حالة من القلق والضيق والإزعاج، انتابت الأهالي القاطنة بالمنازل والواحات في بلدية العين، بعدما شهدت المدينة انتشاراً واسعاً من حشرة "سوسة النخيل"، بل اشتد الأمر وصعب عندما بات يهدد العائد المادي من ثمار النخيل وتلبية احتياجات الصحة العامة.
وكشفت بلدية مدينة العين، اليوم، عن نجاحها في القضاء على الآفة الضارة عبر استخدام تقنية جديدة، موضحة أنه جرى القضاء على آفة سوسة النخيل الحمراء من خلال استخدام تقنية المصائد الفرمونية الجافة عبر تطبيقها خلال 2020 في واحات مدينة العين والمنازل، لتقليل أعداد النخيل المصابة من هذه الآفة التي تؤثر على إنتاجية النخيل.
وأكدت البلدية أنه جرى استخدام التقنية في عام 2020 إلى بحوالي 2459 مصيدة توزعت على الواحات والمنازل في مدينة العين، والتي ساهمت في التخلص من ما يزيد عن 38 ألف حشرة "سوسة النخيل" ما ساعد على زيادة الدخل المادي من ثمار النخيل.
وعن التقنية الجديدة، أوضحت البلدية أنها تقنية المصائد الفرمونية الجافة تعمل من خلال نظام تشغيل المصيدة الذي ينشر الروائح الفرمونية والكرمونية من الكبسولات التي تعمل عبر غرفة زجاجية "غرفة الرنين" داخلية مغلفة بالمرايا بالكامل والتي تولد ذبذبات كهرومغناطيسية ميكروويف "أشعة الليزر"، يوجد في سقفها فتحة صغيرة تحيطها زجاجة تسمح بدخول أشعة الشمس الطبيعية بكميات قليلة جدا لتنعكس الأشعة في الغرفة على المرايا الداخلية مما يساهم على جذب حشرات سوسة النخيل الذي يساعد بدوره من التخلص منها بصورة كبيرة ومستمرة.
وقال المهندس سهيل التميمي من قسم مكافحة الآفات الزراعية بالبلدية، اليوم، إن التقنية مرت بعدة مراحل من الدراسة والاختبار من خلال التجربة التي ركزت على كيفية جذب حشرة سوسة النخيل للتحدي في الطرق المستخدمة في خروج هذه الحشرة من باطن الأرض والقضاء عليها ولكن بعد استخدام التقنية كانت نتائج التجربة جيدة جدا ومشجعة في استخدامها كبديل عن المصائد التقليدية التي تشكل طبقة من العفن على سطح الماء وعائق باصطياد الحشرة.
وأضاف أن التصميم الخارجي الهرمي للمصيدة من خلال الخطوط المحفورة بالسطح الخارجي الذي يسهل عملية دخول الحشرة وعدم مقدرتها على الخروج وذلك لميلان السطح الداخلي للمصيدة ونعومته ووجود خيوط من النايلون يشكلان عائقا كبيرا للسوسة لعدم وجود الرطوبة وتركيز الحرارة العالية في المصيدة.
وأشار التميمي إلى أن التقنية تعد الأفضل عن باقي الوسائل الأخرى من خلال سهولة استخدام الجهاز الذي لا يحتاج إلى عمالة مدربة لتشغيله.
وزاد أن مدة تشغيله ومتابعة تنظيفه لا تحتاج أكثر من دقيقة وانخفاض كلفة الصيانة مقارنة بالأجهزة التقليدية التي تحتاج الى صيانة دورية كل أسبوع أو عشرة أيام وذلك لاستخدامها مصائد جافة يمكن زيارتها كل 3 أشهر للتأكد من مستوى الفيرمون، بالإضافة إلى أن المواد المستخدمة في هذه التقنية صديقة للبيئة لعدم استخدامها مواد كيميائية تضر بالتربة.