بالإضافة إلى ذلك، عقد في 17 ديسمبر ورشة عمل لمدة يوم واحد بقيادة منظمات المجتمع المدني الإقليمية والدولية، والتي افتتحها وكيل الأمين العام فورونكوف ومعالي زكي نسيبة وكان الهدف منها تمكين الجهات الفاعلة الشعبية من تبادل وجهات النظر حول جدول أعمال المؤتمر، مع التركيز على الشباب، وإشراك المجتمع، والتمكين، والقدرة على الصمود. وقد شكلت مناقشاتهم موضوع المؤتمر الإقليمي الأكبر.
يذكر أن هذا المؤتمر هو السادس في سلسلة من المؤتمرات الإقليمية التي ستعقد حول مؤتمر الأمم المتحدة رفيع المستوى لرؤساء وكالات مكافحة الإرهاب التابعة للدول الأعضاء، الذي انعقد لأول مرة في نيويورك في يونيو 2018 بدعوة من الأمين العام أنطونيو غوتيريش بهدف تعزيز التعاون الدولي لمكافحة التهديد المتنامي للإرهاب.
ويشارك مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب مع الدول الأعضاء في مختلف المناطق بالمشاركة في تنظيم هذه المؤتمرات التي تهدف إلى تعزيز التعاون الإقليمي المناهض للإرهاب ومنع التطرف العنيف المفضي إلى الإرهاب. وستصب نتائج وتوصيات هذه المؤتمرات في المؤتمر رفيع المستوى الثاني لرؤساء وكالات مكافحة الإرهاب الذي ستعقده الدول الأعضاء في نيويورك في يوليو 2020.