أعلنت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية، اليوم، أن ذراعها التشغيلي، شركة نواة للطاقة أتمت ربط المحطة الثانية من محطات براكة للطاقة النووية السلمية بشبكة الكهرباء الرئيسية في دولة الإمارات العربية المتحدة على نحو آمن، وذلك بعد بداية تشغيل المحطة الثانية أواخر أغسطس، وبالتالي إنتاج أول ميغاواط من الكهرباء الخالية من الانبعاثات الكربونية من ثاني محطات براكة الأربع.
وبعد بداية تشغيل مفاعل المحطة الثانية في 27 أغسطس 2021، أصبحت محطات براكة أول مشروع للطاقة النووية متعدد المحطات يدخل مرحلة التشغيل في العالم العربي، وهو ما يعكس المستوى المتقدم للخبرات الإماراتية في تطبيق اللوائح المحلية والمعايير العالمية، فضلاً عن المهارات والخبرات الدولية لفرق العمل التي تقودها الكفاءات الإماراتية والتي حققت هذا الإنجاز المهم.
وتواصل محطات براكة تقديم نموذج للمشاريع الجديدة المتعلقة بالطاقة الصديقة للبيئة على مستوى العالم، حيث تم الاستفادة من المعارف والخبرات التي طورها فريق التشغيل في المحطة الأولى في براكة من خلال ربط المحطة الثانية بالشبكة بشكل أكثر فعالية عبر تقليل الزمن بين بداية التشغيل والربط بالشبكة بنسبة 10%، وفي نفس الوقت مواصلة الالتزام بأعلى معايير السلامة النووية والتميز التشغيلي.
ومع اكتمال عملية ربط ثاني محطات براكة بشبكة الكهرباء، يستمر العمل في المحطة نحو إضافة 1400 ميغاواط من الطاقة الصديقة للبيئة لشبكة كهرباء دولة الإمارات العربية المتحدة.
كما يسهم هذا الإنجاز في تحقيق أهداف مؤسسة الإمارات للطاقة النووية والشركات التابعة لها لتوفير ما يصل إلى ربع احتياجات الدولة من الكهرباء الصديقة للبيئة على مدار الساعة، مع المساهمة في خفض الانبعاثات الكربونية التي تعد السبب الرئيسي للتغير المناخي.
وتُعد عملية ربط المحطة الثانية مع الشبكة خطوة مهمة في مرحلة الاستعداد للتشغيل التجاري للمحطة والتي تم خلالها مواءمة مولد المحطة الثانية مع متطلبات شبكة نقل الكهرباء الرئيسية في الدولة.
وبعد إتمام عملية الربط مع الشبكة، سيبدأ فريق تشغيل المحطة الثانية في براكة في عملية الرفع التدريجي لمستويات طاقة المفاعل والتي تعرف بـ"اختبار الطاقة التصاعدي"، إذ تلتزم أنظمة المحطة بالعمل وفق أفضل الممارسات العالمية لضمان التقدم بأمان نحو الإنتاج الكامل للكهرباء، وعند اكتمال هذه العملية ستنتج المحطة الثانية مايقارب 1400 ميغاواط من كهرباء الحمل الأساسي.
وستتم كافة الاختبارات تحت الإشراف المستمر للهيئة الاتحادية للرقابة النووية، الجهة المستقلة والمسؤولة عن تنظيم الأنشطة النووية في دولة الإمارات، والتي أجرت حتى الآن أكثر من 335 عملية تفتيش منذ بدء تطوير محطات براكة إلى جانب أكثر من 42 مهمة مراجعة من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والرابطة العالمية للمشغلين النوويين.
وعملت فرق العمل المختصة في "نواة" بشكل وثيق مع شركة شركة أبوظبي للنقل والتحكم "ترانسكو" التابعة لشركة أبوظبي الوطنية للطاقة "طاقة"، والتي قامت ببناء الخطوط الهوائية لربط محطات براكة للطاقة النووية بشبكة أبوظبي، مما يضمن وصول الطاقة التي تنتجها محطات براكة بأمان للمستهلكين في جميع أنحاء دولة الإمارات .
ومن خلال تزويد ملايين المنازل والشركات في قطاعات الأعمال بالطاقة الكهربائية الوفيرة والصديقة للبيئة من محطات براكة، تقود مؤسسة الإمارات للطاقة النووية أكبر الجهود المبذولة في المنطقة للحد من الانبعاثات الكربونية، ولا سيما أن المحطات أصبحت الآن أكبر مصدر منفرد للكهرباء الخالية من الانبعاثات الكربونية في دولة الإمارات والعالم العربي.
وتُعد محطات براكة الواقعة في منطقة الظفرة بإمارة أبوظبي، واحدة من أكبر محطات الطاقة النووية في العالم، وتضم 4 محطات متطابقة تضم كل منها تصميم المفاعل المتقدم من طراز APR-1400 ، حيث بدأت العمليات الإنشائية في أولى عام 2012، وتقدمت بشكل آمن وثابت منذ ذلك الحين.
وتنتج المحطة الأولى آلاف الميغاواط من الكهرباء الصديقة للبيئة على مدار الساعة، بينما وصلت الأعمال الإنشائية في المحطتين الثالثة والرابعة إلى مراحلها النهائية بنسب إنجاز 95 % و91 % على التوالي، مع تطبيق الخبرات والدروس المستفادة من المحطتين الأولى والثانية، فيما وصلت نسبة الإنجاز الكلية في المحطات الأربع إلى أكثر من 96%.
وستنتج المحطات الأربع فور تشغيلها بالكامل ما يصل إلى 5600 ميغاواط من الكهرباء الخالية من الانبعاثات الكربونية لأكثر من 60 عاماً.