قال معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية إن دولة الإمارات عززت من التزاماتها الإنسانية التي تأتي استمراراً للنهج الذي غرسه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه"، والتي تعُد ركيزة أساسية من ركائز السياسة الإماراتية التي لطالما أكدت قيادتها ضرورة مد يد العون والمساعدة لكافة الشعوب التي تمر بظروف صعبة، من دون تمييز بناء على أساس الدين أو الجغرافيا أو العرق.
تخطيط مبكر
وأضاف معاليه في كلمته خلال الاجتماع الوزاري لمؤتمر التفاعل وتدابير بناء الثقة في آسيا "CICA" الذي عقد اليوم عبر تقنية الاتصال المرئي، أن دولة الإمارات من أوائل الدول التي قدمت يد العون لمكافحة تفشي فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"، حيث قامت بالتخطيط المبكر للعديد من المبادرات الإنسانية للمساعدة في الحد من انتشار الفيروس.
مساعدة 118 دولة
وأوضح أنه في إطار عملها الدؤوب والمستمر في دعم الجهود العالمية الرامية في الحد من انتشار "كوفيد-19"، قدمت دولة الإمارات المساعدات الطبية ومستلزمات الحماية الشخصية إلى 118 دولة حول العالم، واستفاد منها أكثر من 1.47 مليون من العاملين في القطاع الصحي لدعم جهودهم في احتواء الوباء.
ولفت معاليه إلى أن دولة الإمارات استطاعت خلال هذا الوقت الصعب من مواصلة جهودها الوطنية الطموحة عبر إطلاق محطة للطاقة النووية السلمية، وإطلاق "مسبار الأمل" في مهمة تاريخية لاستكشاف المريخ، لتثبت أن منطقتنا قادرة على التقدم والتطور من خلال التوجه للعلم والابتكار.
دور الدولة في الحفاظ على الأمن
وقال معاليه إن منطقتنا في حاجة ماسة للتغلب على الصعوبات والتوترات المتزايدة، والحفاظ على الأمن والاستقرار، وحل النزاعات، وإحلال السلام، وتعزيز التعاون الإقليمي والعالمي، ومكافحة التطرف والإرهاب، وتعزيز التسامح والتفاهم المتبادل.
وأكد أن دولة الإمارات أظهرت بوضوح التزامها بحل النزاعات الدولية من خلال الحوار والوسائل الدبلوماسية، والمساهمة في تعزيز السلم والأمن الدوليين، وبذل جهود مكثفة لاحتواء الأزمات، وتقديم الإغاثة والمساعدة للاجئين في مناطق النزاع، وتعزيز العلاقات الثنائية والإقليمية والتعاون الدولي.
معاهدة السلام التاريخية
وفي هذا الصدد قال معاليه: "لقد وقعت دولة الإمارات مؤخراً معاهدة سلام تاريخية مع دولة إسرائيل، مما يفتح صفحة جديدة من العلاقات بين الدولتين، ويحفز على تضافر الجهود لتعزيز الاستقرار والأمن في منطقتنا، ونرى أن تلك المعاهدة ستعزز من دورنا بالدفع قدماً بتعزيز السلام على أساس حل الدولتين، والمساهمة في جهودنا المشتركة لإقامة دولة فلسطينية مستقلة".
واختتم معاليه كلمته بالتأكيد أن دولة الإمارات تتبنى منذ تأسيسها أجندة معتدلة وسلمية في الداخل والخارج، حيث يرتكز المجتمع الإماراتي على قيم الانفتاح والتسامح واحترام الآخرين بغض النظر عن معتقداتهم وعرقهم، ويعمل على تعزيز حقوق المرأة، ورفض جميع الأيديولوجيات التي تروج للعنف والتمييز.
كما تسعى دولة الإمارات في سياستها الخارجية إلى تعزيز الوسطية والاعتدال من خلال العمل مع الشركاء الدوليين والقوى المعتدلة كافة لمواجهة التحدي الذي يشكله التطرف والطائفية والإرهاب.