شاركت الإمارات، ممثلة بالهيئة العامة لتنظيم قطاع الاتصالات في اجتماع مجلس الوزراء العرب للاتصالات والمعلومات في دورته الـ 23، والذي استضافته العاصمة السعودية الرياض يومي 17-18 ديسمبر الجاري، وذلك تحت شعار «طموح عربي لجيلٍ رقمي»، بحضور عدد من وزراء الاتصالات والمعلومات من الدول العربية.
ترأس وفد الدولة سعادة حمد عبيد المنصوري مدير عام الهيئة العامة لتنظيم قطاع الاتصالات، وضم الوفد عدداً من المدراء والمسؤولين في الهيئة.
وناقش المجتمعون مستقبل العمل العربي المشترك في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والتطورات العالمية في هذا المجال وانعكاساتها على الواقع العربي في ميادين الاقتصاد والصحة والتعليم وغيرها.
كما ناقش المجتمعون مقترح الإعلان العربي الرقمي المشترك (بناء مجتمع عربي رقمي مزدهر ومستدام)، الذي يعكس رغبة الدول العربية في العمل على بنـاء مجتمـع عربي رقمي مزدهر ومستدام وجامع هدفه الإنسان ويتجه نحو التنمية، مجتمع يتمكن فيه الأفراد والمجتمعات والشعوب من تسخير كامل إمكاناتهم للنهوض بتنميتهم المستدامة وتحسين نوعية حياتهم، وذلك بناءً على مقاصد ومبادئ ميثاق جامعة الدول العربية.
وفي كلمته التي ألقاها خلال أعمال الاجتماع أكد سعادة حمد عبيد المنصوري على أن أهمية هذا الاجتماع تتأتى من أهمية قطاع الاتصالات والمعلومات، حيث أصبح كل تطور في العالم مرتبط بمدى تقدم البنية التحتية للاتصالات، وأضاف سعادته بالقول: "أتمنى أن يكون الإعلان العربي الرقمي بنصّه وروحه عنواناً لحقبة عربية جديدة، حقبة تنبعث فيها طاقات الشباب العربي من المحيط إلى الخليج، وتتبرعم فيها أفكارهم الإبداعية لكي تسهم في صناعة المستقبل الرقمي الزاهر والمستدام".
وأضاف سعادته بالقول: "لدينا في الوطن العربي 100 مليون شاب تتراوح أعمارهم بين 15 إلى 29 عاماً. هؤلاء الشباب يشكلون طاقة إنتاجية هائلة. فإما أن نتركهم عرضة للظلام والظلاميين، وإما نأخذ بأيديهم إلى النور والتنمية، بأن نستثمر طاقتهم في التقدم نحو المستقبل والاستعداد للتأثير فيه وصناعته. إن هذا الإعلان أيها السادة الأكارم هو الفيصل بين الخيارين، فإن استطعنا أن نجعله جزءاً من تفكير أبنائنا واهتماماتهم، نكون قد وضعنا أيدينا على الخيار الصحيح، وهذا ما نتمناه جميعاً.".
وتضمن الإعلان العربي الرقمي المبادئ العربية المشتركة الخمسة لبنـاء مجتمـع عربي رقمي مزدهر ومستدام، حيث تضمن المبدأ الأول تحقيق اقتصاد رقمي كوسيلة جديدة لتعزيز النمو والاستقرار المجتمعي. والعمل على تذليل كافة العقبات من أجل تعظيم الفوائد منه. والاهتمام بالثورة الصناعية الرابعة، كونها أعظم مضاعف اقتصادي، وأكبر مكافئ اجتماعي.
أما المبدأ الثاني فنص على اعتماد الشباب كمحرك لعجلة التقدم والبناء في العالم الرقمي، كونهم الوسيلة لتحديات المستقبل والفضاء الرقمي. والأداة القادرة على تحويل الوطن العربي الرقمي إلى أيقونة العالم، في حين نص المبدأ الثالث على أهمية البيانات العربية كعامل أساسي للتطور الرقمي وقيادة المستقبل، وممكناً أساسياً للثورة الصناعية الرابعة، والاقتصاد الرقمي.
بينما نص المبدأ الرابع من بنود الإعلان على تفعيل الابتكار من منطلق كون الابتكارات الوسيلة الأفضل لتحقيق التطلعات. والسعي لدعم المبتكرين والمبدعين والرياديين. وتوفير البيئة الحاضنة للتشجع على الابتكار وريادة الأعمال في كافة القطاعات، ونص المبدأ الخامس على أهمية اتحاد القوى العربية، حيث أن التكتلات والتجمعات ضرورة قصوى. تتطلب إلى تنسيق الجهود والمواقف لتكون المنطقة العربية قوة إقليمية وعالمية في العالم الرقمي.