حذّر خبراء واختصاصيون بارزون من مخاطر إدمان الأطفال الألعاب الإلكترونية، إذ يؤدي إلى إصابتهم بالعزلة والعدوانية وضعف الثقة بالنفس، فضلاً عن احتمالات تعرضهم للاستدراج من جانب تنظيمات متطرفة.
وأوضحوا خلال ملتقى نظمته خدمة الأمين، أمس، تحت عنوان "التحديات والمخاطر الأمنية في الألعاب الإلكترونية" في متحف المستقبل، برعاية وحضور سمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس مجلس دبي لأمن المنافذ الحدودية، إلى جانب حضور الشيخ سلطان بن خليفة بن شخبوط آل نهيان، رئيس اتحاد الإمارات للرياضات الإلكترونية، أن الإشراف الأبوي مهم للغاية، ووضع نظام في الأسرة يحدد ساعات اللعب للأطفال، بحيث لا تزيد أسبوعياً على 7 ساعات.
وذكر الدكتور نوح رافوررئيس الشؤون الدولية في مؤسسة دبي للمستقبل خلال الملتقى، أن الألعاب الإلكترونية تستغل من قبل تنظيمات متطرفة، وهناك ألعاباً بعينها تعد ساحة لعمليات التجنيد (أونلاين)، مشيراً إلى أن الوقت الذي يقضيه مستخدمو ميتافيرس وألعاب الفيديو ضعف الوقت الذي يقضيه الناس على أنشطة الإنترنت الأخرى، بما فيها وسائل التواصل الاجتماعي، لافتاً إلى أن هذا يعكس أهمية الميتافيرس والألعاب الإلكترونية، لكنه يكشف خطورتها كذلك، إذا لم يتم تقديم محتوى مناسب.
وأكد أن هناك جوانب إيجابية للميتافيرس وألعاب الفيديو في ظل توقع ظهور 42 ألف وظيفة افتراضية في المستقبل، مشيراً إلى أنه في ظل الاستراتيجية التي تنفذها دبي حالياً، ستكون هناك فوائد اقتصادية كبيرة.
وأوضح أن الإقبال الكبير على هذه الألعاب يجعلها هدفاً للتنظيمات المتطرفة، فعلى مدار العقد الماضي كانت وسائل التواصل الاجتماعي هي الأرض الخصبة لنشر الكراهية والعنصرية والتجنيد، لكن تعد الألعاب الإلكترونية هي الساحة الأمثل الآن.
وقال رافور، إن الإشكالية ليست في الألعاب الإلكترونية نفسها، ولكن في طريقة ووقت استخدامها، لافتاً إلى أن إدمانها يسبب القلق والاكتئاب، ومشكلات أخرى.
من جهتها، قالت الدكتورة ناديا بوهناد الاستشارية التربوية والنفسية، إن المشكلة ليست في الألعاب الإلكترونية نفسها، لكن في ضعف الرقابة الأسرية وغياب النظام.. مضيفة أن الدراسات العالمية حددت 7 ساعات أسبوعياً للاستفادة من الجوانب الإيجابية لهذه الألعاب، لكنها تستقبل حالات لأطفال يقضون من 10 إلى 13 ساعة يومياً، وهذا رقم مخيف يحول الطفل إلى مدمن، ويتفاقم الوضع في ظل تعرضه للإهمال أو القسوة والإساءة، إذ يتحول إلى شخص عدواني، ويفرغ طاقته في أشقائه وزملائه.
وأشارت إلى أن كثيراً من الأهل يفتقدون إلى المعرفة والوعي، ولا يدركون المخاطر الحقيقية لترك الأطفال دون رقابة، فالطفل أقل من سنتين يجب ألا يتعرض لشاشة هاتف أو غيره على الإطلاق.