كشف، اليوم، الرائد محمد علي المري من شرطة دبي، ويرأس مشروع "الجينوم العربي"، والمختص بجمع وتحليل العينات الموثقة للطفرات الوراثية بين الشعوب العربية، عن قرب الانتهاء من المشروع.
ومن المقرر أن يصدر المشروع خريطة وراثية كاملة لشعوب الدول العربية نظرا لعدم وجود عينات من الجزيرة العربية في مشروع الجينوم البشري العالمي؛ الذي بدأ منذ ما يقارب من 30 عاماً.
حيث يجرى ذلك بالتعاون مع جامعة كامبريدج في بريطانيا وجامعة هارفارد في الولايات المتحدة ضمن الرحلة الابتعاثية للضابط لدراسة الدكتوراه في جامعة كامبريدج.
وقال الرائد المري، الطالب المبتعث في بريطانيا، إنه خلال نتائج كلا المشروعين سنتكمن من إنشاء موسوعة وراثية عالمية وهو ما يعني تحقيق تقدم كبير في ابتكارات تتعلق بالاستعراف الوراثي في مجال الأدلة الجنائية.
وأضاف "المري" أنه يجرى فتح مجال الطب الوراثي من أجل الوصول إلى علاج شخصي لكل مريض بحسب التركيبة الوراثية المختلفة لكل شخص وكشف الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة وتقديم الاستشارات الوقائية المناسبة وكل ذلك يمكن من توفير الوقت والكلفة المرتبطة بأنواع المعالجة باهظة التكاليف.
وأوضح أن مشروع الجينوم البشري العالمي - الذي ترأس أيضا فريق التحليل به - درس الاختلافات الوراثية الكاملة بين 54 شعبا و تم تحديد الطفرات الوراثية الخاصة في كل شعب.
وجرى نشر بحثين عن المشروع العالمي مؤخرا في دائرة نشر "Science" و"Cell" اللذين يعتبران من أعرق وأهم المجلات العلمية.
وعبر الرائد المري، عن فخره بناسبة نشر دراسة مشروع الجينوم العالمي وترؤسه لمشروع الجينوم العربي بأكمله ونشره عما قريب في المجلات العلمية المختصة هو مصدر فخر واعتزاز له خاصة.
ولفت إلى أن هذه الفرصة لم تكن لتتاح له لولا الدعم الذي تقدمه شرطة دبي له ولغيره من الزملاء للابتعاث والدراسة في أعرق الجامعات العالمية.
وقال العميد الدكتور صالح مراد مدير الإدارة العامة للموارد البشرية في شرطة دبي إن ترؤس الرائد محمد علي المري الطالب المبتعث لمشروع الجينوم العربي ونجاحه في جمع العينات لتحديد الأساس الجيني للحمض النووي الخاص بالشعوب العربية للتعرف على الاختلافات الوراثية بينهم هو إنجاز كبير يؤكد على القدرات العلمية.
وأضاف العميد صالح مراد انهم وبتوجيهات من معالي الفريق عبدالله خليفة المري القائد العام لشرطة دبي يستقطبون الكفاءات المواطنة في الدولة للدراسة في الجامعات والكليات المحلية والعالمية والعمل في شرطة دبي ويتم متابعتهم وتنظيم شؤونهم بالكامل.
ويأتي ذلك عبر إدارة البعثات والاستقطاب في الإدارة العامة للموارد البشرية والتي تطلق على مدار العام برامج ومبادرات للطلبة سواء المبتعثين من شرطة دبي أو غيرهم من شأنها أن تمدهم بالخبرة الوظيفية وهو ما يدعم أيضا ملف التوطين في الدولة.
من جانبه ذكر المقدم الدكتور منصور البلوشي مدير إدارة البعثات والاستقطاب ان شرطة دبي لديها الآن 165 مبتعثا بنظام التفرغ الكامل بواقع 45 في الدكتوراه و 28 في الماجستير و92 في البكالوريوس.
وواصل أن حصاد الابتعاث في شرطة دبي وصل الى 1034 مبتعثا وهذا نابع من حرص القيادة على احتضان كوادر وطنية حاصلة على أعلى الدرجات العلمية في مختلف المجالات العلمية والجنائية والتقنية.
وأشار البلوشي إلى الأدوات والممكنات التي توفرها القيادة العامة لشرطة دبي لمبتعثيها خارج الدولة من أدوات ذكية كمنصة إيفاد لتلبية كافة خدماتهم على مدار الساعة إلى جانب مجالس داعمة تستثمر في قدراتهم كمجلس الطلبة المبتعثين بما يحقق الدعم المنشود ويخلق بيئة إبداعية وابتكارية تسمح لهم باستشراف المستقبل الأمني.