طالبت منظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع المنظمة الدولية لالتهاب الدماغ، بضرورة اتخاذ إجراءات عالمية متضافرة لمواجهة التهديد المتزايد لهذا المرض، وذلك بمناسبة اليوم العالمي لالتهاب الدماغ، الذي يُصادف 22 فبراير من كل عام.
التأخر في اتخاذ التدابير سيؤدي لارتفاع معدلات الوفيات والإعاقات
وحذّرت المنظمة في تقريرها من أن التأخر في اتخاذ تدابير فعالة سيؤدي إلى ارتفاع معدلات الوفيات والإعاقات الناتجة عن المرض، مشددة على ضرورة التدخل السريع للحد من انتشاره وتقليل تأثيره على الصحة العامة.
مرض خطير ينتشر بسرعة
أوضح التقرير أن التهاب الدماغ هو حالة عصبية خطيرة تؤدي إلى معدلات مرتفعة من الوفيات والمرض في جميع أنحاء العالم، إذ يُقدّر أنه يصيب ثلاثة أشخاص كل دقيقة عالميّاً، لكن الرقم الحقيقي قد يكون أعلى من ذلك بكثير.
المرض يحدث لأسباب معدية ومناعية ذاتية
وأشار التقرير إلى أن المرض يحدث لأسباب معدية ومناعية ذاتية، حيث قد تهاجم دفاعات الجسم الدماغ، وفي كثير من الحالات يظل السبب غير معروف. وعلى الرغم من أن بعض أشكال المرض يمكن الوقاية منها عن طريق التطعيم، إلا أنه لا يوجد علاج محدد للعديد من الحالات الأخرى.
التأثير غير المتكافئ للمرض
شدّد التقرير على أن التهاب الدماغ يصيب الأفراد من جميع الفئات العمرية، من الأطفال إلى كبار السن، ومن مختلف الخلفيات الاجتماعية. ومع ذلك، فإن البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط تتأثر بشكل أكبر، حيث تكون الخدمات الصحية والموارد الطبية محدودة، ما يزيد من العبء الصحي والاقتصادي على المجتمعات المتضررة.
تكاليف باهظة على الأنظمة الصحية
أظهرت دراسة أجريت في الولايات المتحدة أن متوسط تكلفة دخول المستشفى لطفل مصاب بالتهاب الدماغ بلغ 64.604 دولارات، بينما وصلت تكلفة الرعاية الحرجة إلى 260 ألف دولار. وكشفت الدراسة أن 40% من الأطفال المصابين بين عامي 2004 و2013 تم إدخالهم إلى العناية المركزة، ما كلف أكثر من 750 مليون دولار، وفي عام 2010، قُدّرت التكاليف الإجمالية لدخول المستشفيات بسبب التهاب الدماغ في الولايات المتحدة بحوالي 2 مليار دولار.
التطعيم وسيلة فعالة للوقاية
أكد التقرير أن اللقاحات تمثل إحدى أهم وسائل الوقاية من التهاب الدماغ المعدي، مشيراً إلى ضرورة دمج لقاحات الحصبة والنكاف والتهاب الدماغ الياباني في برامج التحصين الوطنية للأطفال. كما شدّد على أهمية التطعيمات التعويضية للبالغين والمجموعات الأكثر عرضة للخطر، إلى جانب تعزيز حملات التثقيف العام لزيادة الإقبال على التطعيم.
تراجع التطعيم وزيادة المخاطر
أشار التقرير إلى أن التغطية العالمية للتطعيم تراجعت خلال جائحة كوفيد-19، مما أدى إلى عودة ظهور بعض الأمراض المعدية. كما حذّرت منظمة الصحة العالمية من أن التردد في التطعيم يساهم في زيادة انتشار المرض، داعيةً إلى ضرورة اتخاذ تدابير لتعزيز ثقة المجتمعات في اللقاحات، لضمان حماية الصحة العامة والحد من انتشار التهاب الدماغ.