قال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، خلال زيارته لمقر مصنع "ستراتا" للتصنيع في مدينة العين، إن الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" تعمل على تعزيز موقعها مركزا إقليميا وعالميا لصناعة الطيران.
وقال سموه، إن شركة "ستراتا للتصنيع" بمشروعاتها وشراكاتها والرؤى التنموية التي تحكم عملها عنصر أساسي ضمن الاستراتيجية الهادفة لتعزيز مكانة الإمارات العربية المتحدة كمركز إقليمي عالمي في صناعة "الطيران".
وأوضح محمد بن زايد، أن مواصلة "ستراتا" وغيرها من الشركات والمؤسسات الإماراتية عملها بهذا النشاط الإنتاجي في ظل هذه الظروف يؤكد قدرة الدولة على الاستمرار في تنفيذ خططها واستراتيجياتها لتحقيق طموحاتها وأن التحديات مهما كانت طبيعتها لن توقف مسيرتها أو تعيق تقدمها.
وتجول ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في مرافق شركة "ستراتا"، واطلع على منتجات الشركة من أجزاء هياكل الطائرات التي تقوم الشركة بتصنيعها لكبريات شركات صناعة الطائرات العالمية مثل "بوينج وإيرباص"، ومجموعة تقنيات الثورة الصناعية الرابعة والابتكارات التي توظفها الشركة في عمليات التصنيع إضافة إلى خط إنتاج "كمامات N95" الذي دشنته الشركة مؤخراً.
واستمع سموه، في بداية جولته بالشركة، إلى عرض تناول مسيرة الشركة منذ تأسيسها عام 2009 مروراً باكتمال العمل في بناء مرافقها الصناعية وانتهاءً بمشروع توسعتها الجديدة "ستراتا بلس" الذي دشنته الشركة في شهر يوليو من العام الماضي؛ لتتمكن من تلبية متطلبات خط تجميع المثبتات العمودية لطائرة "بوينج 787 دريملاينر" ضمن مرافقها في مجمع نبراس العين للطيران وذلك في إطار الاتفاقية التي أبرمتها "ستراتا للتصنيع" مع شركة "بوينج".
وتفقد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، العديد من مرافق الشركة، مطلعًا على أجزاء هياكل الطائرات التي تقوم "ستراتا" بتوريدها لكبريات شركات صناعة الطائرات العالمية وذلك وفق القدرات الصناعية التي استطاعت الشركة تطويرها خلال فترة قياسية منذ تأسيسها.
وتمتلك "ستراتا"، مقومات وإمكانات كبيرة، تمكنها من إنتاج الأسطح الخارجية لرفارف أجنحة طائرات أيرباص A330، والمصنعة من الألياف الزجاجية والأسطح الخارجية لرفارف أجنحة طائرات أيرباص A350 المصنعة من ألياف الكربون والأسطح الخارجية لرفارف أجنحة طائرات أيرباص A380 وهي أكبر أسطح خارجية لرفارف الأجنحة في العالم.
كما شاهد محمد بن زايد آل نهيان، أجزاء هياكل الطائرات التي تصنعها الشركة ويتم تركيبها على أجنحة الطائرات بما في ذلك أجزاء تخفيف الرفع لطائرات إيرباص A330 والتي تستخدم لتعطيل تدفق الهواء على الجناح والمساعدة في تخفيض سرعة الطائرة وجنيحات طائرات إيرباص A330، والتي تتحرك صعودا ونزولا لتمكن الطائرات من الالتفاف حول محورها والرفارف الداخلية لأجنحة طائرات إيرباص A350-900 والتي تسهم في زيادة قوة الرفع لضمان ثبات الطائرة عند الإقلاع والهبوط.
واطلع ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، على برنامج صناعة بطن طائرة رجال الأعمال لشركة بيلاتوس، وخط إنتاج المثبتات العمودية لطائرة " بوينج 787 دريملاينر"، أكبر الأجزاء التي يتم تصنيعها في ستراتا وأكثرها تطورا، إضافة إلى مجموعة من تقنيات الثورة الصناعية الرابعة والابتكارات التي وظفتها ستراتا في عملية التصنيع، بما في ذلك روبوت الثقب الآلي وتركيب لوحة الصواميل المستخدمة في تجميع الهياكل المعقدة لبرنامج الرفارف الداخلية لأجنحة طائرات إيرباص A350-900، وروبوت يقوم بنفس الوظيفة تم تطويره بالتعاون المشترك بين ستراتا وشركة بوينج العالمية، ويستخدم لأول مرة في العالم في مرافق ستراتا.
