خطة ل ١٠٠ عام
أكد جون راكولاتا سفير الولايات المتحدة أن بلاده ترغب في تنفيذ "استراتيجية شاملة طويلة الأمد" مع دولة الإمارات لضمان استمرار العلاقات بين الدولتين لمدة تتجاوز المدى القصير وتصل حتى "50 إلى 100 عام من الآن".
العتيبة أفضل السفراء
ووصف راكولاتا في حوار أجرته معه وكالة أنباء الإمارات "وام" سفير الإمارات لدى الولايات المتحدة، يوسف العتيبة، بأنه "من أفضل السفراء إن لم يكن أفضلهم في واشنطن العاصمة".
وقال: "الشهور الأربعة الأولى لي في الإمارات كانت ممتعة ومثيرة للاهتمام، فعلاقتنا قوية ومهمة، وبالنسبة لي هذه العلاقة أصفها بأنها "منارة" تضيئ الشرق الأوسط بأكمله".
وأضاف "وضع استراتيجية شاملة طويلة الأمد يعد أمراً ضرورياً لضمان استمرار العلاقات الثنائية، ليس فقط للعشرة أو العشرين عاماً القادمة بل لخمسين أو مئة عام من الآن".
تطوير المصالح التجارية
وتابع :"العنصر الرئيسي الذي يمكنني إضافته إلى العلاقات الثنائية، وله قيمة كبيرة، هو تطوير المصالح التجارية الأمريكية - الإماراتية بطريقة شاملة تمتد إلى ما هو أبعد من التجارة عبر الإنتقال إلى استثمارات مشتركة كبيرة بالإضافة إلى العديد من المكونات الأخرى الضرورية للمساهمة في الإنتقال من مرحلة الإعتماد إلى النفط إلى الإعتماد إلى اقتصاد قائم على المعرفة بالنسبة للإمارات".
وردا على سؤال حول كيف يمكن أن تكون خلفيته المهنية ميزة للحفاظ على العلاقات بين الحليفين وأن تساعد في تعزيزها وتطويرها، أجاب الدبلوماسي الأميركي "أستطيع أن أقول أنه ربما أملك روابط وعلاقات أفضل داخل الهيكل السياسي في بلادي وأستطيع الاستفادة منها بطريقة أسهل مقارنةً بموظفي السياسة الخارجية الآخرين".
سفير مختلف
وأضاف : "كوني رجل أعمال فإنني أتمتع نسبياً بنسبة أكبر من التسامح والاستعداد للمخاطرة بالمقارنة مع موظفي السياسة الخارجية الآخرين، كما أن لدي ميلاً أكبر لرفض كلمة "لا" كإجابة لأني أؤمن دائماً أن هناك حلولاً لكل شيء".
وتابع "كل هذه الأسباب تجعل مني سفيراً مختلفاً، ليس بالضرورة أفضل ولا أسوأ، ولكن مختلفا فقط".
وأوضح السفير الذي وُلد في ديترويت أن "علاقتنا مع الإمارات مبنية بشكل رئيس على مجالات الدفاع ومكافحة الإرهاب والطاقة، وهذه أسس قوية ينبغي تعزيزها وتطويرها".
وأضاف "سيساهم تحقيق اندماج بين اقتصاد الدولتين في تعزيز العلاقات، وبالشراكة معنا، فإن الإستثمارات المشتركة ومراكز الإبتكار والبحوث من شأنها أن تقويّ من علاقتنا وتمدّ في عمرها".
وأشار راكولتا أنه سعى للحصول على نصائح من آخر ثلاثة سفراء لبلاده في أبوظبي قبل تولي منصبه وهم باربرا ليف ومايكل كوربين وريتشارد أولسون قائلا :"قدموا لي نصائح عامة مثل: "كن على سجيتك ولا تحاول أن تقلد أشخاصاً آخرين، وحدد أولوياتك ولكن لا تفعل ذلك مبكراً، والتزم بقيمك ومبادئك فهي التي جعلتك مسؤولاً ناجحاً وجعلت من الولايات المتحدة دولة عظيمة"".
العتيبة .. حضور و كاريزما
وأثنى الدبلوماسي الأمريكي على سفير الإمارات في واشنطن، يوسف العتيبة ..وقال " التقيت به للمرة الأولى خلال أسبوع إجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر 2019. تناولنا الغداء معاً وعلى الفور علمت بأننا سنحظى بعلاقة ممتازة لأنه شخص يتمتع بحضور و"كاريزما" تجعل الحديث والتفاهم معه سهلاً".
وأضاف "يمتلك شخصية منفتحة وتتميز بالشفافية، وقد حدثني عن أفكاره في أول لقاء لنا وقال لي: "أخبرني متى ما احتجت إلى المساعدة في أي شيء"، ومنذ ذلك الحين أصبحنا نتحدث بشكل مستمر، ربما بشكل أسبوعي حتى".
وتابع "كلما واجهت مشاكل اتصل به، إذ أملك رقم هاتفه الخاص وهو يملك رقم هاتفي كذلك. إنه شخص ذكي وجدير بالثقة وقد استشرته عدة مرات في أمور مختلفة".
ويعتقد السفير راكولتا أن دولة الإمارات تذكره بالقيم الأمريكية التي نشأ في ظلها ورأى عائلته تنجح بفضلها"فالإمارات تتقبلك كما أنت وبإمكانك أن تبدأ حياة جديدة فيها وتكوّن اسرة تمارس عقيدتك بحريّة".