"إن للخلِيج العربي مصيراً واحداً" .. عبارة مارستها دولة الإمارات قولاً وعملاً.
فمنذ القمة الخليجية الأولى في أبوظبي يوم الاثنين الموافق 25 مايو 1981، وحتى قمة " العلا " الحادية والأربعين في المملكة العربية السعودية الشقيقة، ما زالت الإمارات تؤمن بذلك التوجه المصيري لـ " البيت الخليجي" الذي ظل يثابر من أجله المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان " طيب الله ثراه " حتى توجت جهوده بإعلان قيام مجلس التعاون لدول الخليج العربية من أبوظبي.
في " العلا "، تلك البقعة التاريخية التي تعكس غنى الإرث الثقافي لمنطقة الخليج العربي جاء احتضان المملكة العربية السعودية الشقيقة .. لقمة خليجية ليست ككل القمم فهي تحمل آمال وتطلعات شعوب دول الخليج العربي بل والمنطقة العربية في مستقبل مزدهر وتعقد في ظل تحديات استثنائية كبيرة تواجه العالم أجمع جراء جائحة "كوفيد 19" وتهديدات غير مسبوقة تحيط بمنطقتنا وتحاول عرقلة مسيرتها من أجل تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة.
لقد أولت القيادة الرشيدة تعزيز العلاقات بين دول الخليج العربي اهتمامها بهدف التنسيق والتعاون في القضايا والتحديات المشتركة وترسيخ منظومة العمل الخليجي المشترك لتوطيد دعائم الأمن والاستقرار في منطقتنا وكذلك مواجهة الغلو والتطرف والإرهاب ومروجي خطاب الكراهية والعنف.
فهذه المعطيات تؤكد أن وحدة الصف الخليجي والانطلاق بمسيرته المشتركة نحو آفاق أرحب باتت أولوية قصوى خلال المرحلة المقبلة.
لذا فإن ما ستسفر عنه " قمة العلا " يجب أن يشكل خارطة طريق لهذه المسيرة التي تجاوزت الأربعة عقود ونجحت في تخطي العديد من العقبات والتحديات.
اليوم، كان شعار " الحل في الرياض " .. واقعاً ملموساً للعالم أجمع فتجلى الدور القيادي للمملكة العربية السعودية الشقيقة على المستويين العربي والخليجي وبات لم الشمل وعودة اللحمة الخليجية أقرب من أي وقت مضى طالما صدقت النوايا وتبلورت الأقوال إلى أفعال ملموسة تنعكس على أمن واستقرار ورخاء المواطن الخليجي.
من "العلا" نستشرف انطلاقة جديدة لمسيرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية مثلما كانت القمة الأولى في أبوظبي مؤسسة للبيت الخليجي في عام 1981 .