نشر فريق من المتخصصين في مجال علاج مرضى السرطان والأورام من مختلف أنحاء العالم أول توصيات طبية دولية لعلاج مرضى السرطان في مرحلة وباء كورونا المستجد ( كوفيد - 19 ).
وقدمت الدراسة توصيات أساسية ومهمة في هذه المرحلة الحرجة التي يمر بها العالم وذلك من خلال تقييم كامل لعلاج مرضى السرطان.
بتمويل وإشراف الإمارات
وتم تمويل الدراسة من مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، وشركة روش العالمية للرعاية الصحية.
كما تمت الدراسة تحت إشراف الطبيب الإماراتي حميد الشامسي استشاري أمراض الأورام والسرطان الأستاذ المشارك بجامعة الشارقة رئيس جمعية الإمارات للأورام والمشرف الرئيسي على هذه الدراسة.
و أكد سعادة محمد حاجي الخوري المدير العام لمؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية أن المؤسسة تدعم الأبحاث العلمية في شتى أنحاء العالم والتي تنعكس إيجابياً على صحة الانسان بغض النظر عن الدين أو العرق أو اللون أو الجنس أو اللغة.
وينبع ذلك الدعم من نهج دولة الإمارات في التسامح، والوقوف بجانب الإنسانية بالمطلق، وهذا ما تجلى من خلال المواقف الإنسانية النبيلة التي اتخذتها القيادة الرشيدة تجاه الأشقاء والأصدقاء في العديد من الدول حول العالم.
وشدد على أن دعم الأبحاث العلمية وخصوصا في هذا التوقيت الذي يمر به العالم أجمع هو من أولويات المؤسس.
وأشار إلى أن هذا التعاون الدولي مع الخبراء العالميين في هذا المجال وتحت إشراف جمعية الإمارات للأورام هو إنجاز يحسب لدولة الإمارات على الصعيد الدولي.
مقدماً الشكر والتقدير إلى الدكتور حميد الشامسي والفريق العلمي الذي أعد هذه الدراسة المتميزة، وستكون بمثابة بارقة أمل للكثير من مرضى السرطان في العالم في ظل ما يعانيه أصحاب الأمراض المزمنة في هذه الأيام من خلال وباء فيروس كورونا.
خبرات عالمية مشتركة
وقال الدكتور حميد الشامسي صاحب المبادرة لهذا البحث العلمي الدولي، لقد قررنا جمع الخبرات من شتى أنحاء العالم لإصدار التوصيات بأسرع وقت ممكن على مستوى دولي لتكون مرجعا عالميا لجميع معالجي السرطان في العالم.
وأوضح ان الدراسة قامت بجمع الخبرات من مدينة هوبي بالصين مركز "كوفيد 19" في العالم و إيطاليا وتايوان وسنغافورة والولايات المتحدة وكندا والكويت و تحت إشراف جمعية الإمارات للأورام و تحت مظلة جمعية الإمارات الطبية.
وأضاف أن مدة العمل استمرت على مدار الساعة لمدة 3 أسابيع كاملة وخرجنا بتوصيات هي الأولى عالميا من حيث التعامل مع مرضى السرطان في مرحلة وباء كورونا المستجد".
وكشف أنه تم نشر البحث في دورية " ذا إونكولوجيت " أو " أخصائي السرطان" و هي دورية عالمية متخصصة بنشر أحدث الأبحاث العلمية المتعلقة بأبحاث الأورام والسرطان.
تقسيم حالات المرضى حسب الخطورة
وأوضح أن التوصيات تشمل تصنيف مرضى السرطان حسب خطورة مرحلة المرض وبناء على هذا التقييم يتم تحديد نوع العلاج بأقل عدد من الزيارات للمستشفى وبأكثر مدى لفعالية العلاج مع الأخذ في الاعتبار وجود الوباء العالمي.
