تمكنت القيادة العامة لشرطة دبي من الإطاحة بعصابة إجرامية دولية مُنظمة تخصصت في سرقة الفلل السكنية واستهداف عملاء البنوك، في عملية نوعية أُطلق عليها اسم "عملية المجهر".
ورصدت الشرطة تحركات العصابة وتنقلاتهم خارج الدولة وداخلها بدقة متناهية، وصولاً إلى ساعة الصفر ومداهمة مقر سكنهم، وإلقاء القبض عليهم.
استغلوا سفر قاطني الفلل وكسروا أبوابها لسرقتها
وقال اللواء جمال سالم الجلاف مدير الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية، إن القضية بدأت بعد تلقي شرطة دبي عدة بلاغات بتعرض فلل في مجمعات سكنية إلى السرقة من قبل مجهولين، استغلوا سفر قاطنيها إلى خارج الدولة، وكسروا أبوابها، وتمكنوا من الدخول إليها تحت جنح الظلام، وسرقة مبالغ مالية ومجوهرات.
وأضاف اللواء الجلاف أن شرطة دبي شكلت فريق عمل من الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية، لمتابعة البلاغات والبحث عن المتورطين، إلى أن تمكنت من التوصل إلى هوية 4 أشخاص ينتمون إلى عصابة منظمة متخصصة في عمليات السطو والسرقة من جنسية إحدى دول أمريكا اللاتينية، وحضروا إلى الدولة بغرض السرقة.
وتابع: "تبين لفريق العمل أن العصابة تمكنت من مغادرة الدولة قبل أن يتم الإبلاغ عن تلك السرقات، وبمتابعتهم دولياً تبين أنهم غادروا إلى إحدى الدول في منطقة الشرق الأوسط ومن ثم إلى دولة مجاورة لها عن طريق المنافذ البرية".
رصد أفراد العصابة أثناء دخولهم إلى الدولة
واستطرد: "بعد حوالي شهر تمكن فريق العمل من رصد أفراد العصابة عن طريق كاميرات برنامج "عيون" أثناء دخولهم إلى الدولة فتم السماح لهم بالدخول لمتابعتهم ومراقبتهم من قبل فرق العمل الميدانية وذلك للكشف عما إذا كان لديهم أي أشخاص متورطين معهم في تلك البلاغات أو أشخاص يقومون بتقديم الدعم اللوجستي لهم داخل الدولة أو الاستدلال عن مكان إخفائهم للمسروقات في البلاغات السابقة".
وأضاف اللواء الجلاف أن فريق العمل تمكن من متابعة أدق تحركات العصابة بعد وضعهم تحت المراقبة اللصيقة على مدار 24 ساعة في كافة الخطوات التي يقومون بتنفيذها، حيث توجهوا إلى محال تأجير السيارات، واستأجروا سيارة، واستخدموها في التوجه إلى المجمعات السكنية بغرض رصد الفلل وسرقتها، وبعد فترة بسيطة، استبدلوا السيارة بأخرى، وذلك لعدم لفت الانتباه إليهم أثناء تنقلهم، وكانت كافة هذه الخطوات تتم تحت أعين رجال التحريات.
تغيير النشاط واستهداف عملاء البنوك
وأوضح اللواء الجلاف أن أفراد العصابة لم يتمكنوا هذه المرة بعد قدومهم إلى الدولة من سرقة أي فيلا سكنية، نظراً لوجود الإجراءات الاحترازية التي أشرفت عليها القيادة العامة لشرطة دبي متمثلة في إدارة الحد من الجريمة للحد من تلك الجرائم، والتي اشترطت على المجمعات السكنية وضع الحراسات وكاميرات المراقبة الحديثة وإضاءة المناطق المظلمة وتثقيف وتحفيز المجتمع في الاشتراك في برنامج "أمن المساكن" والذي تشرف عليه أيضاً القيادة العامة لشرطة دبي، وهنا قرر أفراد العصابة نقل نشاطهم من ساعات المساء إلى النهار، باتخاذهم قرار استهداف عملاء البنوك، ممن يحملون بحوزتهم مبالغ مالية كبيرة.
وأضاف أن العصابة استهدفت أحد عملاء البنوك، وتمكنت من سرقة ما يزيد عن 60 ألف درهم، بأسلوب إجرامي بثقب إطار سيارة المجني عليه، فيما باغته آخر بالسطو على المال من داخل السيارة، لكن جريمتهم هذه كانت تحت ظل ورقابة رجال الشرطة حيث تم ضبطهم، وتحريز المبلغ المالي المسروق من العميل البنكي.
ومن خلال التحقيقات، اعترفوا بقيامهم بعدة سرقات داخل عدة دولة زاروها.