عقد اجتماع مجلس جامعة الدول العربية، الطارئ على المستوى الوزاري، اليوم الثلاثاء، عبر تقنية الاتصال المرئي "عن بعد"؛ لبحث تطورات ملفي ليبيا وسد النهضة الإثيوبي، بمشاركة معالي الدكتور أنور محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية.
الأزمة الليبية
وتناول الاجتماع، في دورته الغير عادية "الطارئة"، الأحداث الميدانية التي تشهدها ليبيا والتهديدات التي تعكسها على الأمن القومي العربي، والقلق المصري من الأخطار التي نشأت بعد التدخل الخارجي من قوى إقليمية وإرسال مرتزقة من شمال سوريا إلى الأراضي الليبية.
مبادرات التسوية السلمية
واستعرض الوزراء، خلال اللقاء، المبادرات المطروحة للتسوية السلمية وآخرها مبادرة "إعلان القاهرة"، التي أعلنتها جمهورية مصر العربية، قبل نحو أسبوعين، وشهدت قبولاً عالمياً كبيراً.
رفض التدخلات التركية
من جانبه، أكد معالي الدكتور أنور محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية، حرص الإمارات على وحدة ليبيا والدور العربي في المسار السياسي، وعلى الأهمية الملحة لوقف فوري لإطلاق النار يمهّد لحل سياسي جامع وعودة الأمن والاستقرار لعموم الأراضي الليبية، ويضع حداً لإراقة الدماء، وللتصعيد الإقليمي وللتدخلات التركية المهدّدة للأمن القومي العربي، وبصورة خاصة أمن مصر الشقيقة.
الإمارات تدعم المسار السلمي في ليبيا
وأكد قرقاش على موقف الإمارات الواضح، تجاه الأزمة الليبية المنبثق من موقف المجتمع الدولي الداعم لمسار العملية السياسية وفقاً لمقررات الأمم المتحدة ومخرجات مؤتمر برلين، ما يقود إلى حل سلمي ليبي - ليبي ناجز ومستدام باعتباره الخيار الوحيد لإعادة السلام إلى الأشقاء الليبيين الذين حضّهم على تغليب المصلحة الوطنية المشتركة.
الحفاظ على أمن ليبيا واستقرارها
وقال وزير الدولة للشؤون الخارجية، إن الإمارات مؤيدة للمبادرات الرامية إلى إيجاد حل سياسي ينهي الأزمة الليبية التي طال أمدها ويعيد لدولة ليبيا أمنها واستقرارها ويحافظ على وحدتها وسيادتها بعيداً عن التدخلات الأجنبية في شؤونها، ويحقق للشعب الليبي الشقيق كل ما يصبو إليه من أمن و رخاء وتنمية.
استعادة النظام والقانون
ودعا قرقاش الأطراف الليبية إلى التجاوب الفوري مع المبادرة المصرية المطروحة لوقف إطلاق النار، وبناء دولة المؤسسات، واستعادة النظام والقانون لمحاربة الإرهاب، والتصدي للتدخلات الأجنبية.
الإمارات تدعم الجهود المصرية
وأضاف: "إن الإمارات تدعم جهود جمهورية مصر العربية الخيّرة، في سبيل تسوية الأزمة الليبية، والمساعي المخلصة لفخامة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في ليبيا والعودة إلى المسار السياسي.
ثقل مصر الأمني والاستراتيجي
وأشار قرقاش إلى محورية الدور العربي والثقل الاستراتيجي والأمني الذي تمثله مصر في حل قضايا المنطقة بعيداً عن التدخلات الأجنبية في الشؤون الداخلية للدول العربية، والتي تعمل على إطالة أمد الأزمة ودفع ليبيا بعيداً عن الحل السياسي سعياً لتحقيق أجنداتها التوسعية في المنطقة، مشدداً على ضرورة تضافر الجهود الإقليمية والدولية لمواجهة هذه التدخلات.
الإمارات تتضامن مع إجراءات مصر
وأوضح معالي وزير الدولة للشؤون الخارجية، أن الإمارات العربية المتحدة، تضامن مع جمهورية مصر العربية في كل ما تتخذه من إجراءات لحماية أمنها واستقرارها وحقها في الدفاع عن النفس في إطار الشرعية الدولية.
أزمة سد النهضة الإثيوبي
وفيما يتعلق بسد انهضة الإثيوبي، ناقش وزراء الخارجية العرب في جلسة ثانية، تطورات الأزمة، مؤكدين على دعمهم لمصر والسودان في القضية، وطالبت المقرّرات التي أقّرها المجتمعون بضرورة تجاوب إثيوبيا مع المبادرات والمساعي المصرية السودانية بحسن نيّة، والتزامها قواعد القانون الدولي والتوصّل إلى حلّ عادل ومتوازن يحفظ حقوق البلدين وشعبيهما من المياه.
الاتفاق قبل ملء السد
وأكد الوزراء المشاركون بالاجتماع الطارئ، على ضرورة التوصل إلى اتفاق شامل بين أطراف الأزمة "مصر والسودان وإثيوبيا" قبل شروع أديس أبابا في ملء السد وتشغيله.