حضرت قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، فعاليات منتدى "نحن" في دورته الرابعة، الذي نظمه المكتب التنفيذي لسموها أمس الأول بمركز الجواهر للمناسبات والمؤتمرات.
ويُعد المنتدى محطة فريدة تجمع الكادر الوظيفي لأكثر من 25 مؤسسة مجتمعية تعمل ضمن خلية متكاملة بقطاعاتها واختصاصاتها وفرق عملها المختلفة لخدمة مجتمع الإمارة، ومنصة للتفاعل وتبادل الخبرات والأفكار، لتحقيق رؤية سموها على الصعيدين المحلي والعالمي، ويركز هذا العام على موضوع "الوعي بالذات" باعتباره ركيزة أساسية للنمو والتطوير الشخصي والمهني.
جواهر القاسمي: العمل المؤسسي الحكومي أمانة عزيزة يحملها كل فرد عامل في المجتمع
وأكدت قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، أن العمل المؤسسي الحكومي أمانة عزيزة يحملها كل فرد عامل في المجتمع، وهي أمانة تتجاوز حدود الواجب الوظيفي لتكون جزءاً من فطرة إنسانية تنبض بالعطاء والرغبة في خدمة المجتمع.
وقالت سموها، إن التفاني والإخلاص في العمل يضيفان قيمة سامية لكل جهد يُبذل؛ إذ أن كل خطوة تخطوها المؤسسات المجتمعية بصدق وإخلاص تُسهم في بناء مجتمعٍ قوي ومتماسك يشد أفراده روابط من التضامن والمحبة فكل جهدٍ يُسهم في تطوير الخدمات المقدمة للجمهور ليس مجرد إضافة بل هو لبنةٌ تُبنى بها رسالة سامية تَصبّ في الارتقاء بجودة الحياة وتقديم الأفضل لأفراد وأسر الإمارة كافة.
جواهر القاسمي: أهمُّ ما يدفعني للمُضيّ نحوَ الإنجازِ هوَ واجبي الوطنيُّ تُجاهَ إمارتي وأفرادِ مجتمعِها
وأضافت سموها: "عندما بدأتُ مسيرتي كانَ أهمُّ ما يدفعني للمُضيّ نحوَ الإنجازِ هوَ واجبي الوطنيُّ تُجاهَ إمارتي وأفرادِ مجتمعِها فبدأتُ العملَ وحولي نفرٌ منَ السيداتِ اللاتي حمَلْنَ معي ذاتَ الهمِّ وتطوَّعْنَ لنبنيَ معاً بيئةً فريدةً من نوعِها للمرأةِ والطفلِ في الشارقة، حتى أصبحت نمَوذجاً يُحتذى بِها على مستوى الدولةِ، وفي ذلكَ الوقتِ لمْ نكنْ نعملُ من أجلِ بصمةِ الدخولِ والخروجِ ولمْ يكن حافزُنا الأساسيُّ مجموعةً من الإستراتيجياتِ والأهدافِ التي نحرصُ على أن ننجِزَها كما كُتبت على الوَرَقِ، ولم تكن السياساتُ المؤسسيةُ دُستورَنا في إتمامِ المهامِ والمشاريعِ، بل إن كلُّ ما كانَ يحركُنا هو حُبُّنا لوطنِنا ولحاكِمِ إمارتِنا صاحبِ السموِّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، وحبُّنا لمجتَمَعِنا، فكم كانت سعادتُنا كبيرةً عندما نرى أثرَ الجهودِ التي بُذلتْ على وجهِ طفلٍ سعيدٍ بإنجازهِ أو امرأةٍ اكتشَفَت في ذاتِها موهبةً وباشَرَت بتنميَتِها، أو عائلةٍ استشعرت الاستقرارَ بعد الشِّقاق".
وشددت سموها على أهمية وضع المجتمع واحتياجاته أعلى قائمة أولويات جميع المؤسسات وموظفيها، قائلة: "إن تلكَ البذرةُ التي كانَ أساسُها مجموعةَ سيداتٍ طموحاتٍ كَبُرتْ لتُصبِحَ منظومةَ عملٍ حكوميٍّ متكاملٍ وَقودُهُ أنتم وأساسُ إنجازاتِهِ طاقاتُكُم، فأنا اليومَ لا أراكُم مُجرَدَ موظفينَ ذوي مهامَّ يومية وأوقاتِ عملٍ محددة، بل أرى في كلٍّ مِنكُم أفراداً مخلصينَ وطامحينَ أولويَتُهُم أن تكونَ بصمَتُهُم الحقيقيةُ محفورةً في مسيرةِ الارتقاءِ والتطورِ في الشارقة، معطاءين ليس من أجلِ الراتبِ الأعلى أو الترقيةِ القادمةِ مُستحَقَّةً كانت أو غيرَ مستَحَقَّةً، بل لأنَ ما يفعلونَهَ يُؤثِّرُ في كلِّ فردٍ في المجتمعِ، فكلُّ طفلٍ هو طفلُهُم وكلُّ امرأةٍ أمٌّ وأختٌ وابنةٌ وكلُّ رجلٍ أبٌ وأخٌ وابن".
وعبرت سموها في ختام كلمتها عن اعتزازها بالعدد الكبير من القيادات المؤسسية التي خرّجتها المؤسسات وبمنجزاتها على مر الأعوام، التي تسهم في رفعة الشارقة، كما وجهت حديثها للعاملين بمؤسسات سموها المجتمعية قائلة: "أنتم سنَدُ هذهِ الإمارةِ وقيادَتُها وأنتم المحركُ الأساسيُّ لخُطَطِ القيادةِ للتأثيرِ في المجتمعِ وقد تعلمتُ من اجتماعاتي الدوريةِ مع قياداتِ المؤسساتِ أني وضعتُ ثقَتي في المحلِ الصحيحِ الذي هُوَ أنتُم، نريدُكُم اليومَ أن تلتفِتوا أكثرَ إلى إعادةِ استكشافِ طاقاتِكُم عبرَ الوعيِ بالذاتِ من منظورٍ جديدٍ فكُلَّما فهِمْنا طبيعَتَنا ودوافِعَنا وأمزِجَتَنا سيصبِحُ تعامُلُنا معَ الآخرِ أكثرَ نضجاً وتراحماً ويمسي صوتُنا أقوى وأثرُ أعمالِنا أبرزَ ونتكامَلُ جميعاً في منجزاتِنا نحوَ أسرةٍ واعيةٍ في مجتمعٍ متكافلٍ".