فعاليات وأهازيج تراثية وأسواقاً شعبية وعروضاً حية عن الحرف الإماراتية القديمة.. كل ذلك وأكثر تجده في "مهرجان الشيخ زايد".
فقد خصص المهرجان أجنحة ومعارض كبرى وأحياءً شعبية لإبراز حضارة الإمارات وجوانب متعددة من ثقافتها وموروثها الشعبي الشعبي، من بينها الحي التراثي الإماراتي وأجوائه التي تعكس الحياة الإماراتية قديماً.
ويعكس المهرجان حرص القائمين عليه على تعزيز ثقافة صون التراث الإماراتي والاعتزاز به، عبر أنشطة وفعاليات تحث النشء على التمسك بالتراث وتربطهم بتفاصيل الحياة الإماراتية القديمة التي عاشها الأجداد، ليؤكد غنى التراث الإماراتي، وأن الإمارات ملتقى الشعوب والحضارات، ورسالتها للعالم رسالة سلام ومحبة وتسامح.
سوق "الوثبة"
ويعكس "سوق الوثبة" وما يضم من منتجات، بعضاً من مكونات الحياة الإماراتية القديمة، حيث تعرض دكاكين السوق الشعبي المنتجات التقليدية التي تمت صناعتها يدوياً لتحاكي الماضي العريق، والتي روعي فيها التنوع لتعرّف الزوار على أبرز وأهم الحرف التقليدية القديمة التي كانت تعمل بها الجدات والأمهات اللاتي أبدعن في صناعة منتجات يدوية بشكل متقن، وأورثنها للأجيال التالية جيلاً بعد جيل.
"الأسر المواطنة"
وتدعم مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية "الأسر المواطنة" للمشاركة الفاعلة والحضور الكبير في هذا المهرجان، وذلك من خلال دعم 98 أسرة إماراتية، حيث تم تخصيص محل لكل أسرة كي تعرض أهم منتجاتها التي تجسد التراث الإماراتي، منها المشغولات اليدوية، ودلال القهوة، والأواني، والدخون، والعطور، والملابس التراثية، والبهارات، والقهوة الإماراتية، والإكسسوارات، والشيلة، والعباءة، بالإضافة إلى المنتجات الطبيعية والتمور، وأطقم الضيافة المتنوعة، والمفارش، والحلوى وغيرها.
وتتزين الدكاكين بمجموعة كبيرة من المنتجات اليدوية التي تعزز عناصر التراث والماضي الإماراتي، مثل البرقع الإماراتي، والمداخن التي تفوح منها روائح جميلة، والحقائب الممزوجة بالخرز والخيوط المزركشة، ودلال القهوة والشاي التي تمت صناعتها ونقشها يدوياً بشكل يعكس الطابع التراثي.
سحر العطور الإماراتية
ويستمتع زوار سوق الوثبة بروائح الدخون والعطور والمخمرية، التي تعتبر واحدة من أهم المستحضرات التجميلية التي يتم تحضيرها بطريقة آمنة وخالية من المواد الكيمائية، حيث يتم تحضيرها من مسحوق أعواد الزعفران المخلوط بسائل دهن العود الأصلي وسائل المسك الأبيض ومسحوق الصندل وعرق الحنا والفل، ثم يتم دفن هذه الخلطة في التراب لفترة تتراوح ما بين عشرة إلى أربعين يوماً لتتخمر وتعطي رائحة عطرية نفاذة، وتصبح على هيئة خلطة عطرية سائلة تستخدمها السيدات والفتيات للشعر والجسد كواحدة من الطرق الآمنة التي تتبعها المرأة الإماراتية منذ القدم.
توابل وبهارات
كما تعرض العديد من الدكاكين مجموعة كبيرة من التوابل والبهارات التي لا يخلو منها أي مطبخ إماراتي، حيث يعتمد عليها البيت الإماراتي منذ القدم لإضافة نكهات خاصة على الأكلات الشعبية الشهيرة، ولتحسين مذاق الوجبات ومنحها شكلاً وطعماً صحياً خاصاً.