أكد سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة ورئيس مجلس إدارة هيئة البيئة في أبوظبي، اليوم، أن الدولة تبنت مجموعة واسعة من السياسات أبرزها التنويع الاقتصادي وتنويع مصادر الدخل للانتقال من اقتصاد قائم على النفط إلى اقتصاد متنوع ومستدام قائم على المعرفة والابتكار؛ حيث الاقتصاد الأخضر والاقتصاد الدائري.
وقال سموه، بمناسبة يوم البيئة الوطني الـ24 الذي يصادف الرابع من فبراير، تحت شعار "التعافي الأخضر"، إن دولة الإمارات تبنت نهجا يقوم على الموازنة بين متطلبات التنمية والاعتبارات البيئية قادرة على تحقيق التعافي الأخضر بفضل نهجها المتوازن لتحقيق التنمية المستدامة.
كما أكد سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان حرص دولة الامارات على تبني توجهات التعافي الأخضر مع مراعاة الاعتبارات البيئية.
وشدد سموه على أهمية المحافظة على النتائج الإيجابية التي تحققت في البيئة خلال الفترة الماضية نتيجة للإجراءات المتخذة لاحتواء التفشي الوبائي لفيروس "كورونا".
وواصل أنه مع التركيز على تبنى توجهات التعافي الأخضر الذي يساهم في تحقيق التعافي الاقتصادي بشكل يراعي البيئة من خلال اتباع نهج مختلف.
ولفت سموه أن وكالة الطاقة الدولية أشارت إلى انخفاض انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون في العالم بمعدل 8% في العام 2020 بسبب جائحة كورونا وهذه النسبة تعادل نسبة التخفيض السنوية المطلوبة خلال العقد الحالي.
وتابع أن ذلك من أجل الحد من الاحتباس الحراري العالمي إلى أقل من 1.5 درجة مئوية حيث تقدر الدراسات أن هذا الانخفاض المؤقت لن يمنع سوى حوالي 0.01 درجة مئوية من الاحتباس الحراري.
وقال سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان إن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية تتوقع أن يكون للتغير في أنماط الاستهلاك واستخدام الموارد نتيجة جائحة كورونا تأثير ضئيل جدا على تغير المناخ.
وأضاف أنه يرى الخبراء أنه بدون التغيير الجذري لاستخدام الموارد ووضع التزامات بخفض الانبعاثات من قبل الدول فسيكون انخفاض الانبعاثات الناتج عن الجائحة مؤقتا ولن يكون له تأثير يذكر على تركيزات غازات الدفيئة التي تراكمت في الغلاف الجوي على مدى عدة عقود.
وأشار سموه إلى النتائج الإيجابية التي تحققت في البيئة في إمارة أبوظبي لافتا إلى انخفاض إنتاج الطاقة في إمارة أبوظبي بمعدل 5% خلال العام 2020 مقارنة بما كان متوقعا في الظروف العادية.
وتابع أنه لوحظ أن استهلاك المياه قد ارتفع بنسبة 2 - 5% وهو ما قد يكون مرتبطا بزيادة ممارسات الغسيل والتنظيف الذي أصبح مفهوما عالميا ووسيلة مثلى للوقاية والحد من انتشار فيروس كورونا المستجد.
أما فيما يخص قطاع النقل فقد انخفضت حركة المركبات على الطرق بمعدل يتراوح بين 25% و63% خلال فترات الاغلاق المختلفة.
وقال سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان إن كل ذلك أدى إلى انخفاض في انبعاثات غازات الدفيئة في الإمارة بنحو 4 - 12% خلال العام 2020 عما كان متوقعا في الظروف الطبيعية.
وأكد أن هذه النتائج الإيجابية تمنحنا المزيد من الأمل وتؤكد على أننا قادرون على أن نعمل معا نحو خلق مستقبل مستدام للبيئة.
وأشار سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان إلى أن هيئة البيئة في أبوظبي بدأت في تنفيذ خطتها الاستراتيجية المؤسسية للفترة 2021 - 2025 التي تركز على مواجهة التحديات البيئية والتي ستساهم بشكل كبير في دعم الجهود التي تبذلها الدولة للتعافي الأخضر.
وأوضح أن الاستراتيجية الجديدة التي تضم 7 أولويات استراتيجية مدعمة بـ4 ممكنات مؤسسية تركز على تحقيق المرونة البيئية لإمارة أبوظبي.
وتابع أنه من خلال التخفيف والتكيف مع التغير المناخي وحماية جودة الهواء والمياه البحرية والإدارة المستدامة لموارد المياه الجوفية وضمان جودة التربة وتمكين الإدارة المثلى للنفايات وتشجيع مبادئ الاقتصاد الدائري وصون وحماية وتعزيز التنوع البيولوجي الثري الذي تزخر به الإمارة.