ألقى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" كلمة بمناسبة "يوم البيئة الوطني"، الرابع والعشرين، الذي يصادف الرابع من فبراير من كل عام..
إن "يوم البيئة الوطني"، الذي تنظمه دولتنا، للعام الرابع والعشرين على التوالي، هو مناسبةٌ مهمة، نجدد فيها، قيادةً وشعباً، التزامنا الوطني والأخلاقي بالحفاظ على مواردنا البيئية، واستثمار ثرواتنا الطبيعية بالقدر الذي يحقق التنمية، ويصون الموارد، ويحد من التلوث، ويحفظ للحياة الطبيعية توازنها، ويضمن للأجيال القادمة حقوقها.. وتلك هي التنمية المستدامة في قمة مقاصدها وممارساتها، وهذا ما جعلته "الاستراتيجية التنموية الوطنية للخمسين سنة المُقبلة"، بعضا من غايتها.
إن العمل من أجل البيئة، حمايةً واستدامةً لمواردها، هو مسيرةٌ التزمتها دولتنا، وما زالت عليها، منذ تأسيسها على يد الوالد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، فهو القائل، طيب الله ثراه: "نأخذ من بيئتنا قدر حاجتنا، ونترك فيها ما تجد فيه الأجيال القادمة مصدراً للخير ونبعاً للعطاء". ولقد اتخذت حكومتنا تلك المقولة منهاجاً، وترجمتها إلى سياسات واستراتيجيات وتشريعات وخطط وبرامج ومؤسسات، ضمانًا لتوازن إيجابي بين متطلبات النمو الاقتصادي والاجتماعي، واستحقاقات صون البيئة.
أبنائي المواطنين والمواطنات ..
تميَّز القائمون على "يوم البيئة" وتوفّقوا في اختيارهم "التعافي الأخضر" شعارًا ليوم البيئة الوطني الرابع والعشرين. فمثلما استطعنا التعامل بنجاح فائق مع تحدي "جائحة كوفيد 19" وتداعياتها الصحية والاجتماعية والاقتصادية، فنحن قادرون على تحقيق التوازن المنشود بين النمو والحفاظ على البيئة، في استدامةِ مواردها، وصونِ تنوعها البيولوجي، ضمانًا لبيئة خضراء نظيفة وآمنة، تساهم في توفير الرخاء والرفاهية والصحة والاستقرار والسعادة لنا وللأجيال القادمة.
إن الجهود المنظمة التي بذلتها دولتنا، على مدار السنوات السابقة؛ وتبنيًا لمعايير الاقتصاد الدائري، وتوسعًا في استخدامات الطاقة المتجددة حفاظًا على المخزون الوطني من المياه الجوفية، إلى جانب تطوير الأنماط الزراعية المناسبة للبيئة والمناخ وإقامة المزيد من المحميات وبرامج حماية الأنواع المهددة بالانقراض، عواملُ ستعزز من قدرتنا على ضمان التعافي الأخضر المنشود.
ويعدّ تحقيق "التعافي الأخضر" عملا جماعيا، يعتمد على مشاركة كافة مكونات المجتمع، وتأكيدًا لهذا فإننا نجدد الدعوة لمؤسساتنا الحكومية، وشركات قطاعنا الخاص وجمعيات النفع العام، والأسرة وأفراد المجتمع إلى تحمل مسؤولياتهم المجتمعية والأخلاقية والإنسانية، في حماية بيئتنا، وتنمية مواردها، وصيانة مكوناتها.
وفقكم الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.