شاركت دولة الإمارات العربية المتحدة، ممثلة بـمصرف الإمارات المركزي ووزارة المالية، في الاجتماعات السنوية المشتركة للهيئات المالية العربية، التي عُقدت اليوم الأربعاء، في دولة الكويت، بحضور كبار المسؤولين والخبراء الماليين من مختلف الدول العربية.
مناقشة التعاون المالي والتنمية المستدامة
ناقشت الاجتماعات مستقبل التعاون المالي العربي، وسبل تعزيز الاستقرار الاقتصادي، وآفاق تحقيق التنمية المستدامة لدول المنطقة في ظل التحديات المالية العالمية.
وشملت الاجتماعات السنوية المشتركة انعقاد مجالس المحافظين في كل من:
- الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي
- صندوق النقد العربي
- المصرف العربي للتنمية الاقتصادية في أفريقيا
- الهيئة العربية للاستثمار والإنماء الزراعي
- المؤسسة العربية لضمان الاستثمار وائتمان الصادرات
كما عُقدت الدورة السادسة عشرة لمجلس وزراء المالية العرب على هامش الاجتماعات.
مراجعة تقارير الأداء وخطط التنمية
تم خلال الاجتماعات مناقشة التقارير السنوية واعتماد القوائم المالية للهيئات المالية، إلى جانب تقييم إنجازات عام 2024، واستعراض خطط التنمية المستقبلية، وسبل توفير التمويل لتلبية متطلبات الدول العربية المتزايدة في تنفيذ المشاريع التنموية.
جائزة عبداللطيف الحمد لمطار البحرين
شهدت الجلسة الافتتاحية منح جائزة عبداللطيف الحمد التنموية في الوطن العربي لعام 2025 لمشروع توسعة مطار البحرين الدولي، والذي تم ترشيحه من قِبل صندوق أبوظبي للتنمية، وتسلم الجائزة سعادة محمد سيف السويدي، مدير عام الصندوق.
الإمارات تستضيف الدورة المقبلة
تم الإعلان عن استضافة دولة الإمارات للدورة المقبلة من الاجتماعات السنوية المشتركة.
وأكد معالي خالد محمد بالعمى، محافظ مصرف الإمارات المركزي، أهمية التكامل المالي العربي، ودور الإمارات الرائد في تمويل المشاريع الحيوية مثل مشاريع الربط الكهربائي والطاقة، مشدداً على ضرورة توظيف الموارد العربية لتحقيق التكامل الاقتصادي.
دعم التمويل المبتكر وتحفيز القطاع الخاص
وشدّد بالعمى على أن الإمارات مستمرة في دعم المبادرات الهادفة لتعزيز بيئة الاستثمار، مشيراً إلى أهمية التمويل المبتكر لتمكين القطاع الخاص من مواجهة التحديات وتحقيق التنمية المستدامة والشاملة في الدول العربية.
الطاقة والتحول الرقمي والضرائب في صلب النقاش
ناقش وزراء المالية العرب خلال اجتماعهم قضايا عدة أبرزها إدارة الدين العام، ومخاطر المالية العامة، وعُرض خلال الاجتماع:
- تقرير مشترك من صندوق النقد العربي وصندوق النقد الدولي حول دعم الطاقة وأمنها.
- عرض حول التحول الرقمي في المالية العامة في الدول العربية.
- تقرير من البنك الدولي حول مصادر النمو والسياسات المالية في المنطقة.
- مداخلة من منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية حول تطورات الضريبة العالمية والضرائب على الشركات متعددة الجنسيات.
ورشة حول أهداف التنمية في ظل عدم اليقين
ومن المقرّر أن تُعقد غداً ورشة رفيعة المستوى بعنوان: "تحقيق الأهداف التنموية في ظل عدم اليقين المالي وهشاشة المديونية: الاتجاهات المستقبلية"، بمشاركة معالي خالد بالعمى، وسعادة يونس حاجي الخوري، وعدد من أعضاء وفد الإمارات.
وسيتناول المشاركون تحديات الديون المرتفعة، وتقلبات الأسواق، وتأثير المتغيرات الجيوسياسية على التنمية الاقتصادية.
التمويل المستدام والابتكار المالي
من جانبه، أكد سعادة يونس حاجي الخوري، وكيل وزارة المالية، أن تحقيق أهداف التنمية يتطلب نهجاً شاملاً يعزز الاستقرار المالي، ويرتكز على:
- تنويع مصادر التمويل
- تشجيع الاستثمارات الأجنبية
- تعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص
كما شدد على أهمية التمويل المبتكر مثل السندات الخضراء والتمويل الاجتماعي، لدعم المشاريع المستدامة وتحقيق التوازن بين النمو الاقتصادي والحفاظ على البيئة.
تأكيد على العمل العربي المشترك
واختتمت الاجتماعات بالتأكيد على أهمية تعزيز العمل العربي المشترك لمواجهة التحديات الاقتصادية، وتبني سياسات مالية متكاملة تضمن تحقيق التنمية المستدامة في الدول العربية.