أكد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة أن تأسيس مجمع القرآن الكريم في الشارقة جاء ليكون مكاناً يجمع تحت قبابه، روائع ونوادر ما يتصل بكتاب الله ـ تبارك وتعالى ـ من مخطوطات وكتب ولوحات قيمة، ومقتنيات للأعلام البارزين، الذين كان لهم دور واضح على مدى قرون الإسلام في خدمة القرآن الكريم.
جاء ذلك خلال كلمة سموه التي ألقاها مساء اليوم الخميس، في حفل تخريج الدفعة الأولى للقراء المجازين من مجمع القرآن الكريم بالشارقة والذي أقيم في قاعة المدينة الجامعية.
وقال صاحب السمو حاكم الشارقة: "نجتمع اليوم بعد توفيق الله في مناسبة انتظرتُها طويلًا، وحالت دون تحققها ظروف صعبة يمر بها العالم أجمع، فمنذ اللحظة الأولى لوضع حجر الأساس لمشروع مجمع القرآن الكريم بالشارقة، كانت الجهود تبذل بالتوازي في ميدان الإقراء من خلال المقارئ الإلكترونية، يقوم عليها مقرئون ومقرئات، على مدار الساعة، وبمجرد الإعلان عن هذا المشروع، بدأت التلاوات القرآنية على مختلف القراءات العشر الكبرى والصغرى، تتلى آناء الليل وأطراف النهار، وتزايدت أعداد القراء من مختلف قارات العالم ودوله، فالمقارئ الإلكترونية في المجمع تستقطب اليوم أكثر من 125 دولة حول العالم".
وأضاف سموه: "لولا ما يمر به العالم من ظروف صعبة، تحـول دون اجتماعهم اليوم في الشارقة، لضمت هذه القاعة أكثر من 250 مجازا بمختلف القراءات بالسند المتصل إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وبعدد ختمات تجاوزت الـ 400 ختمة".
ووجه سموه نصائح للخريجين والخريجات، قائلاً: "إنكم تحملون في صدوركم أعظم كلام يحمل في الصدور، وتشرفتم بحفظه وقراءته بالسند المتصل، وهذا شرف لا يجاريه شرف، ومنقبة ليس مثلها منقبة، فاحرصوا على أن تكونوا خير سفراء لهذا الدين، وتمثلوا القرآن في معاملتكم، فديننا أساسه التعامل والخلق، ألم يقل الرسول الكريم ــ صلى الله عليه وسلم ــ: «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق»؟ ألم يثن عليه ربه فيقول: {وإنــك لعلى خلـق عظيم}؟ والمجتمع يجعلكم قدوة، فكونوا خير من يـقتدى به، وأضيفوا إلى ما تحملون في صدوركم من كلام الله، العلم النافع، والعمل الصالح، فبمثل هذا تنهض الأمم".
وقال سموه: "لقد أنزل الله ــ تبارك وتعالى ــ كتابه العزيز، لا ليوضع في الأدراج أو يركن على الرفوف، ولا لتزين به المجالس والمكتبات، ولا لنتباهى به، ولو فعلنا هذا فسيكون شاهدا علينا لا لنا، إنما أنزله الله لنتلوه متدبرين معانيه، مطبقين أوامره منتهين عن نواهيه، ولا أمل من تكرار نصيحتي التي قلتها في أكثر من مناسبة، علينا أن نتدبر القرآن أثناء تلاوته، وللأسف الشديد، أصبح البعض يقرأه ويختمه مرات ومرات، وهو لا يعلم ما يقرأ، ولا يفقه ما يتلوا، يقول الله ــ تبارك وتعالى ــ: {كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته}، ويقول: {أفلا يتدبرون القرآن، أم على قلوب أقفالها}".
وتخلل الحفل نماذج من تلاوة الخريجين والخريجات والتي تلاها كل من عبدالرحمن طارق برواية السوسي عن أبي عمرو البصري وعبدالرحمن وادي برواية ابن ذكوان عن ابن عامر الشامي وسلمى يوسف عوض برواية رويس عن يعقوب وساجدة العوضي برواية ابن وردان عن أبي جعفر، بالإضافة إلى تلاوة بالقراءات العشر للخريج إياد محمد يوسف، وختمة قرآنية برواية ورش عن نافع للخريج محمد نبيل حامد.
وقام صاحب السمو حاكم الشارقة بتسليم الخريجين والخريجات شهاداتهم، مهنئاً إياهم هذا الإنجاز العظيم ومتمنياً لهم التوفيق والسداد.
حضر حفل التخريج .. كل من الشيخ محمد بن حميد القاسمي رئيس دائرة الإحصاء والتنمية المجتمعية، والشيخ عبدالله بن محمد القاسمي مدير فرع الهيئة العامة للشؤون الاسلامية والأوقاف بالشارقة، ومعالي عبدالرحمن بن محمد العويس وزير الصحة ووقاية المجتمع، وعدد من السادة أعضاء المجلس التنفيذي رؤساء الدوائر المحلية، وكبار المسؤولين، وعدد من أصحاب الفضيلة العلماء، وذوي الخريجين والخريجات، وممثلي وسائل الإعلام.