أعلن سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي بدء استئناف الحركة الاقتصادية في دبي لنشاطها، غداً، في رابع أيام عيد الفطر المبارك، وذلك بتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله".
وكشف ولي عهد دبي، خلال اجتماع اللجنة العليا لإدارة الأزمات والكوارث في دبي والذي عُقد عن بُعد عبر تقنية الاتصال المرئي، أن الحركة ستكون متاحة في الإمارة بدءاً من الساعة 6 صباحاً وحتى الساعة 11 ليلاً اعتباراً من الأربعاء 27 مايو الجاري.
وأكد سموه أن القرار جاء بناءً على التقارير المرفوعة من اللجنة العليا وما تضمنته من تقييم دقيق للموقف الراهن بمختلف أبعاده الصحية والاقتصادية والاجتماعية، في ضوء المستجدات المحلية، وكذلك التوجهات العالمية على أساس يضمن استمرارية الحياة وعدم تعطيل القطاعات الأساسية.
تشديد الإجراءات الاحترازية
وأشار إلى أنه لا يوجد تهاون في التطبيق الدقيق لمختلف الإجراءات الاحترازية والوقائية المعمول بها حالياً ومن أهمها ارتداء الكمامات والحفاظ على التباعد المكاني بين الأشخاص بمسافة لا تقل عن مترين واستخدام المواد المعقمة وكذلك الحفاظ على غسل اليدين بالماء والصابون لفترة لا تقل عن 20 ثانية كلما تيسر ذلك إمعانا في الحماية والوقاية.
وشدد سموه على ضرورة مواصلة كافة الجهات المعنية في إمارة دبي لجهودها في توعية المجتمع حول الاحتياطات الواجب على الجميع اتباعها بكل دقة سواء المواطنين أو المقيمين وفي كافة الأوقات، والتأكيد على المبدأ الذي أرساه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للمرحلة المقبلة، أن "الجميع مسؤول عن الجميع" وهو الشعار الذي يجب على سائر أفراد المجتمع استيعاب مضمونه والعمل على تطبيقه بكل عناية، حيث أن اتباع التعليمات يعتبر من أهم المقومات التي ستساعد على استعادة الحياة لطبيعتها في أقرب فرصة.
وقال سمو ولي عهد دبي : ندرك مدى الضغوطات التي تعرضت لها قطاعات عديدة جراء الأزمة العالمية التي تسبب فيها فيروس كورونا المستجد، ولكن مجتمع الإمارات يظل دائما أقوى من كل التحديات.
ونوه انه تم متابعةمدى عمق التأثير الذي تركته هذه الجائحة على أغلب دول العالم، وأن ما يمز الإمارات هو قدرتنا على التعاطي بإيجابية مع المتغيرات، والمرونة الكبيرة التي يتسم بها أداء أغلب قطاعاتنا .. وامتلاكنا للمقومات التي تعيننا على التكييف مع مختلف الظروف.
وأكد على أن ثقتنا في التزام جميع أفراد المجتمع بالتعاون في التصدي لهذه الأزمة صفاً واحداً لنتمكن من تجاوزها في أسرع وقت ممكن.
رفع قدرات القطاع الصحي
واطلع سموه خلال الاجتماع على أحدث المستجدات المتعلقة بالأزمة الراهنة ومدى استعداد مختلف القطاعات في دبي، لاسيما القطاع الصحي، للتعاطي مع شتى الاحتمالات خلال المرحلة المقبلة.
ومن أهمها رفع الطاقة الاستيعابية للمستشفيات من خلال التعاون الوثيق مع القطاع الخاص، إضافة إلى إقامة المستشفى الميداني في مركز دبي التجاري العالمي، والذي من الممكن الوصول بطاقته الاستيعابية إلى 3000 سرير، مع إمداده بكافة التجهيزات والكوادر الطبية اللازمة لتشغيله بالكامل حال الحاجة لذلك لا قدر الله.
تشديد الإجراءات الرقابية
كما اطلع سموه خلال الاجتماع على إمكانات المستشفى الميداني الذي تم بناؤه بمكرمة وتوجيهات من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في "دبي باركس آند ريزورتس" على مساحة 29 ألف متر مربع، ونفذته شركة أبوظبي للخدمات الصحية "صحة" ويستوعب 1200 مريض.
كما تعرف ولي عهد دبي على الاحتياطات والاستعدادات المتخذة من قبل الأجهزة الرئيسية في الإمارة للمرحلة المقبلة، ومن بينها هيئة الصحة في دبي، ومركز التحكم والسيطرة لمكافحة فيروس كورونا، والقيادة العامة لشرطة دبي، وجهاز أمن الدولة في دبي، والإدارة العامة للدفاع المدني.
إضافةً إلى مؤسسة دبي للإسعاف، وبلدية دبي، وهيئة الطرق والمواصلات، ودائرة السياحة والترويج التجاري، ودائرة التنمية الاقتصادية، والمكتب الإعلامي لحكومة دبي، وغيرها من الدوائر والهيئات والمؤسسات بما يكفل تفادي أية تعقيدات غير مرغوبة من شأنها تقويض التقدم المُحرز حتى الآن في مواجهة الفيروس.
وطالب بتشديد الإجراءات الرقابية من جانب جميع الدوائر والأجهزة التنفيذية المعنية والتي تضمن التزام الجميع سواء على مستوى المؤسسات أو الأسواق والأنشطة الاقتصادية المختلفة وكذلك الأفراد بتطبيق التدابير الوقائية بدقة.
معلناً أن الهدف الأول هو ضمان سلامة وصحة الجميع، وتجنيب المجتمع ما يمكن أن ينجم عن التهاون في تطبيقها من تبعات سلبية خطيرة يمكن تفاديها بسهولة بمجرد اتباع التعليمات والمحافظة على تنفيذها بصورة دقيقة.
جهود مشكورة من مؤسسات الدولة
وأثنى سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم على الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، و وزارة الصحة و وقاية المجتمع، لما يقومان به من جهود ضخمة وما يقدمانه من إسهامات محورية ضمن المنظومة الاتحادية العاملة على التصدي لفيروس كورونا وتفادي تداعياته السلبية التي طالت مختلف أنحاء العالم.
وأعرب عن تقديره لجهود اللجنة العليا لإدارة الأزمات والكوارث في دبي وكافة الجهات الاتحادية والمحلية التي تتضافر جهودها وتتكامل أدوارها لتخطي الأزمة الراهنة والتي يتكاتف العالم أجمع في التصدي لها، مؤكداً سموه أن سلامة وأمن جميع المواطنين والمقيمين ستظل في مقدمة الأولويات التي توليها القيادة الرشيدة جل اهتمامها وتحشد لها كافة الإمكانات من أجل ضمان حمايتها في جميع الأوقات.
جدير بالذكر، حضر الاجتماع الذي عُقد عن بُعد عبر تقنية الاتصال المرئي: معالي عبدالله البسطي، الأمين العام للمجلس التنفيذي لإمارة دبي، ومعالي الفريق عبدالله خليفة المري، القائد العام لشرطة دبي.
ومعالي اللواء طلال حميد بالهول الفلاسي، ومعالي مطر الطاير، المدير العام رئيس مجلس المديرين في هيئة الطرق والمواصلات، ومعالي حميد محمد القطامي، المدير العام لهيئة الصحة في دبي وسعادة منى غانم المرّي، المدير العام للمكتب الإعلامي لحكومة دبي.
والدكتور عامر أحمد الشريف، مدير جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية رئيس مركز التحكم والسيطرة لمكافحة فيروس كورونا.