كشف فريق من العلماء الصينيين عن الآليات الفريدة التي تمكّن الكائنات الحية من البقاء في خندق ماريانا، أعمق نقطة على سطح الأرض، وذلك في دراسة نُشرت نتائجها في مجلة "سيل".
ووفقاً لثلاث أوراق بحثية نُشرت يوم الجمعة، فقد تم الكشف عن استراتيجيات تكيف متطورة لدى الميكروبات والقشريات وأسماك أعماق البحار، وذلك من خلال دراسة العينات التي جمعتها الغواصة الصينية المأهولة "فندوتشه" (سترايفر).
ويُعد خندق ماريانا بيئة قاسية، حيث يقع على عمق يقارب 11 ألف متر تحت سطح البحر، وسط ظلام دامس ودرجات حرارة منخفضة وضغط يعادل 1100 ضعف الضغط الجوي.
كان يُعتقد سابقًا أن هذا المكان خالٍ من الحياة، إلا أن رحلة "فندوتشه" في 10 نوفمبر 2020، كشفت عن نظام بيئي مزدهر.

تحديد أكثر من 7500 جينوم تمثيلي لكائنات دقيقة بدائية النواة
وتمكّن الباحثون من تحديد أكثر من 7500 جينوم تمثيلي لكائنات دقيقة بدائية النواة، مع الإشارة إلى أن نحو 90% من هذه الكائنات لم تكن معروفة سابقاً، ما يجعل تنوعها الحيوي مماثلاً تقريباً للتنوع الميكروبي البحري العالمي.
كما أظهرت الدراسة أن جينوم البرمائيات البحرية، وهي كائنات لافقارية شبيهة بالجمبري، يزيد حجمه بأكثر من 4 أضعاف مقارنة بالجينوم البشري.
وبتحليل 11 نوعاً من أسماك أعماق البحار، توصل العلماء إلى أن تراكم نوع معين من الأحماض الدهنية يساعدها على التكيف مع الضغط الهائل في تلك البيئة القاسية.