نجحت مدينة برجيل الطبية في أبوظبي، في علاج 3 مرضى بنوع من سرطان الدم يُعرف باسم الورم النقوي المتعدد، باستخدام زراعة نخاع العظم عبر الخلايا الجذعية، في سابقة طبية وتقنية كبيرة لوحدة زراعة نخاع العظم المتكاملة في مدينة برجيل الطبية وفريق العمل المسؤول، بقيادة الطبيب الإماراتي د. حميد الشامسي، مستشار الأورام السرطانية ومدير خدمات الأورام بمدينة برجيل الطبية، وتكللت رحلة العلاج بنجاح كبير أسهم في إنقاذ حياة المرضى الثلاثة الذين سافر أحدهم خصيصًا لتلقي هذا العلاج في أبوظبي.
هذا وتعدّ زراعة نخاع العظم باستخدام الخلايا الجذعية للمريض أحدث أساليب علاج سرطان الدم وأكثرها ابتكاراً، وتمثل نقلة نوعية في ستسهم في علاج الكثير من مرضى سرطان الدم في الإمارات العربية المتحدة والدول المجاورة، حيث لا يتطلب العلاج تبرّع شخص آخر بالخلايا الجذعية، بل يتم جمع الخلايا الجذعية السليمة من المريض وإعادة تغذية جسده بها.
ونفّذ الإجراءات الطبية الناجحة التي أدت إلى علاج المرضى الثلاثة فريق من أطباء مدينة برجيل الطبية المتخصصين في أمراض الدم والأورام السرطانية وغيرها، وذلك في وحدة زراعة نخاع العظام الجديدة المختصة بعلاج الحالات المعقدة من سرطانات وأمراض الدم لدى البالغين والأطفال.
إجراءات سلسة وسريعة
وكان أحد المرضى، وهو المواطن اللبناني أمين خير الدين البالغ من العمر 53 سنة، وصل خصيصاً إلى أبوظبي سعياً للحصول على العلاج الذي بدأت مدينة برجيل الطبية في تقديمه إلى الجمهور منذ شهر سبتمبر 2021، وخضع منذ وصوله إلى الإشراف المباشر للطبيب المسؤول د. حميد الشامسي في رحلة علاجية قال أمين إنها لم تستغرق سوى شهرين.
أما المريضين الآخرين، وهما المهندس الفلبيني المقيم في أبوظبي صمويل جالولون سانكوي (43 عاماً) ومريض آخر من جنسية عربية مقيم في إمارة الشارقة (51 عاماً)، فقد عبّرا كذلك عن امتنانهما لمدينة برجيل الطبية ودولة الإمارات وما وصفاه بالـ"الإجراءات السلسلة والسريعة" التي أفضت إلى تعافيهم من سرطان الدم.
كان صمويل قد تلقى العلاج في شهر نوفمبر 2021 قبل أن يغادر المستشفى في حالة مستقرة ليقضي فترة النقاهة في منزله بالشارقة.
وأفاد المريض الثالث - الذي لم يرغب بالإفصاح عن هويته- بتشخيص مرضه عام 2005، وخضوعه إلى العلاج بالأساليب الطبية التقليدية في أبوظبي منذ ذلك الحين وحتى علاجه في مدينة برجيل الطبية، وقال: "عانيتُ من هذا المرض لمدة 15 عاماً منذ تشخصيه لأول مرة، ولم يكن ثمة حلّ ناجع سوى بالسفر لتلقي العلاج في الخارج، وهو ما ينطوي على الكثير من التكاليف التي لا يمكنني تحمّلها، ولكنني استطعت الحصول على العلاج نفسه هنا، في أبوظبي، حيث أعيش وتعيش أسرتي، ولم أتكبد في سبيل ذلك أي تكاليف، في بادرة كريمة من مدينة برجيل الطبية".
متى تستخدم زراعة نخاع العظام؟
تستخدم زراعة نخاع العظام باستخدام الخلايا الجذعية للمريض في علاج أمراض منها اللوكيميا وفقر الدم اللاتنسجي والورم النقوي المتعدد (مايلوما) وسرطان الغدد اللمفاوية (ليمفوما)، نظرًا لخضوع هذه الفئات من المرضى للعلاج الكيميائي والذي يؤدي إلى تلف في نخاع عظم المريض.
وأكدت الدكتورة كيان محيدلي استشارية أمراض الدم رئيس وحدة زراعة نخاع العظم في مدينة برجيل الطبية، أن وجود هذه الوحدة يقدم للمرضى فرصة لتلقي العلاج في محيطهم المألوف وإلى جانب أسرهم وأصدقائهم من دون الحاجة إلى السفر للخارج، ما له تأثير إيجابي كبير في الحالة النفسية للمريض، وذلك أهمية كبيرة لتحسن حالة المريض وتعافيه.
وأضافت: "تعد مدينة برجيل الطبية واحدة من المستشفيات القليلة التي يتوفر بها هذا العلاج المتطور. افتتحنا وحدة زراعة نخاع العظم في سبتمبر، وقمنا منذ ذلك بعلاج العديد من المرضى ها هنا في أبوظبي، بدون الحاجة إلى السفر، وهذا أمر يهم المرضى وذويهم نظرًا لأن فترة العلاج تستغرق ما بين 4 إلى 6 أسابيع، كما يؤدي توفير العلاج داخل الدولة إلى توفير نفقات السفر والعلاج الباهظة وتجنب ارهاق السفر على المرضى نتيجة الحركة والتنقل".
ومن جانبه أكد د. حميد بن حرمل الشامسي، استشاري الأورام ورئيس قسم خدمات الأورام بمدينة برجيل الطبية أن الوحدة الجديدة تضم 13 سريراً وتتفرد بتصميمها الخاص المطابق للشروط والمواصفات الطبية والتقنية، والتي تضمن سلامة المرضى منذ دخولهم وحتى مغادرتهم.
وقال د. حميد: "تمتلك مدينة برجيل الطبية المقومات الطبية والتقنية والموارد البشرية المؤهلة لتقديم هذا العلاج المتطور في الإمارات العربية المتحدة، وهذا أخبار ستسعد كثيراً مرضى سرطان الدم هنا وفي ما يجاورنا من دول. تجدر الإشارة كذلك إلى ما يعنيه توفر هذا العلاج في الإمارات وفي مدينة برجيل الطبية، حيث يؤكد ذلك توفر مختلف المرافق والأدوات والتقنيات والبنية التحتية اللازمة لتقديم خدمات شاملة قبل وخلال وما بعد العلاج، ولنا الفخر بتأكيد توفر كل هذا بمدينة برجيل الطبية".
وأشار د. حميد كذلك الى الدور المهم والناجح الذي تقوم به زراعة نخاع العظم في علاج الأمراض غير السرطانية كالأمراض الوراثية مثل التلاسيميا، والأنيميا المنجلية، وفقر الدم الوراثي، وداء البلعمة، والأمراض المناعية كمرض نقص المناعة الوراثي.