كشفت هيئة الصحة بدبي، خلال مشاركتها في فعاليات "أسبوع دبي للذكاء الاصطناعي"، عن إطلاق نظام "جينيسس لتحليل الكلام والنصوص" المعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي بمركز الاتصال التابع لها، لتصبح بذلك أول جهة حكومية في دولة الإمارات ومنطقة الشرق الأوسط تطبق هذا النظام المتقدم. ويأتي هذا الإنجاز في إطار جهود الإمارة نحو تعزيز مكانتها كمركز عالمي للتقنيات المستقبلية، عبر تطوير منظومة الخدمات العامة وتحسين تجربة المتعاملين.
فهم المشاعر وتحليل التفاعلات الرقمية
يمكّن النظام الهيئة من تحليل وفهم المشاعر الإنسانية بشكل تلقائي، وتحديد احتياجات المتعاملين عبر قنوات الاتصال الصوتية والرقمية المختلفة، ما يسمح بالاستجابة الفورية لمطالبهم وتقديم حلول مخصصة تعتمد على البيانات. ويدعم هذا التوجّه رؤية دبي في تسريع تبني تطبيقات الذكاء الاصطناعي، بما يعزز جودة الخدمات الحكومية ويسهم في بناء تجربة متعامل أكثر تفاعلية وفعالية.
استباقية في تقديم الخدمات الصحية
أكدت فاطمة الخاجة، المديرة التنفيذية للذكاء الاصطناعي في الهيئة، أن النظام يمثل خطوة مهمة نحو تطوير منظومة متكاملة لإدارة تجربة المتعامل، مبنية على الاستباقية وتحليل البيانات والتفاعل اللحظي. ولفتت إلى أن هذه المنظومة تضع الإنسان في قلب العملية الصحية، وتُعزز قدرة الهيئة على فهم احتياجاته بدقة، ما ينعكس إيجاباً على جودة الخدمات ومعدلات الرضا.
تحسين الأداء المؤسسي وكفاءة الموظفين
يساهم النظام في تسريع معالجة الطلبات ورفع دقة الخدمة، إلى جانب تحسين أداء الموظفين من خلال أدوات التحفيز اللحظي، والتدريب الموجه بناء على تحليلات الذكاء الاصطناعي. كما يعزز النظام ثقافة الأداء المرتكز على البيانات، ويوفر قاعدة معلومات متكاملة يمكن من خلالها تتبع التطورات واقتراح مسارات للتحسين المستمر.
شراكة استراتيجية مع "جينيسس"
من جانبه، أشار سيباستيان باليريني، نائب رئيس النمو الاستراتيجي في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا بشركة "جينيسس"، إلى أهمية هذا التعاون مع هيئة الصحة بدبي، مؤكداً أن النظام يوفر فهماً معمقاً للتفاعلات البشرية ويمكّن من اتخاذ قرارات دقيقة في الوقت المناسب. وأوضح أن هذه الشراكة تمثل نموذجاً متقدماً لتوظيف الذكاء الاصطناعي في تطوير القطاعات الخدمية، وخصوصاً الصحية منها، من أجل الارتقاء بمستوى رضا المتعاملين وتعزيز فعالية منظومة العمل.