ناقش خبراء دوليون، اليوم، عدد من الرؤى المستقبلية الخاصة بمعالجة القوى العاملة في مجالات متعددة، لمرحلة ما بعد كوفيد - 19.
جاء ذلك على هامش، انعقاد اجتماعاً افتراضياً للجنة الاستشارية لمجلس التعليم والموارد البشرية، برئاسة سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي رئيس مجلس التعليم والموارد البشرية.
واستعرض البروفيسور أندرياس شلايشر، مدير عام التعليم والمهارات في منظمة OECD، مخاطر التحول المتسارع لأنماط وأشكال التعلم الجديدة، لافتاً إلى أن أكثر من 1.5 مليار طالب وأولياء أمورهم حول العالم أدركوا خلال الشهرين الماضيين أن التعلم باستخدام التكنولوجيا هو التوجه الجديد للتعليم في المستقبل.
وأكد أن التعليم عن بعد وعلى الرغم من أنه أصبح العمود الفقري للتعليم خلال أزمة كورونا إلا أنه لا يعالج وظيفة المدارس الاجتماعية، متابعاً: "ممارسة الطلبة للتعليم عن بعد وكيفية الحصول على الموارد اللازمة من أجهزة حديثة وإنترنت هو أمر يزيد من عدم المساواة وضمان حصول كل الطلبة على تعليم عالي الجودة".
وواصل أنه لا بد من إعادة ترتيب أولويات المناهج الدراسية وإيجاد حلول عملية للتمهيد لإعادة فتح المدارس ومع كل ذلك لا تزال تظهر الكثير من بيئات التعلم المبتكرة في جميع أنحاء العالم".
فيما ناقش البروفيسور نونو كراتو، وزير التعليم والعلوم السابق في البرتغال، تحديات التعليم عبر الإنترنت وقارنه بأنماط التدريس التقليدي.
واستشهد بإحصائيات من الولايات المتحدة قال فيها، إنه في 2018 كان أكثر من 34.7% من الدورات الدراسية في البلاد تحتوي على عنصر واحد على الأقل على الإنترنت في حين كان هذا النوع من التعلم إيجابياً لبعض الطلبة وكان هناك العديد من الآثار السلبية على الطلبة الضعفاء. كما ناقش في معرض حديثه آليات ووسائل التدريس التي يجب اتباعها.
وواصل أنه بالنسبة للأسر الأكثر فقراً كانت الدورات عبر الإنترنت سلبية بشكل كبير لأنها زادت من التحديات الأكاديمية والتكنولوجية ويجب أن يعتمد نظام التعليم الجيد على بضعة مبادئ بسيطة مشتركة بين التدريس التقليدي والتعليم عبر الإنترنت.
من جهته، لفت الدكتور خايمي سافيدرا، المدير العالمي للتعليم بالبنك الدولي، إلى أن هناك 3 دروس رئيسية من الوباء أولها أنه لا تزال الفجوة الرقمية في جميع أنحاء العالم ضخمة وهائلة وثانيها أهمية المعلمين.
وأكد سافيدرا أنه في أي وضع جديد لن يتم القيام بتغيير أو استبدال المعلمين ووظيفة التدريس لأن التعليم يتعلق بالتفاعل من خلال التدريس والتكنولوجيا أما الدرس الثالث لوباء كورونا بحسب سافيدرا، فهو أن التعليم تجربة اجتماعية فريدة.
وأوضح البروفيسور جون سيكستون، الرئيس الفخري لجامعة نيويورك، أن الإجراءات العملية التي يجب اتخاذها بحلول خريف 2020 لاستئناف العام الدراسي يجب أن تتضمن التخطيط الشامل للخيارات للعام الدراسي 2020-2021 التي تشمل تجنب اعتبار التعلم عن بعد تحدي كبير.
وقال إنه ينبغي خضوع الموظفين وأعضاء هيئات التدريس والطلبة لتدريبات في مجال التدريس والتعلم الافتراضي كما يجب إنشاء أنظمة التوجيه والمراقبة المؤقتة، والعمل على تقديم الرعاية الصحية الإضافية.
فيما استعرض السيد فيليب يو، رئيس مجلس ابتكارات التنمية الاقتصادية في سنغافورة، الإجراءات التي تتخذها الدولة لحماية اقتصادها من آثار تفشي كورونا، مشيراً إلى فعاليات مبادرة "SG United" الوطنية.
وكشف أن سنغافورة تستثمر نحو 2 مليار دولار سنغافوري 5.27 مليار درهم إماراتي؛ لخلق 100 ألف فرصة عمل وتدريب بالإضافة إلى 15 ألف وظيفة سيتم طرحها من قبل القطاع الحكومي و25 ألف وظيفة من قبل القطاع الخاص.
كما أكد أنه خلال المرحلة المقبلة سيتم تقديم 21 ألف منحة تدريبية لمساعدة الباحثين عن عمل لأول مرة من السكان المحليين وإكسابهم الخبرات الأساسية في المجالات التي تتمتع بالطلب المرتفع في سوق العمل.
إلى جانب تقديم 4000 منحة تدريبية لمساعدة الباحثين عن عمل من الذين تتراوح أعمارهم بين 40: 60 عاماً على اكتساب مهارات جديدة وبدء وظائف جديدة أيضاً، بالإضافة إلى تدابير الدعم الأخرى.
وقال "يو" إن سنغافورة قدمت 800 مليون دولار سنغافوري إضافية 2.1 مليار درهم إماراتي؛ لمواصلة دعم السنغافوريين الذين فقدوا وظائفهم والذين تم منحهم إجازة بدون أجر أو الذين واجهوا خسارة كبيرة في الدخل نتيجة الوباء.