الرئيسية / صحة / منذ 58 عاماً.. قصة نجاح أول حجر صحي في دبي

منذ 58 عاماً.. قصة نجاح أول حجر صحي في دبي

على مدار 58 عاماً، ظهر تكاتف المجتمع الإماراتي في جميع الأزمات، ولم يكن زمن كورونا هو الأول من نوعه في التزام الأفراد بالإجراءات الصحية للحجر الطبي، وإبراز روح الإنسانية المعهودة بالإمارات.

فلقد أظهرت وثيقة رسمية أن حجراً صحياً أقيم بنجاح في عام 1962، في إمارة دبي، حسب ما نشرته صحيفة "البيان" .

وتم تجاوزه بروح التعاون والوعي المجتمعي بين أبناء الإمارة والسلطات المختصة حفاظاً على سلامة ووقاية المجتمع.

وتم توثيق ذلك في العدد السابع من الجريدة الرسمية لحكومة دبي.

تتبع أصل الإصابة

وكان الاكتشاف هو إصابة لامرأة بمرض الجدري، حيث انتشرت موجة من الفزع آنذاك؛ نظراً لأن هذا المرض لم تشهده الإمارة لسنوات طويلة.

وانتقلت العدوى إلى السيدة المصابة وهي «آسيوية» من نسوة كن يترددن عليها في بيتها وفقاً لتقرير المستشفى.

وقامت بلدية دبي بنقل السيدة المصابة إلى مستشفى آل مكتوم، في ذلك الوقت.

كما تم نقل 4 أشخاص آخرين من ذويها إلى معسكر مؤقت أعد بصورة مستعجلة في مكان بعيد عن المناطق المأهولة خارج منطقة ديرة.

وتم تجهيز كل ما يحتاجون إليه من مأكل ومشرب.

توجيهات طبية

وقاومت البلدية باستخدام كافة إمكانياتها بالتعاون مع الجهات الصحية لمحاربة هذا المرض وحصره والحيلولة دون انتشاره.

في اليوم التالي تم إبلاغ السكان بوجوب أخذ التطعيم للوقاية من الإصابة بالمرض قبل انتشاره.

واستخدمت البلدية مكبرات للصوت نصبت على سيارة جابت الطرق والحارات في أنحاء الإمارة لتنبيه المجتمع.

 وعقد مجلس البلدية جلسة طارئة وبحث الموضوع وتمت مطالبة المستشفى بتوزيع الأطباء على مراكز التطعيم التي أعدت في أماكن متفرقة.

كما استجاب السكان وسارعوا إلى أخذ التطعيم.

فحص المخالطين 

وأصرت بلدية دبي على محاربة المرض وقامت بتفتيش المنازل للتأكد من عدم إصابة أي شخص من المرض ومحاولة ذويه إخفاء ذلك.

وأسفر التفتيش عن وجود 10 مصابين بالمرض من رجال ونساء وأطفال، وتم نقلهم وآخرين من ذويهم إلى المعسكر.

وتم توسعت الحجر الصحي المخصص ليستوعب المرضى الجدد.

وإعداد معسكر آخر لذويهم الذين دعت المصلحة العامة احتجازهم صحياً وفق تعليمات الطبيب.

واتخذت البلدية إجرائتها لتبين أن 450 شخصاً من الآسيويين وغيرهم، يقطنون في صندقة خاصة قرب "المربعة" الواقعة على البحر غربي فريج المرر، كانت تربطهم صلة قرابة بالمرضى.

وكانوا يخالطونهم ويسكنون بالقرب منهم، الأمر الذي دعا إلى وجوب حجزهم ومنعهم من مخالطة السكان والاحتكاك بهم خوفاً من أن ينقلوا العدوى لهم.

تكاتف مجتمعي 

وبالطبع فإن هذا العدد الكبير كان يحتاج إلى الطعام والشراب خلال فترة الحجر الصحي فتكفلت البلدية بهذه المهمة.

وعقد مجلسها آنذاك جلسة طارئة، أسفرت عن إجماع على عدم قدرة البلدية على صرف هذه المبالغ الطائلة التي قد تتسبب في وقف مشاريعها العامة، فتمت إثارة موضوع التبرعات.

وعلى الفور لبى مواطنو الإمارة هذا النداء الإنساني، ومدوا يد العون للآخرين.

نجاح مثمر

تم تشكيل لجنة تبرعات من مجلس البلدية لجمع التبرعات.

واتخذ المجلس قراراً ببناء محجر صحي في مكان بعيد عن المناطق السكنية وتجهيزه وتوفير كافة المعدات اللازمة.

وأصبح الحجر الصحي معداً بشكل كامل للطوارئ، واستقبال أي مريض مصاب بمرض معدٍ يخشى انتقاله للآخرين ويعرض صحتهم للخطر.

وبحسب الوثيقة فإن بلدية دبي استمرت بالصرف على المرضى والعناية بهم حتى انتهاء المدة اللازمة للحجر الصحي.

وما عزز نجاح هذه الجهود هو وقوف المواطنين على قلب رجل واحد مع الجهات المختصة في محاربة انتشار المرض.

شاهد أيضاً

بالصور.. نهيان بن مبارك يزور عدداً من الأجنحة المشاركة بمعرض "أديبك 2024"

زار معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش، اليوم الخميس، عدداً من …