ابتكر الطالب سلطان عبده العامري الحاصل على درجة الماجستير من جامعة خليفة، برنامجاً مطوراً للحد من الاستيلاء غير المشروع على الطائرات المسيرة من دون طيار باستخدام الذكاء الاصطناعي، حيث يقوم البرنامج بالتعرف على البصمة السلوكية للمستخدم ويعمل على تعطيل الطائرة في حال كان مستخدمها غير مخول.
فكرة البرنامج
وقال العامري أن فكرة البرنامج بنيت على الهاجس الذي باتت تشكله الطائرات في الآونة الأخيرة بسبب انتشارها بشكل واسع، وذلك نتيجة سهولة اقتنائها لثمنها الزهيد نسبياً، فقد تستعمل هذه الطائرات لتنفيذ مهمات في أماكن يصعب على الإنسان الوصول إليها، ولكنها قد تشكل قلقاً محدقاً إذا أصبحت في متناول أشخاص قد يستغلونها في أمور غير قانونية، ولذلك قرر أن تكون هذه العملية رسالة الماجستير الخاص به.
الطائرات المسيرة
وذكر العامري لـ"البيان" إلى أن الاستيلاء غير المشروع على هذه الطائرات المسيرة أثناء قيامها بمهمة محددة يثير قلق الجانب الأمني، حيث إنها عرضة للاستيلاء والاختطاف عن طريق اعتراض إشاراتها المشفرة الأصلية بإشارة أقوى منها باستخدام التشفير نفسه أو عن طريق الاستحواذ على أجهزة التحكم من الطيار مباشرة.
البصمة السلوكية
وأضاف، أنه يمكن التغلب على هذه المعضلة الأمنية عن طريق استخدام الذكاء الاصطناعي، وذلك من خلال التعرف على البصمة السلوكية للطيار الذي يقود الطائرة المسيرة في جميع الأوقات أثناء عملها وتحليقها في الجو، حيث تشير الأبحاث أن لكل طيار بصمة سلوكية خاصة به تختلف عن باقي الطيارين، وبذلك يمكن تفادي أو إيقاف عملية الاستيلاء غير المشروعة، حيث ستقوم الطائرة المسيرة بالتعرف على الطيار المخول طيلة فترة الطيران، وعند حدوث عملية استيلاء من قبل طيار غير مخول نظراً لاختلاف سلوك الطيار الدخيل عن الطيار المخول، فإن الطائرة المسيرة سوف تستشعر الاختلاف في بضع ثوانٍ، وتقوم بالتوقف من تلقاء نفسها.
تطبيق الذكاء الاصطناعي
وأوضح أن البرنامج هو عبارة عن كيفية تطبيق الذكاء الاصطناعي بشكل عام أو خوارزمية «الغابة العشوائية» بشكل خاص في التعرف على الطيار الذي يسير الطائرة المسيرة «الدرون» بناءً على سلوكه بالتحكم بها أو ما يعرف بـ«البصمة السلوكية»، مشيراً إلى أن ما يميز البرنامج هو تطبيق الخوارزمية وبرمجتها كبرنامج إضافي مصغر وفعّال إلى برنامج كمبيوتر الدرون الأصلي من دون إحداث أي بطء أو تغيير جذري لعمل الدرون.
تطبيق ناجح
وأشار إلى أن خوارزميات الذكاء الاصطناعي في الوقت الحالي هي عملية وقتية طويلة تستغرق دقائق، أو في بعض الحالات تستغرق أياماً على حسب نوعية البيانات، لإعطاء نتيجة معينة، وهو أمر غير عملي لتطبيقه على طائرات «الدرون» من الجانب الأمني في حال الرغبة في إيقافها.
دقة واتقان
أوضح سلطان عبده العامري أن البرنامج ركز على تطبيق الخوارزمية بحيث يمكن للطائرات المسيرة من غير طيار أن تتعرف على الطيار في أقل من ثانية إلى ثلاث ثوانٍ وبنسبة دقة تصل إلى 95%، وعند استشعارها باختلاف الطيار وبصمته السلوكية التي توحي بأنه غير مخول، فإنها سوف تتوقف عن العمل من تلقاء نفسها.