وشهدت زيارة سموه، الاطلاع على روبوت مبتكر متحرك يستخدم لضمان الجودة ومراقبة الإنتاج في حالة تعذر وجود المشرفين في مرافق الشركة، والذي استخدمته ستراتا خلال فترة التعامل مع وباء فيروس كورونا، وعلى نموذج مصغر لمصنع "ستراتا سولفي للمواد المتقدمة" في مدينة العين وهو المشروع المشترك مع شركة سولفي البلجيكية المختصة في تصنيع المواد المركبة والكيماويات.
ويعد مصنع "ستراتا"، بمثابة قلة نوعية، المصنع نقلة نوعية لتنويع منتجاتها، حيث ستصبح المورد الأول للمواد المركبة المتقدمة لقطاع صناعة الطيران في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والمورد الرابع لهذه المواد على المستوى العالمي.
وبدأ مصنع "ستراتا" في إنتاج كمامات N95، بالتعاون مع شركة "هانيويل" العالمية، وذلك في إطار جهود مبادلة للحد من انتشار فيروس كورونا، بطاقة إنتاجية سنوية تصل إلى 30 مليون كمامة، وهو أول خط إنتاج لكمامات N95 في منطقة الخليج العربي؛ لتلبية الطلب المتزايد على مستلزمات الوقاية الشخصية حيث يعد نقص توافر هذه المستلزمات في الأسواق العالمية واحداً من أكبر التحديات التي تواجهها الدول والمنظمات العالمية في إطار جهودها للحد من انتشار "كوفيد-19".
كما اطلع محمد بن زايد على مجموعة المنتجات الوقائية التي بدأت ستراتا بتوريدها للمساهمة في الحد من انتشار كورونا، بما في ذلك حقيبة المستلزمات الطبية اليومية والتي تضم مجموعة من القفازات الطبية والكمامات وأدوات التعقيم والتي يمكن لشركات الطيران والمؤسسات الطبية ومؤسسات المساعدات الدولية توزيعها على العاملين فيها والمستفيدين من خدماتها، إضافة إلى الكبسولات العازلة وأغطية أوجه وواقيات الأذنين، التي يستخدمها المرضى والكوادر الطبية للحد من انتشار الوباء، واطلع على الأجهزة المتطورة المستخدمة في "الغرفة النظيفة" في مصنع ستراتا إضافة إلى أول دراجة هوائية رياضية مصنعة في الإمارات باستخدام المواد المركبة بالتعاون المشترك بين ستراتا وجامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا.
وقال صاحب السمو: "صناعة الطيران في دولة الإمارات شهدت تطوراً كبيراً، وأصبحت من محركات النمو الاقتصادي وتنويع مصادر الدخل.. وتعد "ستراتا" في قلب هذه الصناعة، حيث إن شراكاتها مع كبريات الشركات العالمية في قطاع صناعة الطيران تؤكد الثقة الكبيرة فيها وفي جودة منتجاتها.
وأضاف: "وتسهم "ستراتا" في توطين التكنولوجيا في الدولة، والاستفادة من الخبرات العالمية في هذا المجال لتعزيز الصناعة الوطنية التي تسهم في تطور الاقتصاد ونموه وتمكن مؤسساتنا الصناعية من المنافسة على المستوى العالمي في أدق الصناعات وأكثرها تقدماً، وهو أمر يبعث على الفخر، وتم تحقيقه بالمثابرة والتخطيط والعمل الجاد ..وستشهد الفترة القادمة مزيدا من التطوير في الصناعات المتقدمة".
وأكد محمد بن زايد سعادته، بسير عمل الشركة، التي تعد فخراً للصناعات الوطنية، معرباً عن سعادته بلقاء بناته وأبنائه المواطنين، واعتزاز كل إماراتي وإماراتية، مضيفاً: "الكفاءات الوطنية هي الركيزة الأساسية التي تقوم عليها تنمية بلادنا ومسيرة تقدمها في الحاضر والمستقبل".
وأعرب محمد بن زايد، عن فخره ببنات الإمارات ودورهن المتميز في الشركة، حيث بلغت نسبة استحواذهن أكثر من %86 من نسبة الإماراتيين ضمن القوى العاملة في "ستراتا" حيث تصل نسبة التوطين %58 من إجمالي العاملين في ستراتا فإن هذا يبعث على الفخر والسرور.