يعيش العالم حاليا فترات طويلة من "العزل المنزلي" للحد من انتشار فيروس "كورونا" المستجد، حيث كشفت تلك الفترات الكثير من التفاصيل التي لا يعرفها الأزواج عن بعضهم بعضاً، ومنها الصادمة، وأخرى مضحكة، ومنها التي غيرت الكثير من نظرة الزوج تجاه زوجته، وتلك التي غيرت العديد من المفاهيم الخاصة بالحياة الزوجية بالنسبة لآخرين، وكأن لسان حالهم يقول: يبدو أننا لا نعرف بعضنا جيداً.
فرصة تعارف
وقد جاءت تلك الأوقات بالنسبة للكثيرين فرصة لتعرف بشكل أعمق وأدق على تفاصيل شركاء البيت من زوجة وأولاد وغيرهم، هذه المعرفة التي قد تكون غير كاملة بسبب الانشغال، فرضت جملة من المواقف المفاجأة المتعلقة باكتشاف هذا الشريك الذي انشغلنا عنه كثيراً بسبب ظروف الحياة ومتطلباتها.
مكان هادئ
وقالت مريم عبدالعزيز، إن أكثر المشاهد طرافة في صباح كل يوم، هو تجول زوجي في مختلف زوايا المنزل بحثاً عن مكان هادئ ومناسب لبدء اجتماعاته خلال العمل عن بعد مرتدياً الجزء العلوي من زي العمل الموحد، بينما يفضل البقاء بسروال النوم، إلا أنه يفاجأ بانتشار أطفاله في جميع زوايا المنزل كلٌّ أمام شاشة الحاسوب خلال حصص التعلم عن بعد، وفي كل مرة أفاجأ في اختياره زاوية صغيرة من المطبخ للعمل فيها، المشهد مضحك للغاية برأيي.
الملابس المنزلية
وفي حياة «العمل عن بعد» أيضاً، يقول صالح محمد، إن أكثر ما يضحكه هو رؤية زوجته بكل جدية وبكامل زيها الوطني تتحدث عبر الكاميرا خلال الاجتماعات، «بينما هي ترتدي في الواقع تخفي ملابسها المنزلية تحت العباءة وحافية القدمين، وتجلس بهدوء على السرير، واضعة حاسوبها المتنقل أمامها».
إثارة الملل
ومن جانبها تحرص منى سيف على أن تمنع أطفالها من اللعب خارج المنزل، الأمر الذي أثار ملل أحدهم الذي يبلغ من العمر ستة أعوام، حيث بقي مصراً على إزعاجها خلال إعدادها لطبق من المعكرونة، مشيرة إلى أنه «استمر في التردد على المطبخ مصراً على الخروج من المنزل، فقلت له ستخرج بمجرد أن ينتهي (كورونا) إلا أنه أعتقد أنني أقصد الانتهاء من طبخ (المعكرونة)، فبقي بانتظار انتهائي من إعداد الطعام كي نخرج من المنزل، وكانت صدمته شديدة حين علم بأن الأمر كان سوء فهم لا غير».
هوس النظافة
في المقابل، كانت الأزمة سبباً في اكتشاف سيف الشامسي بأن زوجته لديها هوس شديد بالنظافة والتعقيم، مبيناً أنه لطالما رآها تهتم بنظافة وترتيب المنزل، «إلا أن هوس التعقيم أصبح مضاعفاً في هذه الفترة، لدرجة أنني أُجبر على خلع ملابسي عند باب المنزل، والدخول إلى المنزل بملابسي الداخلية (الوزار والفانيلة)، لخوفها من أن ثيابي قد تكون ملوثة، ومنها مباشرة لأخذ حمام سريع، عدا عن أنني لا يسمح لي بتقبيل أطفالي بتاتاً، رغم التزامي الشديد بالقوانين، وعدم خروجي من المنزل إلا للضرورة القصوى».
الذهاب إلى الجمعية
تعترف فاطمة محمد بأنها أقدمت على تقديم تصريح للخروج من المنزل للذهاب إلى الجمعية، «بينما قام زوجي بتقديم تصريح في الوقت ذاته، وذلك كي نتمكن من الخروج كل في مركبته، واللقاء في الجمعية وقضاء بعض الوقت معاً خارج حدود المنزل، إضافة إلى شراء القهوة المثلجة من قسم المشروبات وتناولها معاً»، في محاولة منهما لكسر الروتين والملل اليومي داخل حدود المنزل، وإيهام أنفسهما بأنهما خرجا سوياً لتناول القهوة حتى وإن كانت بين ممرات الجمعية.
العناية بالجمال
تفضل رحاب التميمي أن تحول روتين العناية بالجمال إلى عادة جماعية تقوم بها مع زوجها، مشيرة إلى أنها أصبحت تشارك زوجها عادات الجمال، «فقناع الشعر الذي أحضره لنفسي، أحضره وأضعه لزوجي أيضاً، وكذلك أقنعة البشرة، والتنظيف، لقد أصبح أكثر استسلاماً لمثل هذه العادات التي ما كان سيقبل بها في ظروف أخرى، يبدو منظرنا ظريفاً بأقنعة تنظيف البشرة ونحن مستلقيان أمام شاشة التلفاز».
دروس كروية
منى كمال، التي كان عملها يقتضي بقاءها فترات طويلة خارج المنزل، اكتشفت ولأول مرة في حياتها أن المنزل «هو مملكة زوجي وابني فقط، ولست سوى دخيلة، لدرجة أنني مطالبة خلال هذه الفترة بأخذ دروس كروية منهما كي أكون ملمة بعالم كرة القدم، فلدي واجب يومي بحفظ أسماء 10 لاعبين، إضافة إلى أسماء الدوريات والمنتخبات، بهدف مشاركتهما هوسهما بهذه الرياضة».
موقف طريف
وفي موقف طريف آخر، ذكرت منى أن ابنها ذا الـ11 عاماً، سألها في إحدى المرات إن كان العلماء قد توصلوا إلى لقاح لفيروس كورونا المستجد، «فأجبته بالنفي، متسائلة عن سبب هذا السؤال، لأفاجأ به يجيبني قائلاً: لأنك أطلتي الجلوس في المنزل»، الأمر الذي أشعرها بأنها غير مرحب بها في بيتها.