أشاد مجموعة من الخبراء البارزين، في قطاعات الأعمال، بخطى الإمارات الثابتة، بشأن، ابتكارات المدن الذكية في منطقة الشرق الأوسط، مشيرين إلى مبادراتها الريادية في هذا المجال، والمتمثلة بمدينة مصدر، وعمليات شركة "بيئة"، ونظام "هايبرلوب" بين أبوظبي ودبي مروراً بمدينة.
وأكد الخبراء، قبل انطلاق أعمال القمة العالمية لطاقة المستقبل، التي تستضيفها أبوظبي الشهر القادم، على أن التوجه المتزايد من جانب الشركات والجهات الحكومية، حول العالم نحو تبني حلول الأتمتة والتقنيات الحديثة، سيلعب دوراً مهماً في تعزيز نمو سوق المدن الذكية، ليصل إلى 1.7 تريليون دولار بحلول عام 2023.
ويقام "معرض ومنتدى المدن الذكية" وذلك للمرة الأولى، ضمن فعاليات الدورة المقبلة، من القمة العالمية لطاقة المستقبل، بهدف استكشاف أحدث الابتكارات في المدن الذكية عبر 6 قطاعات رئيسة هي: النقل الذكي والمستقل والأمن الإلكتروني والسلامة العامة في المدن الذكية إلى جانب المباني الخضراء الصديقة للبيئة وكفاءة الطاقة والتخطيط الحضري.
وجاءت مدينة دبي في المركز الـ45، من بين 102 مدينة حول العالم، ضمن "مؤشر المدن الذكية 2019"، الصادر عن مركز التنافسية العالمي التابع للمعهد الدولي للتنمية الإدارية، بينما حلت وأبوظبي في المركزالـ56 لتتصدران القائمة عربياً، على التوالي.
ومن المتوقع بحسب تقديرات، شركة "كيه بي إم جي"، أن يتضاعف سوق المدن الذكية، في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، بحلول 2022، وعلى الصعيد العالمي فتوقعت "نافيجانت ريسيرتش"، أن تصل قيمة السوق إلى 1.7 تريليون دولار بحلول عام 2023.
وسيضم "معرض ومنتدى المدن الذكية"، المقرر عقده على هامش فعاليات القمة العالمية لطاقة المستقبل، تحت مظلته ممثلي عدد كبير من الحكومات والشركات ومقدمي الحلول الذكية، إلى جانب خبراء في استشراف المستقبل؛ لمناقشة الدور الذي تضطلع به التقنيات الناشئة، مثل الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي وإنترنت الأشياء؛ لتسريع عملية تطوير المدن الذكية، وسيكون الحدث بمثابة منصة متقدمة لتمكين الابتكار في المدن الذكية في الشرق الأوسط والعالم.
ويتناول منتدى المدن الذكية، الذي ينطلق في الفترة من 13 إلى 16 يناير، مجموعة متنوعة من الموضوعات بمشاركة نخبة من خبراء القطاع، وستتناول حلقات النقاش موضوعات، مثل التقنيات التي تدعم تطور المدن الذكية، إلى جانب التخطيط الحضري المستدام، ودور شبكات اتصال الجيل الخامس، في تعزيز الترابط الشبكي في المدن الذكية، وسبل الحد من الهجمات الإلكترونية وخفض الانبعاثات الكربونية، فضلاً عن أهمية تعزيز كفاءة وسائل استهلاك المياه والطاقة، إضافة إلى أهمية معرض إكسبو دبي 2020، حيث يشارك في المنتدى ممثلون رفيعو المستوى لعدد من الجهات الحكومية والشركات الرائدة.
وأوضح البروفيسور كبير المستشارين - مدن المستقبل والقطاعات الناشئة في بنك "إتش أس بي سي" جريج كلارك، الذي يشارك في المنتدى بحلقة نقاش بعنوان "البيئة المستدامة 2050"، أنه في الوقت الذي تشهد فيه المدن العالمية توسعاً بوتيرة متسارعة، يتعين على صناع القرار في المدن والشركات، الاستفادة من الاستثمارات الجديدة والتقنيات الناشئة؛ لإيجاد حلول أكثر فاعلية للتحديات المتعلقة بجودة الهواء والازدحام المروري وانبعاثات الكربون، وتراجع جودة البنية التحتية.
وقال جواد عباسي، رئيس الجمعية الدولية لشبكات الهاتف المحمول في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: "إن معرض ومنتدى المدن الذكية في أبوظبي، يوفر فرصاً حقيقية؛ لتسليط الضوء على الإيجابيات التي يمكن أن تجنيها المدن الذكية، التي تستفيد من السرعات الفائقة، لتقنية الجيل الخامس، وذلك من خلال اتخاذ قرارات أكثر فاعلية في الوقت الفعلي، من شأنها تعزيز التحول الرقمي عبر جميع القطاعات وضمان مستويات جديدة من السلامة في المدن، فضلاً عن تعزيز مؤشرات الاستدامة والكفاءة".
وكشف الرئيس التنفيذي، لشركة "إيكار" فيلهيلم هيدبيرغ، عن أن منصات النقل الذكية والمشتركة، تعتبر من الركائز الأساسية لمستقبل التنقل المستدام في دول مجلس التعاون الخليجي والعالم، نظراً لما تقدمه من خدمات، من شأنها الحد من الازدحام المروري وتوفير خيارات للتنقل بأسعار معقولة، وتعزيز السلامة المرورية.
ومن جانبه، قال المدير الفني ومسئول تخطيط النقل ووسائل التنقل المستقبلية، لمنطقة الشرق الأوسط، في شركة أوريكون، نديم شاكر: "تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، تعد من التقنيات المهمة التي تلعب دوراً محورياً في تعزيز وسائل التنقل الذكي، لاسيما وسائل النقل ذاتية القيادة، حيث تساعد الحلول المستندة إلى الذكاء الاصطناعي، في توفير بيانات تنبؤية، حول الطلب على خدمات النقل من جانب الركاب، إلى جانب التخطيط بشكل أكثر فاعلية للرحلات وضمان مستويات أعلى من السلامة المرورية، باستخدام نظام آلي يقوم على تنظيم شبكات النقل والتفاعل مع المركبات المتصلة الأخرى".
وأوضح مدير فعاليات المجموعة في القمة العالمية لطاقة المستقبل، غرانت توختن، أن معرض ومنتدى المدن الذكية، سيركز على تحديد ومناقشة أجندة التنمية الحضرية بشكل ذكي ومستدام، وستتاح للمشاركين في الحدث فرصة تبادل أفضل الممارسات الرامية إلى تعزيز الاستفادة من التقنيات الجديدة والناشئة؛ لتحويل قطاعات الأعمال وإثراء تجارب الحياة اليومية للسكان، كما يمكن لقادة الأعمال والخبراء خلال المنتدى مناقشة أفضل الممارسات، التي يمكنها ضمان تعزيز التحول الذكي في المدن، فضلاً عن تقييم التقدم الذي يتم إحرازه.