أعلن الدكتور ديفيد سيمون، رئيس وحدة العناية المركزة ICU في مستشفى ميديكلينيك العين، واختصاصي الأمراض المعدية والحالات الحرجة، اليوم، تعافيه من فيروس كوفيد -19.
وقال الطبيب، البالغ من العمر 48 عاما، إنه واجه تجربة صعبة في الإصابة بالمرض أثناء إنقاذه لحياة الآخرين.
وحكى الطبيب المتعافي تجربته الصعبة، موضحاً أنه كان كوفيد-19 شيئاً جديداً وغير مسبوق على الإطلاق، واعتبر اجتياح الفيروس العالم في أوائل 2020 كارثة بيولوجية بالمقاييس الطبية.
وأضاف أنه "تكمن الصعوبة التي واجهناها في أن التعامل مع الفيروس بشكل استباقي غير ممكن، نحن نتعامل معه بعد حدوثه وانتشاره، ووقتها لم تكن لدينا أية وصفاتٍ طبيةٍ أو نهج معتمد للتعامل معه، ولم نكن مستعدين لتطبيق استراتيجيات التهوية وغيرها من العمليات الضرورية لاحتوائه".
وسرعان ما طور الدكتور سيمون استراتيجية للتعامل مع العدد المتزايد من المرضى المحجوزين في وحدة العناية المركزة وعلاجهم، كما شارك تجربته مع زملائه الأطباء وأثنى على دائرة الصحة بأبوظبي لدعمها المستمر لهم.
ويتذكر الدكتور سيمون تلك الفترة قائلا: "كنا نعمل على مدار الساعة ولم يدخر أيٌ منا جهدًا في تقديم يد العون لأولئك الذين يصارعون المرض. وتمكنَا من تقدير عدد المرضى المتوقع بدقة، كانوا من جنسياتٍ مختلفة وفئاتٍ عمريةٍ متفاوتة وتباين مدى تأثرهم بالفيروس".
ويتابع: "كنت أحياناً أرى مرضى في العقد التاسع من العمر يتعافون بسهولة، بينما يصل بعض الشباب في الثلاثينيات من أعمارهم إلى مراحل حرجة. واستمر أحد المرضى على جهاز التنفس لمدة ثلاثة أشهر بشق حنجري، ولكنه تمكن من النجاة، والحقيقة أن قصص الشفاء تلك هي ما أمدنا بالطاقة الإيجابية، وكان فصل المصابين عن أجهزة التنفس الاصطناعي وعودتهم سالمين لمنازلهم داعما مكنني من الاستمرار في العمل برغم قسوة الوضع".
واتخذت مواجهة الدكتور سيمون للمرض منعطفاً جديداً في مايو 2020، حينما تبدلت الأدوار وانقلب وضعه من طبيب إلى مريض.
ويقول: "بدت عليّ أعراض فيروس كوفيد-19، وكنت الصورة النمطية لكوفيد-19؛ فقد أظهرت صور الأشعة بعض البقع المعتمة في رئتي، وبصراحة شعرت وقتها بالخوف الشديد بسبب تفاقم حالتي بسرعةٍ كبيرة".
وأضاف: "قد كان الضعف الذي شعرت به مختلفاً تمامًا عن أي ضعفٍ اختبرته في حياتي، ولم يمكن بإمكاني التحرك مسافة مترين للوصول إلى دورة المياه، إلا أنني جلست على سريري وشاركت بالمكالمات الجماعية بمجرد شعوري بالقليل من التحسن".
وأكد أنه لم أتمكن من رؤية أبنائه وزوجته التي تعمل كطبيبة تخدير، كنت أتكلم معهم عبر الهاتف فقط.
كان الجلوس في تلك المساحة الصغيرة صعباً وغريباً وشعر أنه معزولٌ عن الجميع: "كنت أعد الأيام التي تفصلني عن العودة لعملي. وقمت بأخذ علاجٍ مضاد للفيروسات سريع المفعول".
ولحسن الحظ تعافى الدكتور سيمون بعد مرور أسبوعين على الحجر المنزلي، وتمكن من العودة للعم.
ويشير إلى أن خبرة المرض غيرت من تعامله مع المرضى فيقول: "جعلتني الإصابة بالمرض أكثر تعاطفًا مع المرضى أثناء تأدية عملي، أصبحت أتحدث إليهم مستشعرًا ما يمرون به. كما ساعدني التشافي على التعامل مع عائلاتهم على الصعيد العاطفي الأمر الذي كان التحدي الأصعب.
إذ لم يكن يسمح بزيارة مرضى كوفيد-19 وكنا مسؤولين عن مقابلة عائلات المرضى وتزويدهم بتقارير يومية حول حالة أحبائهم. وتكمن صعوبة الأمر في الحالات التي تتراجع صحة المريض فيها ونحتاج لإخبار أهله، لكن بعد شفائي أصبحت قادرًا على طمأنتهم بأني أنا شخصيًا تعافيت من المرض، فأصبحت الأمور أكثر سهولة".