الرئيسية / منوعات / زوجان يتحديان العزل المنزلي بإقامة ماراثون على شرفة بيتهما في دبي

زوجان يتحديان العزل المنزلي بإقامة ماراثون على شرفة بيتهما في دبي

تمكن الزوجان كولين ألين وزوجته هيلدا المقيمان في دبي من القيام بماراثون والركض مسافة 42.2 كيلومتراً، على شرفة منزلهما التي لا يتعدى طولها 19 متراً، وقررا الاستفادة من العزل المنزلي بسبب فيروس «كوفيد 19» المستجد وممارسة الرياضة،

رسالة إيجابية

وإيصال رسالة إيجابية مبهجة إلى المجتمع ورفع المعنويات في ظل كل الأجواء التي تبعث عند البعض القلق والتوتر، حيث بدأ الماراثون الذي قرر فكرته كولين، وهو من جنوب إفريقيا عند السادسة صباحاً، واستغرق منهما خمس ساعات وتسع دقائق من الركض، بينما تخلل هذا الماراثون بعض الاستراحات، ما جعلهما يمضيان ما يقارب السبع ساعات في هذا النشاط المنزلي.

الحياة اليومية

وأكد كولين ألين، إن «التمرين الرياضي هو جزء من حياتي، وقد رأيت أحد الأشخاص في إيطاليا في فيديو يركض حول طاولة القهوة في مطبخه في ظل الحجر المنزلي بسبب فيروس كورونا المتفشي، ومن هنا أتت الفكرة بأن وجودنا داخل المنزل لا يعني أنه لا يمكن أن نتابع تماريننا وحياتنا اليومية، كما أنها فرصة كي يفكر الناس بشيء آخر ومختلف عن التفكير بانتشار الفيروس، فالفكرة تتعدى الركض وتصل إلى مسألة النشاط والمشاركة والحديث».

تنظيم المارثون

و عن تفاصيل الماراثون قال ألين في حديثه لـ«الإمارات اليوم» إلى انه بدأ عند السادسة صباحاً، وقد ركضا لمسافة 42.2 كيلومتراً، بينما عمدت ابنتهما جينا التي تبلغ من العمر 10 سنوات أن تساعد في التنظيم المرتبط بالماراثون، فوضعت الموسيقى، وكانت تؤمن الماء والمشروبات والوجبات الخفيفة في الوقت الفاصل، إذ إنهما أخذا قسطاً من الراحة خلال الماراثون، كما أن ابنتهما شاركتهما الركض مسافة كيلومتر عند انطلاق الماراثون.

فرحة الجيران

وأضاف ألين أنهما قطعا هذه المسافة من خلال جولات وصل عددها إلى 2223، وقد استغرق النشاط سبع ساعات، أما الوقت الفعلي للركض فقد وصل إلى ما يزيد على خمس ساعات، فقد كان هناك أكثر من وقفة واستراحة خلال هذا اليوم، فكان نشاطاً مرحاً، مشيراً إلى أن الماراثون قد جذب الجيران، فراحوا يلوحون لهم ويلتقطون الصور لهم من الشرف المطلة على شرفتهم، موضحاً أنه صور الماراثون مباشر عبر صفحته الخاصة على «فيس بوك». ورأى ألين أنه قبل هذا العزل المنزلي، كانت لدينا الكثير من الأشياء التي لا نستطيع أن ننجزها ونتذرع بضيق الوقت، لذا يجب النظر إلى هذه الفترة على أنها هدية، وعلى الناس استخدامها بشكل حكيم، لأنه ليس معروفاً إلى أي وضع سنعود ما بعد الانتهاء من الأزمة، فالوقت ثمين جداً، ومن المهم أن يضع المرء خططاً خلال اليوم، ويمارس بعض النشاطات اليومية والقراءة، فممارسة النشاطات تؤدي إلى طرد الطاقة السلبية، ناصحاً الناس بالابتعاد قليلاً عن وسائل التواصل الاجتماعي التي من شأنها أن تبث بعض الطاقة السلبية بسبب الأخبار السيئة. وأكد ألين أنه خلال هذا الأسبوع يكون قد بدأ بالأسبوع الرابع بالعمل عن بعد، وقد تمكن خلال هذه الفترة من القيام بالعديد من الأنشطة في المنزل، كما أنه يخطط للبدء بدراسة اللغة الإيطالية في المنزل خلال هذا الأسبوع.

فكرة مجنونة

أما هيلدا زوجة كولين، فقد شاركت زوجها الماراثون، مؤكدة أنها لم تقم بالركض في ماراثون بهذه المسافة من قبل، فهي تمارس الرياضة، ولكن عندما أبلغها زوجها بالفكرة شعرت بأنها فكرة مجنونة، وتحمست في الوقت نفسه، لاسيما أنه يمكن التوقف في أي وقت في حال الشعور بالتعب. وقالت هيلدا لـ«الإمارات اليوم»: «جذبت الفكرة كل الجيران، وتحمسوا حين شاهدونا نركض، وكان يوماً ممتعاً، وحمل الكثير من المرح، علما أنني توقعت أن أواجه بعض الألم في الركبة، ولكن فعلياً شعرت بالقليل من الألم في العضلات، وهذا طبيعي بسبب الركض مسافة طويلة، ولكنني فعلياً لم أشعر بالتعب علماً بأنني بعد الانتهاء من الماراثون تابعت يومي في العمل بالمنزل.

فكرة إيجابية

وأضاف قد سجلت الساعة خلال اليوم أنني سرت ما يقارب 46 كيلومتراً». ولفتت هيلدا إلى أن الحجر المنزلي يشعر المرء بما يمكن أن يشعر به الحوت وهو موجود في حوض كبير، فهو عالق في الحوض ولا يمكنه الخروج، ولهذا فإن النشاط الذي قمنا به كان يهدف لتقديم فكرة إيجابية عن كوننا محظوظين، فحتى وإن وضعنا في المنزل يمكننا القيام بالكثير من النشاطات. وأكدت هيلدا أن الجميع معتاد على الوجود في المنزل، ولكن فعلياً ليس لدينا الروتين اليومي في المنزلي، ولهذا فإن التغيير الحقيقي هو في تغيير الروتين، ولكن الهدف هو الحفاظ على الأمان، معتبرة أن هذا الوقت قد أثبت أنه يمكننا أن نقوم بكل شيء من المنزل، فحتى العمل بتنا قادرين على القيام به من المنزل.


مبادرة جديدة

ولفت كولين ألين إلى انه يسعى لإطلاق مبادرة جديدة من خلال الركض، تحت اسم «غلوبال ران»، وهي مبادرة يسعى من خلالها لجمع الأموال للبلدان التي تعاني نقصاً في الأغذية، وهو في مرحلة البحث عن رعاة، وكذلك سيعمل على طرح بعض السلع من خلال هذه المبادرة، إذ يمكن أن يشتري الناس الكنزات، وتجمع الأموال وتقدم للبلدان الفقيرة في إفريقيا، مشيراً إلى طموحه أن تجذب المبادرة الكثير من الناس لركض مسافة خمسة كيلومترات في كل أنحاء العالم، وفي أي توقيت يختارونه.

شاهد أيضاً

مجلس حكماء المسلمين يُدين حادث الدهس المروع في ماغديبورغ الألمانية

أعرب مجلس حكماء المسلمين، برئاسة فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، …