استقبل الشارع الرياضي في الإمارات مبادرة الشيخ راشد بن حميد النعيمي رئيس اللجنة الانتقالية لإدارة كرة القدم الإماراتية بالإعداد لإطلاق " خلوة اتحاد الإمارات لكرة القدم " بترحيب كبير، وتفاؤل أكبر، ولا سيما في ظل أهمية التوقيت الذي أطلقت فيه، لوضع الخطط والاستراتيجيات المناسبة لتطوير الكرة الإماراتية، ودعم مساعي المنتخبات الوطنية لمساندة المنتخب الأول في تصفياته الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2022، ونهائيات أمم آسيا 2023، وكذلك توفير أكبر مساندة للمنتخب الأولمبي في تصفيات تايلاند للتأهل إلى أولمبياد طوكيو 2020.
وأكدت مصادر رسمية في اللجنة المؤقتة لاتحاد الكرة أن الخلوة لن تتوقف فقط عند دعم المنتخبات الوطنية، ولكنها ستقوم بتشخيص الواقع لكرة القدم الإماراتية، وتحديد أبرز التحديات، ووضع الحلول المناسبة لها، من خلال دعوة كل المعنيين باللعبة من خبراء وفنيين وحكام وإداريين ومسؤولي أندية وإعلاميين وعقد جلسات عصف ذهني لهم جميعا، والخروج بعدة توصيات ومقترحات يمكن اعتبارها قاعدة للانطلاق في المرحلة المقبلة، ونقطة تحول يستفيد منها المعنيون بتحقيق نقلة نوعية للعبة الشعبية الأولى في الإمارات والمنطقة العربية في ظل توافر الدعم الكبير من القيادة الرشيدة للنهوض بالرياضة بشكل عام.
في البداية أكد اللاعب الدولي السابق ياسر سالم أن الشيخ راشد بن حميد النعيمي من الكفاءات الشابة التي تملك أسلوبا علميا في التفكير، وإنجازاته في مجال الرياضة كبيرة سواء في نادي عجمان أو بمختلف الرياضات الأخرى، ومن خلال مبادراته وتوجهاته مع اللجنة الانتقالية لإدارة اتحاد الكرة أثبت أنه يفكر بشكل مختلف يواكب التطور الكبير الذي حدث في عالم كرة القدم، وأن مثل هذا التفكير بإقامة خلوة تجمع كل المعنيين بكرة القدم، هو الذي يمكن أن يقود الكرة الإماراتية إلى تحقيق نقلة نوعية على مستوى الأفكار والبرامج والممارسات.
وقال سالم : الشارع الرياضي في الإمارات مثقف، ويدرك أهم التحديات التي تواجه كرة القدم، والجمهور الإماراتي واع جدا ولديه رؤية مستنيرة يمكنها أن تخدم التصور العام، ولذلك فإن الجمهور بدوره الكبير في دعم المنتخبات والأندية من المؤكد أن يكون حاضرا بممثلين في تلك الخلوة.
وأعرب عن اعتقاده بضرورة الزام الأندية في الدولة للتعاقد مع مدربين مميزين من أصحاب الخبرات والإنجازات والكفاءات للمراحل السنية، لأن مرحلة التكوين بالنسبة للاعب هي أهم مرحلة، وإلى جانب ذلك يجب أن توفر الأندية بالتعاون مع اتحاد الكرة ورش عمل لتأهيل وتثقيف اللاعبين باللوائح والقوانين، والمساهمة في صناعة اللاعب النجم الذي يجب أن يتحلى بالانضباط والثقة بالنفس والقدرة على التعامل الذكي مع وسائل الإعلام المختلفة، ولا سيما أن المنطقة العربية بشكل عام تحتاج بشدة إلى مفهوم صناعة النجم المثقف.
في السياق نفسه قال اللاعب الدولي سبيت خاطر إن مبادرة "الخلوة " فكرة جيدة، وآليات تطبيقها ستسهم في تحقيق نجاحها بشكل كبير والوصول إلى الأهداف المرجوة منها، مشيرا إلى أن الشارع الرياضي تفاءل بتولي الشيخ راشد بن حميد النعيمي رئاسة اللجنة المؤقتة لإدارة كرة القدم الإماراتية، وهو من القيادات الشابة التي يمكن أن تصنع الفارق في وضع استراتيجية مميزة لتطوير منظومة الكرة بشكل كامل.
وتوقع سبيت أن يقوم اتحاد كرة القدم بدعوة نخبة الخبراء والمسؤولين والمعنيين بصناعة كرة القدم بالدولة وربما خارجها وتحديد محاور للنقاش معهم، وتسجيل مخرجات لكل الجلسات، من أجل استثمارها في وضع استراتيجية عامة قابلة للتطبيق في المرحلة المقبلة، مشيرا إلى أن الإمارات تملك من الخبرات ما يجعلها قادرة على وضع تصورات النهضة للمرحلة المقبلة، وأبرز تلك التصورات فتح المجال أمام الاحتراف الخارجي للاعبينا من المراحل السنية المبكرة، وتوفير اللوائح والآليات اللازمة لدعم الاحتراف الخارجي للاعبينا المميزين والموهوبين من سن 17 سنة، فيما فوق، لأن الاحتراف الخارجي هو الذي قاد اليابان إلى التطور وتحقيق الإنجازات القارية والتأهل بشكل دائم إلى نهائيات كأس العالم، ونفس الأمر ينطبق على كوريا الجنوبية التي قطعت شوطا طويلا في مسار الاحتراف الخارجي وأصبح لها لاعبون مميزون في كل الدوريات.
وأعرب اللاعب الدولي راشد عبدالرحمن عن تفاؤله بالتوجهات التي تنتهجها اللجنة المؤقتة لإدارة كرة القدم الإماراتية برئاسة الشيخ راشد بن حميد النعيمي، مطالبا الجميع بتوفير كل المساهمات الإيجابية لدعم " خلوة اتحاد كرة القدم"، لأن لعبة كرة القدم رياضة جماعية، والفريق مكون من 11 لاعبا، وبالتالي فإن تطوير منظومة الكرة يجب أن يكون جهدا جماعيا تتضافر فيه كل الخبرات في مجالات الاستثمار والإدارة والتسويق والاعلام والتدريب والتحكيم والرعاية الرياضية وأكاديميات كرة القدم، وخبراء الإعداد النفسي والبدني، وأن تتم صياغة كل مقترحاتهم في مخرجات لجلسات العصف الذهني، ثم تتم مناقشتها في دائرة أقل لبلورة المناسب منها في استراتيجية يمكن تطبيقها في المستقبل.
وقال راشد عبد الرحمن - الذي ينتمي للجيل الذهبي الذي حقق أول كأس خليجية لكرة الإمارات عام 2007 - : خلال النقاشات يجب التركيز على توفير كل الدعم للمنتخبات الوطنية، من خلال اختيار لجنة فنية من أساطير اللعبة في الدولة لها صلاحيات مناقشة مدربي المنتخبات الوطنية ومتابعة كل شؤون المنتخبات وأن تكون حلقة الوصل بين المنتخبات وبين اتحاد كرة القدم، على أن تكون تلك اللجنة دائمة حتى يتوفر عنصر الاستقرار للمنتخبات في حالة تغيير المدربين أو الإداريين أو حتى إدارات الكرة.