كشفت مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية عن نجاح مستشفى القاسمي للنساء والولادة والأطفال في الشارقة التابع للمؤسسة، في تحقيق إنجاز يسجل لأول مرة في دولة الإمارات، من خلال علاج طفل من مرض التصلب اللويحي بنسبة نجاح عالية، مما يفتح باب أمل جديد للمصابين بهذا المرض في الدولة.
وتعكس الإنجازات الطبية في مستشفى القاسمي للنساء والولادة والأطفال الجهود المثمرة للطاقم الطبي المتكامل من أطباء وكادر تمريضي، فضلاً عن توفر الرعاية الطبية الفائقة للمرضى بعد العلاج، مما أسهم في خفض معدلات الإقامة في المستشفى وعودة الأطفال المرضى إلى حياتهم الطبيعية.
تفاصيل الحالة
تم تحويل طفل يبلغ من العمر 10 سنوات لمناظرته من قبل استشاري طب الأعصاب للأطفال وهو يعاني من ازدواج الرؤية وصداع وتراجع الأداء الدراسي بعد جولة بالعديد من المستشفيات بدون تشخيص، حيث قام الأطباء بفحص الطفل إكلينيكيا وتحديد الفحوصات المعملية والإشعاعية المطلوبة وتحديد خطة العلاج المناسب على أساس تشخيص نادر وهو التصلب اللويحي وهو مرض غالباً ما يصيب البالغين.
وبدأ العلاج للطفل فوراً بمشتقات الكورتيزون، ولكن لم يستجيب المرض فبادر الفريق الطبي باستخدام عقار (Ocrelizumab) حديث لأول مرة على مستوى الدولة ويتم حقن العقار على مدار ساعات في وجود متابعة حثيثة للطفل، وكانت النتائج مبشرة بفتح باب نجاة جديد وشفاء لهؤلاء الأطفال من مرض التصلب اللويحي.
الريادة في المجال الصحي
وأكد الدكتور عصام حوير مدير إدارة المستشفيات في مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية الحرص على التطوير المستمر للمستشفيات وفق أعلى المعايير العالمية، وتقديم أفضل الخدمات التشخيصية والعلاجية، واستقطاب أحدث الأجهزة المتطورة عالمياً وتدريب الكوادر الطبية لتحقيق التميز، بما يسهم في ترسيخ ثقة المرضى بكفاءة الخدمات الصحية في مستشفيات المؤسسة، وذلك في إطار رؤية المؤسسة لتعزيز أنظمة الجودة والسلامة العلاجية والصحية وفق أعلى معايير التميز والاحترافية وتحقيق الريادة في المجال الصحي.
تخفيف آلام المرضى وتغيير حياتهم
وأثنى مدير إدارة المستشفيات على أداء الطاقم الطبي في المستشفى والذي استطاع تحقيق سمعة متميزة وحجز مكانة طبية بارزة، لما حققه من إنجازات لتخفيف آلام المرضى وتغيير حياتهم نحو الأفضل، بفضل حرص القيادة الرشيدة على دعم القطاع الصحي لتقديم خدمات الرعاية الصحية بما يناسب أفضل الممارسات العالمية، مشيراً سيادته إلى خطط المؤسسة لتعزيز الابتكار والتميز واعتماد أحدث سبل العلاج في مستشفياتها، من خلال استقطاب كفاءات طبية وعلمية متخصصة وأحدث التقنيات الطبية، وتطبيق معايير الجودة والتميز في المستشفيات، وفق تطلعات وثيقة مبادئ الخمسين ومئوية الإمارات.
وأشارت الدكتورة صفية الخاجة مدير مستشفى القاسمي للنساء والولادة والأطفال إلى أن المستشفى يمتلك جميع الإمكانات والأدوات المتطورة، إلى جانب الكفاءة المتميزة للطاقم الطبي الذي يتعامل بنجاح مع الحالات المرضية النادرة، من خلال توفير أفضل الخدمات التشخيصية والعلاجية ووفق أفضل الممارسات الطبية المعمول بها عالمياً.
وشكرت الفريق الطبي على ابتكار اول بروتوكول لعلاج مثل هذه الحالة إضافة إلى مواصلة تطبيق أفضل بروتوكولات العلاج والرعاية الصحية للمرضى. وأشارت ان نسبة حدوث مرض التصلب اللويحي (MS) في الاطفال تعد نادرة (أقل من 5%) وأن تأخر التشخيص أو العلاج قد يؤدى إلى تدهور هذه الحالات وتنصح إلى تحويل الحالات المشتبه بها إلى مركز طبي متخصص في طب أعصاب الأطفال.
دعم المؤسسة
ولفتت الدكتورة الخاجة إلى أن نجاح المستشفى في علاج أول حالة من نوعها لطفل مصاب بالتصلب اللويحي، يأتي ضمن سلسلة النجاحات التي تحققها المستشفى في مجال علاج الأمراض المستعصية والعمليات الجراحية ذات المهارة الخاصة وباقي الخدمات الصحية، مشيدة بالدعم المتواصل الذي تقدمه مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، من خلال متابعة كافة الاحتياجات وتوفير المتطلبات اللازمة في زمن قياسي لتقديم خدمات رعاية صحية متميزة، بالإضافة لتزويده بأحدث الأجهزة الطبية والارتقاء بكفاءة الكادر الطبي ودعمه بمتخصصين واستشاريين متميزين.