الرئيسية / محلي / بالفيديو.. حاكم الشارقة يكشف أسرار مشروعه الفكري التاريخي "البرتغاليون في بحر عُمان"

بالفيديو.. حاكم الشارقة يكشف أسرار مشروعه الفكري التاريخي "البرتغاليون في بحر عُمان"

في حوار تلفزيوني بثّ عبر قناة الشارقة، استعرض صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، تفاصيل مشروعه الفكري الضخم "البرتغاليون في بحر عُمان"، الذي يمتد على 21 مجلداً يوثّق من خلالها حقبة تاريخية مهمة امتدت من عام 1497م إلى 1757م، معتمداً على وثائق تاريخية نادرة جمعها ودرسها على مدار 36 عاماً.

من الدكتوراه إلى الوثائق النادرة.. بداية الحكاية

روى سموه في اللقاء الذي أجراه محمد حسن خلف، مدير عام هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون، أنّ فكرة المشروع بدأت منذ حصوله على الدكتوراه عام 1985، حينما زار مكتبة الهند في بريطانيا، ليتجه بعدها إلى مومباي بناءً على مشورة باحثة هندية مسنّة، وهناك عثر على نسخ نادرة من الوثائق البريطانية.

كما تحدث سموه عن تعاونه مع مكتبات ومراكز بحثية بريطانية وبرتغالية، مشيراً إلى الباحثة فيونا ويلكي التي ساعدت بشكل كبير في جمع الوثائق البرتغالية، قبل أن تتوفى بشكل مفاجئ بعد تسليمها آخر الملفات.

توثيق منهجي ومواد غنية للباحثين

أكد سموه أن المشروع لم يكن فردياً، بل شارك فيه فرق متخصصة تضم مترجمين وباحثين وخبراء في الوثائق البرتغالية القديمة. ونتج عن هذه الجهود أكثر من 1138 وثيقة، تم حفظها رقمياً باللغتين العربية والإنجليزية، وستُوزع مجاناً على الباحثين ضمن فعاليات معرض مسقط الدولي للكتاب.

وأوضح أن هذا العمل، وإن بدأ من "بحر عُمان"، فإنه لا يقتصر عليه، بل قد يمتد إلى أكثر من 200 مجلد لتوثيق تاريخ المنطقة بشكل أشمل، لا سيما الهند وشرق أفريقيا.

دوافع الاستعمار البرتغالي ومشهد الملاحة العالمية

تعمّق سموه في شرح الخلفيات السياسية والاقتصادية التي دفعت البرتغاليين للقدوم إلى المنطقة، ومنها الصراع الأوروبي – البريطاني، وسقوط القسطنطينية، وحاجة أوروبا إلى طرق تجارية بديلة مع الشرق. كما سلط الضوء على أهمية طريق الحرير ونهر السند في رسم خريطة الملاحة العالمية، ومحاولة القوى الأوروبية السيطرة على هذه المسارات الحيوية.

تفاصيل دقيقة وإخراج مدروس لكل إصدار

في ختام الحوار، كشف سموه عن دوره المباشر في إخراج كتب المشروع، حيث يحرص على قراءة كل إصدار خمس مرات، يُجري خلالها إعادة صياغة وتدقيقاً لغوياً ومحتوائياً شاملاً، مع مراعاة أدوات القراءة وعلامات الترقيم وتسلسل الأفكار، بهدف ترسيخ المعلومة في ذهن القارئ.

كما شدد على أهمية الأمانة العلمية في نقل الحقائق التاريخية، حرصاً على خدمة الباحثين وصون التاريخ من التحريف، ليكون هذا المشروع مرجعاً موثوقاً للأجيال المقبلة.

شاهد أيضاً

بالصور.. خالد بن محمد بن زايد يشهد إعادة افتتاح "متحف المقطع" بعد ترميمه

برؤيةٍ مستنيرة تستند إلى حماية التراث وصون الهوية الوطنية، شهد سموّ الشيخ خالد بن محمد …