تعد "الكرة الفضية" تحفة استثنائية تسجّل ظهورها الأول في الوطن العربي، وتعيد إحياء خريطة العالم التاريخية، حيث يتم عرضها بمهرجان هاي أبوظبي، الذي يقام بالتعاون مع وزارة التسامح يوم الجمعة القادم
لوحة مستديرة
وتعود جذور "الكرة الفضية" إلى القرن الثاني عشر وصممها آنذاك الشريف الإدريسي، أحد كبار الجغرافيين الإسلاميين في عصره، وهي عبارة عن لوحة مستديرة فضية كبيرة الحجم تصف بتفاصيلها المحفورة العالم القديم.
تحفة إبداعية
ويستضيف مجلس التسامح بمنارة السعديات يوم الجمعة القادم تحفة إبداعية تعيد إحياء هذه الخريطة التراثية، حيث أعيد إنتاجها بتكليف من "مؤسسة فاكتوم" للحفاظ على التراث بالاعتماد على التكنولوجيا الرقمية.
أعظم الإنجازات الجغرافية
وتُعد الخريطة الأصلية واحدة من أعظم الإنجازات الجغرافية التي عرفت خلال العصور الوسطى، ويرجع ذلك إلى ما كانت تتمتع به من دقة عالية في وصف أطراف العالم وملامحه الجغرافية على قرص دائري فضي ضخم يبلغ قطره مترين.
الكرة الفضية
وألّف العالم الجغرافي الشهير الإدريسي، معتمداً على قرون من الأبحاث والجهود الجغرافية الإسلامية في رسم الخرائط، خلال القرن الثاني عشر كتاباً يضم 70 خريطة إقليمية تغطي كافة أنحاء العالم مثلما كان معروفاً آنذاك، كما نجح الإدريسي في حفر تفاصيل خريطة العالم على كرة فضية محاطة بإطار خشبي، جاعلًا مدينة مكة المكرمة في منتصفها، ولم يتبق من ذلك الكتاب المعروف بعنوان "نزهة المشتاق في اختراق الآفاق"، سوى نسخ لاحقة منه ، وظلّت هذه الكرة الفضية هي الخريطة العالمية الأكثر تطوّراً على مدار ثلاثة قرون عقب إنتاجها.
مهارات حرفية
وأعادت مؤسسة فاكتوم من خلال هذا المشروع التراثي الحيوي تصميم الخريطة الفضية الأصلية التي وضعها الإدريسي، بالاعتماد على أحد أفضل النسخ المتبقية من الكتاب الأصلي، والتي تحتفظ بها المكتبات البودليانية في جامعة أكسفورد، وتُعد هذه النسخة العصرية ثمرة للأبحاث التاريخية الشاملة وحلول التكنولوجيا الرقمية المتطوّرة في ترميم الأعمال التراثية، وذلك وفقاً لأعلى مستويات المهارات الحرفية.
مهرجان هاي أبوظبي
وفي إطار فعاليات مهرجان هاي أبوظبي، سيتم عرض خريطة الإدريسي أمام الجمهور يوم الجمعة الموافق 28 فبراير بمشاركة المؤرّخ البريطاني جيري بوتون، صاحب كتاب "تاريخ العالم في اثنتي عشرة خريطة".