طالب الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، اليوم الثلاثاء، الموافق 4 مارس 2025، بضرورة تبني خطة شاملة لإعادة إعمار قطاع غزة، تضمن بقاء الفلسطينيين على أرضهم، وتشمل الإغاثة العاجلة والتعافي المبكر وصولا إلى إعادة البناء، دون المساس بحقوق الشعب الفلسطيني.
حشد الدعم الإقليمي والدولي لهذه الخطة
وقال الرئيس المصري، في كلمته بافتتاح أعمال القمة العربية غير العادية بالعاصمة الإدارية الجديدة، والمخصصة لبحث تطورات القضية الفلسطينية وسبل دعم الشعب الفلسطيني، إن هناك ضرورة لحشد الدعم الإقليمي والدولي لهذه الخطة، مشددا على أهمية تزامنها مع مسار سياسي واضح يفضي إلى تسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية.
تشكيل لجنة إدارية من الفلسطينيين المهنيين والتكنوقراط
وأوضح السيسي أن مصر عملت بالتعاون مع الأشقاء في فلسطين، على تشكيل لجنة إدارية من الفلسطينيين المهنيين والتكنوقراط المستقلين، توكل إليها إدارة قطاع غزة، انطلاقا من خبرات أعضائها، بحيث تكون هذه اللجنة مسؤولة عن الإشراف على عملية الإغاثة وإدارة قطاع غزة لفترة مؤقتة، وذلك تمهيدا لعودة السلطة الفلسطينية إلى القطاع.
تدريب الكوادر الأمنية الفلسطينية
وأشار فخامته إلى أن مصر تعكف أيضا على تدريب الكوادر الأمنية الفلسطينية، التي يتعيّن أن تتولى مهام حفظ الأمن خلال المرحلة المقبلة، لافتاً إلى أن مصر عملت بالتعاون مع دولة فلسطين والمؤسسات الدولية على بلورة خطة شاملة متكاملة لإعادة إعمار قطاع غزة دون تهجير الفلسطينيين، تبدأ بعملية الإغاثة العاجلة والتعافي المبكر، وصولا إلى إعادة بناء القطاع.
وناشد الرئيس المصري، الدول الحرة بضرورة المساهمة في هذا المسار والمشاركة في مؤتمر إعادة الإعمار، الذي ستستضيفه مصر الشهر القادم؛ وقال: فلنجعل جميعا من توجيه الدعم إلى الصندوق المنشأ لهذا الغرض غاية سامية، وواجبا إنسانيا، وحقا لكل طفل فلسطيني ولكل عائلة في العيش في بيئة آمنة وحضارية مثل باقي شعوب العالم.
العدوان على غزة خلف وصمة عار على جبين الإنسانية
وبين عبدالفتاح السيسي أن العدوان على غزة خلف وصمة عار على جبين الإنسانية، حيث استهدفت الحرب تدمير القطاع وتهجير سكانه، وهو ما ترفضه مصر تماما وتتصدى له انطلاقا من موقفها الثابت في دعم حقوق الفلسطينيين.
خطورة استمرار الاعتداءات والانتهاكات
وحذر السيسي من استمرار الاعتداءات والانتهاكات في الضفة الغربية والمسجد الأقصى، مؤكدا أن القدس ليست مجرد مدينة، بل هي جوهر القضية الفلسطينية، ولا يمكن تحقيق سلام حقيقي دون إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، كما أكد أن فرض السلام بالقوة ليس حلا، داعيا إلى إطلاق مسار سياسي جاد وفعال يضمن الحقوق المشروعة للفلسطينيين ويحقق الاستقرار في المنطقة.
كلمة عاهل البحرين
وانطلقت القمة العربية غير العادية بكلمة لجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل مملكة البحرين رئيس الدورة الحالية للقمة العربية، أكد فيها على الثقة واليقين بأن التمسك بمسار السلامِ الدائم والشامل هو الإطارُ الضامن لينالَ الشعبُ الفلسطيني حُقوقهُ التاريخيةَ المشروعة في تقريرِ المصيرِ، وإقامة دولتهِ الوطنية المستقلة، استناداً لحل الدولتين، كما أكدت عليه المبادرة العربية للسلام، وجميع القرارات الدولية التاريخية والخطط العربية اللاحقة، إلى جانب ما سيصدر عن هذا الاجتماع من قرارات تصب في مصلحة الشعب الفلسطيني.
رفض المملكة لأي محاولات للتهجير والاستيطان
وكما أكد رفض المملكة لأي محاولات للتهجير والاستيطان، مشيداً بمبادرة مصر المطروحة أمام القمة بشأن قطاع غزة، داعيا إلى دعم هذه الخطة التي تُسهم في تقوية الروابط الأخوية، وحماية أمننا القومي، وتعزيز قدرتنا الجماعية على مواجهة التحديات التي تتعرض لها مصالحنا المشتركة، وبما يحفظ مكتسباتنا التنموية وسبل تقدمنا وازدهارنا.