شهد، اليوم، صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، مراسم "يوم الشهيد" في واحة الكرامة بأبوظبي.
وجاء ذلك بحضور سمو الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة العين وسمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي والفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي.
وشهد مراسم الفعالية سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، عضو المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي رئيس مكتب أبوظبي التنفيذي، ومعالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش ومعالي الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان، رئيس مجلس إدارة مكتب "فخر الوطن"، والشيخ ذياب بن طحنون آل نهيان.
كما شهدت المراسم حضور الشيخ خليفة بن طحنون بن محمد آل نهيان مدير تنفيذي مكتب شؤون أسر الشهداء في ديوان ولي عهد أبوظبي، ومعالي محمد أحمد البواردي، وزير الدولة لشؤون الدفاع، ومعالي محمد عبدالله القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء، وعدد من كبار المسؤولين وأسر الشهداء وعائلات أبطال خط الدفاع الأول الذين قضوا وهم يقومون بواجبهم.
وبدأت مراسم "يوم الشهيد" بوصول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم إلى واحة الكرامة.
حيث توجه سموه إلى نصب الشهيد، بينما أطلقت المدفعية إحدى وعشرين طلقة وفقا للتقاليد العسكرية تحية لأرواح شهداء الوطن الأبرار، وإكراماً واعتزازاً لملاحم البطولة التي سطروها بدمائهم الزكية.
ووضع سموه أكليل من الزهور مقابل النصب في فئة وفاء وتقدير لتضحيات شهدائنا الأبرار الذين قضوا في ميادين العزة والكرامة.
وكرّم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عدداً من ذوي الشهداء وأسرهم حيث سلم سموه "وسام الشهيد" إلى كل من: والدة الشهيد أحمد عبدالله أحمد عمر، ووالد الشهيد علي سعيد علي خرباش الساعدي، وشقيق الشهيد محمد راشد محمد العبدولي، ووالد الشهيد طارق حسين حسن البلوشي.
وجاء ذلك تقديراً لذكرى الشهداء الأبرار الذين قدموا أرواحهم فداءً للوطن وتأكيداً لسيادته، ولما أبدته أسر الشهداء من مواقف وطنية نبيلة تنُم عن عمق الانتماء للوطن والولاء لرايته والوقوف بكل قوة وراء مواقف الإمارات الراسخة والثابتة.
كما كرم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد عدداً من ذوي أبطال خط الدفاع الأول ممن فقدوا حياتهم أثناء تأدية واجبهم في مواجهة جائحة كورونا، والذين أمر صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بمنحهم وسام "أبطال الإنسانية"، لشجاعتهم وإخلاصهم في أداء واجبهم الإنساني النبيل، والتضحية بالذات في سبيل الآخرين.
وسلّم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وسام "أبطال الإنسانية" إلى عائلة الدكتور سودهير واشيمكار، وعائلة الدكتور بسام برنيه.
وذلك تأكيداً على أن دولة الإمارات تقابل الوفاء دائما بالوفاء، وأن التضحيات النبيلة التي تنم عن ارتباط عميق بقيم تحفظ على المجتمع أمنه وسلامته، هي محل كل الإجلال والتقدير في كل وقت وحين.
كما تم منح وسام أبطال الإنسانية إلى عدد من شهداء الواجب من أبطال خط الدفاع الأول وهم: الدكتور محمد عثمان خان، والسيد أحمد السباعي، والسيد أنفار علي، والممرضة ليزلي اورين، والممرض مارلون جيمينا.
وألقى معالي صقر غباش، رئيس المجلس الوطني الاتحادي كلمة "يوم الشهيد" التي رحب في مستهلها بالحضور، وأكد أن شهداء الوطن لا يغيبون عن الذاكرة وأن ذكراهم العطرة ستبقى منارةً للمحبة ومثالاً للفداء وقدوةً للعطاء.
وأضاف معاليه: "أن يوم الشهيد هو مناسبة لنستعيدَ الدرس ونستلهمَ العبرة من شهداء جادوا بأرواحهم ليهبوا الحياة لأبناء وطنٍ كريم وأبيّ يقفُ تقديراً وإجلالاُ لما قدموه من مثلَ وقدوةَ، ولدمائهم الزكية التي ضحوا بها لتبقى الإمارات، كعهدها دوماً، مرفوعةَ الهامة بقيادةِ صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وبشعبٍ عاهد قيادته على أن نكونَ جميعاً للوطن جنوداً وفداءً".
وقال معاليه إن شهداء الوطن هم ركنُ ركين في صون كرامته، معرباً عن عميق تقدير الوطن لتضحيات الشهداء التي ستبقى مصدر فخر واعتزاز لأهل الإمارات، إذ سيظل عملهم البطولي محفوظاً بكل العرفانِ والتقديرِ في وجدان ِالشعب والقيادة، لأن عطاءَهم هو أغلى عطاءٍ، فليس بعد النفس والروح والحياة عطاءٌ.
ووجه معالي رئيس المجلس الوطني الاتحادي التحية لأسر وذوي شهداء الوطن الأبرار، لما أظهروه من رباطة الجأش وانتماء وولاء لدولتهم وقيادتهم، ومواقفهم التي كانت مضرب الأمثال في حب الوطن واستعداد كامل لتقديم الغالي والنفيس في سبيل الحفاظ على أمنه وسلامته وصون هيبته وكرامته.
وقال معاليه: يُشرفني كل الشرف أن أتوجه، من هذا المكان، بتحية إجلال وتقدير لأمهات الشهداء وآبائهم وأبنائهم وزوجاتهم وذويهم على نكران ذاتهم، وعلى إيمانهم بأن التضحيةَ للوطن وأمنه واستقراره هي أرفعُ وسامٍ قدمه الشهداءُ لهم، وأعلى المراتب شرفاً، لأن تلبيةَ نداء الواجب هي أغلى الأعمال، وأرقى الأفعال التي يجودُ بها المواطن ُتجاه وطنه.
ووجه معاليه تحية إعزاز لأبطال القوات المسلحة الباسلة الساهرين على أمن واستقرار الوطن وسلامة أراضيه، قائلاً: "يشرفني في هذه الذكرى الغالية على قلوبنا جميعاً.
وأضاف: "أحيي كل التحية قواتنا المسلحة الباسلة، التي بعونِ الله وبتوفيقه، وبقيادتها الواعية المخلصة، وبكل رجالها الشجعان، ستظل دوماً سيفاً ودرعاً وحارساً وحصناً لأمن وطننا وشعبنا، وستبقى دوماً قادرةً على ردِ كيد الكائدين، وعلى دحر كل معتدٍ أثيم. ولتحيا الإماراتُ عزيزةً بين الأممِ بقيادةٍ تدفعُ دوماً للعُلا، وبشعبٍ مخلص لقيادته ولوطنه، وبدماءٍ زكية من شهداء كتب التاريخُ أسماءهم بأحرفٍ من نورٍ".
وجرى في ختام الاحتفالية، تحليق سرب من طائرات سلاح الجو الإماراتي في سماء واحة الكرامة مكوناً تشكيلاً رمزياً في لفتة اعتزاز وتقدير لتضحيات شهدائنا البواسل وإجلالاً لبطولاتهم ومواقفهم المشرفة في ساحات الشرف والإِبَاء.