أعلنت هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية، العمل على تنفيذ خطة تنموية زراعية شاملة تهدف إلى رفع كفاءة الإنتاج الزراعي المستدام في إمارة أبوظبي.
وتعتمد الخطة مبدأ التخطيط المناطقي لمزارع الإمارة، بحيث يتم تحديد المناطق المتشابهة من حيث مقومات التنمية والموارد، ووضع إجراءات تطويرية لها بهدف صياغة خطة شاملة تعتمد نهج الزراعة الذكية مناخياً، بما يضمن تعزيز التنمية المستدامة في أبوظبي.
وأكد سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة رئيس مجلس إدارة هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية أن تنفيذ "الخطة الشاملة للاستدامة الزراعية" يأتي انسجاماً مع إعلان حكومة دولة الإمارات المبادرة الاستراتيجية لتحقيق الحياد المناخي بحلول 2050، ويتماشى مع التوجهات العالمية الرائدة في مجال تعزيز منهج الزراعة الذكية مناخيا للنهوض بقطاع الزراعة وإنتاج الغذاء في إمارة أبوظبي.
وأوضح سموه أن مبادرة الحياد المناخي تسهم في تعزيز التنمية المستدامة وتدعم الابتكار وتوطين التكنولوجيا وتطوير تقنيات الزراعة الحديثة والأمن الغذائي والمحافظة على الموارد الطبيعية.
ما هي الزراعة الذكية مناخياً؟
وتعرف الزراعة الذكية مناخياً بأنها نهج متكامل لإدارة الأراضي الزراعية والثروة الحيوانية، والغابات والمسطحات الخضراء، ومصائد الأسماك، وتهيئة النظم الزراعية للاستجابة بفعالية للتغيرات المناخية، بما يضمن تحقيق الأهداف الثلاثة المتمثلة في زيادة الإنتاجية والعائد الاقتصادي من الزراعة بصورة مستدام والتكيف مع تغير المناخ، والحد من انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري.
وأكدت هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية أن "الخطة الشاملة للاستدامة الزراعية" يتم إعدادها بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "الفاو".
وحققت الهيئة خطوات مهمة لضمان الاستغلال الأمثل للموارد الطبيعية، وبالأخص المياه، وتسعى لتحقيق المزيد بفضل اعتماد منهج الزراعة الذكية مناخيا وتطبيق إجراءات تشمل تقليل الاعتماد على المياه الجوفية غير المتجددة والتوجه نحو مصادر المياه المعاد تدويرها أو المياه المحلاة، وتنظيم توزيع المياه للمزارع من خلال محطات الري الجماعي، والتوجه نحو زراعة محاصيل أقل استهلاكا للمياه وأكثر قدرة على تحمل الظروف المناخية الصعبة والملوحة، إضافة إلى تفعيل أنظمة تشريعية من شأنها ترشيد استهلاك المياه.
كما أطلقت الهيئة منذ فترة برنامج "أبوظبي جاب" وهو النسخة المحلية للبرنامج العالمي للممارسات الزراعية الجيدة "جلوبال جاب" والذي يطبق معايير جودة الإنتاج الزراعي لضمان سلامة الغذاء والإدارة المستدامة للبيئة والمحافظة على صحة العاملين على إنتاجه.
ويتم منح المزارع التي تطبق هذه المعايير شهادة معتمدة عالميا، حيث بلغ عدد المزارع الحاصلة على هذه الشهادة 550 مزرعة ويتوقع أن يرتفع العدد إلى نحو 1500 مزرعة بنهاية 2022.
وحثت الهيئة أصحاب المزارع على التحول نحو الزراعة العضوية، مشيرة إلى أنها نجحت في مساعدة 75 مزرعة على التحول من الزراعة التقليدية إلى الزراعة العضوية.
وتعمل محطات الأبحاث التابعة للهيئة على تجربة زراعة محاصيل أساسية تساعد على تحقيق الأمن الغذائي والاستغلال الأمثل للموارد، مشيرة إلى جملة مبادرات تتبناها لدعم التوجه نحو التقنيات الحديثة، مثل استخدام خوارزميات متكاملة لتحديد المخاطر المحتملة لانتشار الأوبئة والأمراض الحيوانية، ودعم أنظمة الزراعة الذكية، ونظم الزراعة الرأسية ذات القدرة على إنتاج 5 إلى 10 أضعاف الإنتاج في الزراعة التقليدية، وتطبيق تقنيات الري بالتنقيط أو الري ثلاثي الأبعاد لتحسين كفاءة استهلاك المياه.