وأضاف أن التوصيات تشمل مرضى زراعة النخاع لمرضى سرطان الدم وأيضا مرضى سرطان الرئة على وجه الخصوص.
مشيراً إلى احتمالية تعرضهم لنكسات صحية أكبر في حالة إصابتهم بفيروس كوفيد - 19 بسبب نقص وظائف الرئة لديهم وعلى الأغلب من المدخنين أيضا .
تكاتف الشركات والمؤسسات لدعم الدراسة
وعبرت شركة روش العالمية للرعاية الصحية عن سعادتها بهذا التعاون الدولي غير المسبوق وبهذا التوقيت ليجمع أفضل الخبرات في العالم من أجل تطوير علاج لمرضى السرطان في كل الدول والبلدان.
وأكدت عن التزامها بدعم جميع أنواع البحث العلمي الذي يقوم بالنفع لجميع المرضى، لافتة إلى إن هذا التعاون الدولي يعكس حرص الجميع من الباحثين والأطباء وشركات الأدوية العالمية على محاربة هذا الوباء.
وقالت الدكتورة موزة عبدالله الشرهان، رئيسة جمعية الإمارات الطبية إن هذا الإنجاز يعكس حرص الجمعية على دعم جميع الجهود الطبية والعلمية محلياً ودولياً.
مثمنة الدور الإيجابي الذي تلعبه جمعية الإمارات للأورام في تطوير قطاع السرطان والأورام في الدولة عن طريق التعاون مع مؤسسات بحثية عالمية لنشر وتطبيق أحدث الأبحاث العلمية في دولة الإمارات.
التوصيات أصبحت أدق مرجعاً دولياً
وذكر بروفيسور الأورام والسرطان كونجها زي من مركز ووهان الطبي الجامعي في مدينة ووهان في الصين أن ظهور الوباء في هذه المدينة أمد الأطباء بخبرات كبيرة في التعامل مع هذه الحالات.
وأوضح أن هذه المبادرة تعكس اهتمام الإمارات بمساعدة جميع دول العالم لدرء هذا الوباء.
وقال الدكتور وليد الهزاني بروفيسور العناية المركزة والإحصاء الطبي في جامعة ماكمساتر - واونتاريو - بكندا إن هذه التوصيات تمت دراستها بشكل دقيق وبطريقة علمية لتكون أدق توصيات علمية على المستوى الدولي ومرجعاً لجميع معالجي السرطان في العالم.
وأكد البروفيسور ميلفن سيوا ، بالمركز الوطني للسرطان في سنغافورة، أن هذا التعاون يعكس رغبة الباحثين والأطباء المتعاونين من شتى دول العالم في مساعدة زملائهم من كل مكان لاتخاذ القرار السليم لمرضى السرطان في هذه الأوقات العصبية على الجميع.
كما قال الدكتور بوب وولف بروفيسور الأورام والسرطان من مستشفى أم دي أندرسون الدولي في هيوستن والمشارك في هذا البحث العلمي إن هذا البحث من شأنه أن يساهم في توعية جميع معالجي السرطان في العالم لاتخاذ الإجراءات الصحيحة لعلاج مرضى السرطان في أثناء هذا الوباء العالمي.
وثمن الدكتور سباستيان هوت بروفيسور الأورام والسرطان من مركز جورفانسكي المتخصص في علاج السرطان في اونتاريو – كندا إن التعاون بين العديد من الدول خاصة الدول التي تأثرت بكورونا المستجد مثل الصين وتايوان وإيطاليا زودنا بمعلومات مهمة للتعامل مع حالات السرطان المصابة بكورونا .
وأكد على أن نقل هذه الخبرة للعالم كان مهما للغاية و صعبا أيضا بسبب الظروف التي يمر بها جميع أطباء العالم وأن هذا المشروع البحثي لم يكن من المقدور أن يتم لولا دعم الأبحاث العلمية بصورة سريعة تواكب الأحداث التي يمر لها العالم.