أكدت دولة الإمارات العربية المتحدة أن الحل الوحيد المستدام لتخطي الأوضاع المتدهورة في الأراضي الفلسطينية، يتمثل في تحقيق حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية، وفقاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، ومرجعيات مؤتمر مدريد، ومبادرة السلام العربية.
جاء ذلك خلال البيان الذي قدمه وفد دولة الإمارات لدى الأمم المتحدة إلى المناقشة العامة الربع سنوية المفتوحة التي عقدها مجلس الأمن حول "الحالة في الشرق الأوسط، بما في ذلك القضية الفلسطينية"، لافتاً إلى التحديات الإنسانية والسياسية والاقتصادية الصعبة التي يواجهها الشعب الفلسطيني، خاصة في ظل انتشار جائحة كوفيد-19، وعرقلة العملية السياسية.
كما شدد بيان دولة الإمارات وكأولوية فورية، على ضرورة تعزيز دعم المجتمع الدولي الملموس والعملي والعاجل للقطاعات الحيوية في الأرض الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك قطاعي الصحة والتعليم، منوّهاً في هذا السياق إلى الدعم الغذائي والصحي الذي قدمته دولة الإمارات مؤخراً والتي تعكس التزامها التاريخي تجاه الشعب الفلسطيني الشقيق، حيث بلغ ما قدّمته دولة الإمارات من دعم للشعب الفلسطيني خلال الفترة من 2013 إلى 2020 أكثر من 840 مليون دولار أمريكي خصصت لتمويل القطاعات الحيوية ودعم جهود التنمية في الأراضي الفلسطينية، هذا بالإضافة إلى مساعداتها الغذائية الأخيرة، بقيمة.2 6 مليون دولار، لآلاف العائلات الفلسطينية في قطاع غزة ، فضلاً عن إرسالها أكثر من 30 سيارة إسعاف ومجموعة من الإمدادات الطبية واللقاحات منذ بدء جائحة كوفيد-19.
وشددت الإمارات على ضرورة قيام المجتمع الدولي بالحفاظ على الوقف الأخير لإطلاق النار، فضلاً عن تشجيع الجهود والإجراءات التي من شأنها منع التصعيد والنهوض بخيار المفاوضات، كما حثت على ضرورة العمل على حماية آفاق حل الدولتين وكسر الجمود في العملية السياسية لإعادة إطلاق عملية سلام ذات مصداقية.
وأكدت في هذا السياق على دعمها للجهود الإقليمية والدولية الرامية الى الدفع قدماً بهذه العملية، وخصت بالذكرِ جهود كلٍ من جمهورية مصر العربية والمملكة الأردنية الهاشمية اللتين ساهمتا في التوصل إلى وقفٍ لإطلاق النار.
وشدد البيان في هذا السياق على ضرورة وقف كافة الممارسات غير الشرعية في الأراضي الفلسطينية المحتلة المهددة لحل الدولتين والمنتهكة في نفس الوقت للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها أنشطة بناء وتوسيع المستوطنات، ومصادرة وهدم الممتلكات الفلسطينية، والتهجير القسري للسكان، وأكد أيضاً على ضرورة الحفاظ على الوضع القانوني لمدينة القدس الشرقية، وتمكين الفلسطينيين من ممارسة شعائرهم الدينية، واحترام الدور التاريخي للملكة الأردنية الهاشمية في رعاية المقدسات في مدينة القدس.
واختتمت دولة الإمارات بيانها في مجلس الأمن بتجديد موقفها الذي يحث على مواصلة العمل مع شركائها الإقليميين والدوليين، لإنهاء دوامة الصراع في الشرق الأوسط، وذلك إنطلاقاً من إيمانها التام بأن شعوب المنطقة، الفلسطينية والعربية والإسرائيلية، كغيرها من شعوب العالم تستحق أن تنعم بالعيش الكريم في دولٍ مستقرة، ومجتمعاتٍ آمن، يسودها التسامح والازدهار، ويتمكن فيها الإنسان من تحقيق آماله وطموحاته.