كشفت نخب تعليمية أن 11 ألف معلم في دبي والإمارات الشمالية يستخدمون منصات التعلم عن بُعد بنسبة 100%، مشيرين إلى أن عملية التحول نحو منظومة التعلم الذكي لم يكن اختياراً بل خيار وحيد في ظل أزمة فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، وفق ما ذكرت صحيفة "البيان".
قرب المسؤولين من المعلمين
وقالت فوزية غريب الوكيل المساعد لقطاع العمليات المدرسية في وزارة التربية والتعليم، إن تجربة التعليم عن بُعد، كان لها أثر كبير في تغيير أسلوب ونمط التدريس وتمكين المعلمين من مهارات خاصة بإدارة وتنفيذ الحصص والدروس عن بعد، وتغيير مفهوم التعليم ومزجه بالأدوات الحديثة التي زادت من المهارات التقنية والتكنولوجية للمعلمين.
وأوضحت أن وزارة التربية والتعليم متمثلة في مراكز العمليات رصدت جوانب إيجابية لتجربة التعلم عن بُعد، حيث بات مسؤولو الوزارة قريبين من المعلمين بحضورهم للحصص الافتراضية والتواجد داخل الصفوف من خلال المنصات التعليمية التي وفرتها الوزارة للطلبة وللمعلمين.
تحول كبير
وأضافت: الوزارة عملت على تقييم المعلمين خلال فترة التعلم عن بُعد، وخاصة فيما يتعلق بحماية أبنائنا الطلبة، ووقفت الوزارة على تمكنهم من الإدارة الصفية وكيفية توزيعهم لزمن الحصة واستثمارها بالشكل الصحيح، من حيث تأهيل الطالب للحصة وإعطاء الدرس وتنفيذ أنشطة وتدريب نموذجي للطلبة على الدرس ومشاركة الطلبة وقياس حضورهم وانصرافهم.
وأوضحت أن الوزارة وجدت تحولاً كبيراً في تمكين المعلم من إدارة الحصة بالشكل الملائم، فضلاً عن مواجهة 5% فقط منهم خلال الأسبوع الأول عدة تحديات، وفي الأسبوع الثاني استطاع 97% استخدام منصات التعلم عن بُعد، وفي الأسبوع الرابع من تطبيق المبادرة بلغت نسبة المعلمين 100% الذين يستطيعون تطبيق المبادرة واستخدام كافة المنصات التعليمية، حيث يبلغ عددهم 11 ألف معلم في دبي والإمارات الشمالية.
الرد على الاستفسارات
من جانبها، قالت شيخة بن ديماس مديرة مدرسة الشارقة البريطانية الدولية: "لم يكن التعليم عن بعد لينجح إلا باستعداد جيد من الدولة وتوفيرها لكافة المستلزمات"، مضيفة أن مدرستها استبقت الوقت وطبقت نظام التعلم الذكي مع طلبتها منذ زمن، مشيرة إلى وجود خط ساخن للرد على استفسارات الأهالي والطلبة، لافتة إلى أن أزمة كورونا جعلت التواصل أكثر فاعلية وعززت إمكانيات الهيئات التدريسية وصقلتها بصورة كبيرة.
مواكبة التغيير
ويرى محمد البستاوي ماجستير التعلم الإلكتروني معلم اللغة العربية، أن أزمة كورونا وما صاحبها في قطاع التعليم من ضرورة الاستمرار في العملية التعليمية وعدم إنهاء العام الدراسي واستئناف ما تبقى منه عن بعد، كان لزاماً على كل المعلمين والمعلمات في جميع التخصصات مواكبة هذا التغير السريع في نمط التعليم، ذلك النمط الذي كان اختياراً من قبل صار لزاماً الآن، فها نحن نجد الجميع يتسابق في معرفة أدوات التعلم عن بعد ومنصاته المختلفة والبحث بينها عن الأفضل والأنسب لكل مرحلة من المراحل.
المعلم التقني
وأشارت المعلمة عائشة الشحي إلى أن المعلم حمل الرسالة بكل ثقة وقد أُسِّست قواعده في التحول من المعلم التقليدي إلى المعلم التقني، وبات يبحث عن الجديد في ظل التطبيقات الداعمة للتعلم، فيما وفرت وزارة التربية والتعليم تطبيقات داعمة في بوابة التعلم الذكي تساعد المعلم والطلبة على إثراء العملية التعليمية أهمها منصة مدرسة ومنصة ديوان.
تحدي التطوير
ويؤكد جاسر محاشي من مدرسة المجد النموذجية في الشارقة أن مرحلة التعلم عن بعد التي تتفرد بها دولة الإمارات بآليات تنفيذها على مستوى العالم تضع المعلم التقليدي في مرحلة تحد مع ذاته وتمنحه الفرصة الكاملة لتطوير مهاراته التقنية ومواكبة متطلبات المرحلة ليستمر بأداء دوره التعليمي والتربوي باقتدار ويعمل على تحويل غرفة الصف التقليدية إلى صف افتراضي وبيئة تعلم تمتاز بالديناميكية وتتمحور حول الطالب، وهذا يتطلب من المعلم التقليدي الإقبال بشغف على حضور الدورات والمشاغل التربوية التي تتم عن بعد.