تعافى شاب من إدمان المخدرات، وحقق حلمه بالزواج والاستقرار وتكوين عائلة، بعد 9 سنوات قاسية ومريرة قضاها في الإدمان.
قصة الشاب رُويت أثناء تدشين العميد عيد محمد ثاني حارب، مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات في شرطة دبي، مبادرة "قصص حماية وشركاؤه للتوعية المجتمعية حول مخاطر المخدرات والمؤثرات العقلية"، وذلك ضمن حملة اليوم العالمي لمكافحة المخدرات التي تستمر حتى 26 يوليو المقبل.
وتتضمن المبادرة قصص إقبال مرضى الإدمان الى اللجوء لمركز حماية الدولي بالإدارة العامة لمكافحة المخدرات في شرطة دبي، للحصول على الاستشارات الاجتماعية، والدعم المعنوي والنفسي، والتوجيه السليم، إلى جانب الاستفادة من المادة 89 من القانون الإماراتي لمكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية، الذي يتيح لهم العلاج والتأهيل والبدء من جديد في حياة عنوانها الأمل والإيجابية والسعادة.
قصة الشاب
وقال العميد عيد محمد ثاني حارب:" بعد وفاة الوالدين، بدأ هذا الشاب بتعاطي المؤثرات العقلية في عمر الـ19 عاماً، على يد اثنين من أشقائه من مرضى الإدمان، وبعد ضبطهم جميعاً من قبل الإدارة العامة لمكافحة المخدرات عام 2014، تبين أن شقيقاه كانا من المُدرجين على الفحص الدوري وتم ضبطهما سابقاً في قضايا تعاطي وحيازة المخدرات، أما هو فلم يسبق له التعاطي، وبناءً على ما أبداه من ندم بعد نصحه وإرشاده وتعريفه بعواقب فعلته القانونية، تم إعطاءه فرصة ووضعه على الفحص الدوري، إلا أنه لم يلتزم وبدأ يتعاطى المخدرات بأنواعها المختلفة، وسُجلت في حقه 10 قضايا حيازة وتعاطي مخدرات.
حضن آمن
وأضاف: قضى الشاب 9 سنوات مؤلمة من عمره بين العلاج ثم الانتكاسة والعودة للإدمان ثم الضبط في قضايا حيازة وتعاطي ثم العودة مجدداً لمركز حماية الدولي لطلب العلاج والتأهيل والدعم النفسي، وفي كل مرة كان يشعر فيها بالضعف والخوف من الانتكاسة والحاجة إلى حضن آمن للاحتماء فيه، وكان يتوجه إلى مركز حماية الدولي دون تردد، لأنه يعلم أن أبوابه مفتوحة دائماً للراغبين بالتعافي، وأن هناك من يرحب بعودته دائماً، ويتفهم الظروف الصحية والنفسية التي يمر بها، ويشحذ همته لمواصلة العلاج وعدم الاستسلام للأفكار الهدامة.
تفاؤل وإيمان
وتابع: في عام 2019 وبعد انتهاء المدة القانونية للفحص الدوري، التي أبدى خلالها الشاب التزاماً وانضباطاً كبيراً، زار مركز حماية الدولي، وعبر عن شكره وامتنانه الكبير لدعم المركز ومساندته له على العودة من جديد إلى الحياة شخصاً سليماً معافى، مؤكداً رغبته بالمساهمة في مساعدة مرضى الإدمان على الخروج من عالمهم المُظلم، عبر تقديم معلومات ساهمت في وضع كثير من أصدقائه وأفراد عائلته على الفحص الدوري ليحظوا بالمتابعة المستمرة، ومن بينهم شقيقته الكبرى التي كانت تتعاطى مؤثرات عقلية وفقاً لوصفة طبية، ولكنها بدأت بتعاطي المخدرات حديثاً، ورغم صعوبة الموقف إلا أنه ظل متفائلاً ومؤمناً بأن هذه هي الطريقة الوحيدة لإنقاذ أحبائه، وليس هذا وحسب، بل إن هذا الشاب قدم معلومات مهمة ساهمت في إلقاء القبض على عدد من المروجين ومن بينهم مروج مخدرات آسيوي كان يروج المخدرات بين فئة المواطنين الشباب.
بداية جديدة
واستطرد: لتمكين هذا الشاب من تحقيق أحلامه، وفتح صفحة جديدة عنوانها الإيجابية والسعادة، لبى مركز حماية الدولي، طلب الشاب بإصدار شهادة إتمام الفحص الدوري، بعدما وجد وظيفة مناسبة، لتنتظم حياته بعدها، ويُقدم على خطوة الزواج والاستقرار التي لطالما كان يحلم بها، وما يبعث على السعادة أنه لم ينقطع يوماً عن التواصل مع المُتخصصين في المركز، بل إنه يعدهم عائلته الثانية.