برؤيةٍ مستنيرة تستند إلى حماية التراث وصون الهوية الوطنية، شهد سموّ الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، إعادة افتتاح "متحف المقطع"، بعد عملية ترميم وتجديد شاملة جاءت ضمن مبادرة مشتركة بين دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي وشرطة أبوظبي.
جولة تفقدية ومقتنيات تروي فصولاً من تاريخ الإمارة
وخلال جولته في المتحف، اطّلع سموّه على مختلف مرافقه، واستمع إلى شرح مفصّل حول مراحل مشروع الترميم، كما شاهد عدداً من المقتنيات التاريخية المرتبطة بشرطة أبوظبي، أبرزها البدلات الرسمية القديمة وسيارات الدوريات المستخدمة في الماضي.
وأشاد سموّه بالجهود المبذولة لحماية المعالم التاريخية ذات الرمزية الوطنية، مؤكداً أهمية توثيق الموروث الثقافي لما له من دور جوهري في تعريف الأجيال الحالية والمستقبلية بقيمة هذا التراث وترسيخ الهوية الإماراتية في نفوس أبناء الوطن.

من مقر للجمارك والشرطة إلى صرح ثقافي شامخ
يقع "متحف المقطع" داخل حصن المقطع التاريخي، الذي شكّل في خمسينيات القرن الماضي مقراً لدائرة الجمارك ومركزاً للشرطة، حيث أدّى دوراً محورياً في مراقبة حركة التنقّل بين البر الرئيسي وجزيرة أبوظبي، قبل إنشاء "جسر المقطع"، أول جسر يربط الجزيرة بالمناطق المجاورة.
وقد أُعيد تأهيل المبنى ليُصبح متحفاً يُبرز الجوانب الاجتماعية والتاريخية لأبوظبي، ويُسهم في تعزيز المشهد الثقافي والسياحي للإمارة.
زايد بن حمد: المتحف تجسيد لحكمة الأجداد ورؤية المستقبل
من جانبه، أكد الشيخ زايد بن حمد بن حمدان آل نهيان، رئيس مكتب المؤسس بديوان الرئاسة، أنّ إعادة افتتاح "متحف المقطع" يعكس التزام القيادة الرشيدة بحماية الموروث الإماراتي والحفاظ على المعالم التاريخية، مشيراً إلى أنّ المتحف يمثّل منارة شاهدة على حكمة الأجداد ومرآة تعكس القيم الإنسانية والمعرفية الأصيلة.
وأضاف أنّ المتحف يروي سيرة تحوّل أبوظبي من مركز تجاري نابض بالحياة إلى عاصمة عصرية لا تزال متجذّرة في هويتها الأصيلة.

برج المقطع.. حارس المعبر ومعلَم شامخ في تاريخ أبوظبي
يُجاور المتحف "برج المقطع"، أول حصن دفاعي بُني في أواخر القرن الثامن عشر بأمر من الشيخ شخبوط بن ذياب بن عيسى آل نهيان، لحماية "معبر المقطع" الحيوي بين الجزيرة والبر، ولا يزال البرج قائماً حتى اليوم شامخاً وسط خور المقطع بعد خضوعه لعملية ترميم دقيقة عام 2022 لمواجهة تأثيرات البيئة البحرية.
ويمثّل البرج علامة بارزة في ذاكرة المسافرين الذين شهدوا بدايات نهضة الإمارة، وكان دليلاً ومرشداً على مشارف أبوظبي.

جهود متكاملة وتحديثات تقنية في المتحف
شمل مشروع الترميم تحديث المبنى ومحتواه التفسيري، حيث تم استخدام مواد أكثر تماسكاً تحاكي الشكل الأصلي للجص، بهدف الحفاظ على المظهر التاريخي للموقع، ما يعكس التزام دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي وشرطة أبوظبي بأعلى المعايير في حماية التراث وتقديمه للمجتمع والزوار بطريقة جاذبة ومعاصرة.