كتبت - نرمين عصام الدين:
صدمة بالغة، تكاد لا تصدق ما تراه أو تصدق نصفه، تمسح بكفيها على قلبها ليطمئن، بل تحاول جاهدة دون أن يرتجف لها رمش، إسعاف أول إصابة بـ"كورونا".. مشهد ملؤه الخوف كثيراً، كانت بطلته الممرضة "زينب"، حين استقبلت، على قدمين ثابتتين، أول حالة مصابة بالفيروس، جاءت إلى مستشفى أم القيوين.
تحكي زينب أحمد فهيم، 52 عاماً، والتي تعمل بالتمريض منذ أكثر من 31 عاماً، أنه عندما أبلغتها إدارة مستشفى أم القيوين عن وصول أولى الحلات المشتبه بإصابتها، اتخذت الإجراءات المهمة على الفور.
وتقول "زينب"، وهي تسترجع أيامها الأولى في مواجهة الجائحة، إنها تواصلت مع المريض، وحاولت أن تهدئ من روعه، حيث عرفته بنفسها وشرحت له التفاصيل المتعلقة بالإصابة بفيروس كوفيد-19، ثم سألته عن الأعراض التي يعاني منها، حتى أخبرها أنه يعاني من ارتفاعٍ بسيط في درجة الحرارة وأن نتيجة فحصه كانت إيجابية.
زينب: المريض تعافى.. وأنا الوحيدة من حققت حلم والدي بين شقيقاتي
وتضيف: "كان علينا أخذه للحجر الصحي، والحمد لله تعافى المريض ولا نزال نتبادل معه الرسائل".
تبادلت الرسائل مع المريض، والذي تعافى من إصابته بفيروس كورونا، فرحة لا توصف، ونتيجة مرضية كللت تعبها بالنجاح حين تماثل الشفاء، وتسترجع "زينب" اللحظات المهمة في مسيرتها الإنسانية والمهنية، حين قال لها والدها إن الملائكة تحُف الممرضات وكان يحلم بأن تصبح إحدى بناته ممرضة.. حيث تخصصت أخواتي كلهن في مجال التجارة والأعمال، ولكن هي الوحيدة بينهن، التي حققت حلمه.
عملت "زينب" في البداية في مستشفى القاسمي في الشارقة، بقسم الطوارئ والحوادث، لـ7 سنوات، ثم انتقلت للعمل في مركز السيطرة على الأمراض المعدية في مجمع الطب الوقائي في أم القيوين، لتتولى متابعة كافة الأمراض المعدية في الإمارة، والإشراف على التطعيمات والأمراض السارية، الأمر الذي زاد ن خبرتها أمام مواجهة كوفيد-19.
وسط فرق الطواقم الطبية من أخصائيي الرعاية الصحية ومختلف العاملين في خط الدفاع الأول في الدولة في عملهم، تواصل "زينب" عملها لا سيما مع استمرار انتشار الحالات الإصابة بالفيروس، حيث كرمها مكتب فخر الوطن، تقديراً لرحلة عطاء ممتدة لأكثر من ثلاثة عقود من العمل كممرضة بالدولة.
في وسط مسؤليتها الإنسانية والوطنية لإسعاف مرضى "كورونا"، لم تنس رد الفضل لزوجها؛ الذي تحمل هو الآخر عنها أشغال المنزل وخلافه، وتقول: "أشعر بالامتنان الأكبر لزوجي لما قدمه لي من دعم، ولعائلتي التي حفزتني وشجعتني على مواصلة عملي".
زينب: واصلت الدعاء قدر الإمكان.. والدولة قدرت عملي
وتواصلك "كنت أنسى أن أتناول طعامي في بعض الأحيان، ولم يكن باستطاعتي غض الطرف عما يحدث في بيتي مع عائلتي.. عندما كنت أعود إلى المنزل، أبقى في غرفةٍ منفصلة وأستخدم حمامًا منفصلًا على سبيل الاحتياط، وواصلت الدعاء قدر الإمكان".
بابتسامة مطمئنة تقول "زينب" عن تكريمها: "تأثرت كثيراً لقيام هذه الشخصيات المرموقة والمهمة بتقدير مساهمتنا، فأنا مجرد ممرضة رغبت بمساعدة الناس، لكنهم قدروا عملي، وأفتخر بتمكني من تحقيق آمال والدي، إن مساعدة المرضى على التعافي تبعث بالمرء شعوراً لا يوصف".