المصدر: يوروسبورت
استحق ريال مدريد الفوز أمس على غريمه التقليدي برشلونة بنتيجة 2-0، في الدوري الإسباني "لا ليجا"، فقد لعب مدريد الشوط الثاني بجماعية ممتازة أمام فريق حكمته الفوضى منذ الشوط الأول لم يملك ريال مدريد مهاجماً لكنه امتلك فريقاً جماعياً واستثمر أخطاء الخصم في حين لعب برشلونة دون ميسي وغريزمان ودون أطراف حقيقية ودون تنظيم ليبدو أن برشلونة لعب منقوصاً وخسر اللقاء بسبب النقص، فما هي المفاتيح التي تحكمت بسيناريو اللقاء؟
غياب فعالية ميسي
على غرار كلاسيكو الذهاب شاهدنا ميسي لأوقات عديدة يتوقف لالتقاط أنفاسه، لا مشاركة كبيرة بالعملية الدفاعية، ولا محاولة لاستعادة الكرة إن أخذها لاعب أمامه (على غرار ما حدث بلقطة ضد مارسيلو بالدقيقة الـ57 بمناطق برشلونة)، وكل هذا أعطانا صورة واضحة عن إعطاء ميسي لتعليمات تضمن له أفضل وقت من الاستعادة البدنية كي يكون جاهزاً حين يحتاجه الفريق لاستخدام مهارته والانطلاق بقوة في لقطة حاسمة ولو أن هذا كان يضع برشلونة بمواقف يضطر فيها اللاعبون لتغيير أماكنهم لتعويض عدم مشاركة ميسي بصراعات الوسط.
تدريجياً شعرنا أن الراحة والاستعداد ليس السبب الوحيد وراء تراجع ميسي، قبل المباراة بساعات ظهرت لقطات لميسي وهو يعرج بعد وصول الفريق لمدريد ولا يعرف أحد ما إذا كان فعلاً ليو قد لعب المباراة تحت تأثير الإصابة لكنه كان الغائب الأكبر فعلاً عن اللقاء ويمكن القول أننا شاهدنا النسخة الأسوأ لميسي بكل مباريات الكلاسيكو فلم ينجح بالالتحامات ولا بصناعة اللعب ولم يوجد أي حلول للفريق.
تغييرات زيدان كان لها الأثر الأفضل
بدأ سيتيين حرب التبديلات بإخراج فيدال وإدخال بريثوايت محاولاً فرض إيقاع مختلف على الريال بإيجاد مهاجم إضافي وفعلاً كاد الدنماركي أن يسجل من هجمته الأولى مستغلاً ثغرة الريال المتكررة بمواجهة البينيات لكن بعد ذلك ظهر فراغ خروج لاعب الوسط وبات برشلونة يخسر كرات أكثر بالوسط حتى أن غياب الدعم لسيميدو كان سبباً بالهدف الأول ليبدو رهان سيتيين خاطئاً بإضعاف وسطه بالوقت الذي كان فيه الريال أساساً يتفوق بالوسط.
اختار زيدان إشراك مورديتش على حساب إيسكو للحفاظ على تفوق الريال بالوسط، شعر المدرب أن هذا المفتاح هو أبرز نقاط تفوقه بالمباراة وتجديد الدماء بالوسط للحفاظ على الإيقاع السريع كان الهدف الأساسي، جاء رد سيتيين بإشراك راكيتيتش وفاتي وإخراج غريزمان وآرتور، قد يبدو غريباً إخراج مهاجم بموقف برشلونة لكن المدرب فهم الموقف وأدرك خسارة فريقه لمعركة الوسط فأراد إشراك لاعب ينزل للخلف أكثر ويساعد الفريق كما بحث عن إيجاد حلقة وصل جديدة للوسط بظل ضياع أرتور ودي يونغ التام.
تغييرات زيدان التالية بإشراك فاسكيز وماريانو كانت لذات هدف التنشيط للحفاظ على صورة الضغط القوي للفريق ومنع وسط برشلونة من اللعب بأريحية فلم يخلق الضيف أي حلول بآخر ثلث ساعة بل بالعكس ترك مساحات أكبر بالخلف لتأتي رصاصة الرحمة من ماريانو وتقتل المباراة.
برشلونة... عمق دون أطراف:
دخل سيتيين اللقاء بطريقة 4-3-1-2 واضعاً فيدال خلف ميسي وغريزمان مع إعطاء التشيلي تعليمات للتحول لرأس حربة ببعض اللقطات للمساعدة بالضغط وصناعة اللعب، جاءت فرص عديدة لبرشلونة عبر البينيات لصناعة اللعب لكن مشكلة الفريق كانت بضعف الدعم للأطراف فغالباً كنا نشاهد ألبا لوحده على اليسار وسيميدو على اليمين ومع عودة لاعبي وسط ريال مدريد للدفاع كان فالفيردي وفينيسيوس يتكفلان بأوقات عديدة بمجابهة الثنائي وينضم مارسيلو وكارفخال للعمق أكثر لمحاولة خلق كثافة قادرة على الرد على كثافة برشلونة بالعمق بالتالي كان الفريق يضطر لمرات عديدة لتدوير الكرة دون جدوى أمام مناطق الريال.
أكبر مشاكل برشلونة الدفاعية تمثلت بالفوضى التي ظهرت بلقطات عديدة ففي الشوط الأول ترك أومتيتي مكانه وصعد لمساندة الوسط بالضغط 3 مرات وبمرتين من الثلاثة وجد لاعبو ريال مدريد أنفسهم أمام هجمة واعدة لكن الفريق لم يستثمرها، يبدو أن زيدان قرأ الموقف الذي من المفترض أن تسير عليه المباراة قبل بدايتها وأمام فكرة أن برشلونة سيلعب بلاعب طرف واحد هو الظهير بالاعتماد على أسلوب 4-3-1-2 اختار زيزو إشراك مارسيلو للاستفادة من انطلاقاته وعدم وجود جناح ببرشلونة يعود معه وفعلاً شكل مارسيلو جبهة جيدة لكن دفاعياً قرأ البارسا جيداً المساحات التي كان يتركها بآخر 10 دقائق من الشوط الأول وكاد ذلك أن يكلف الريال غالياً.
أسلوب ضغط ريال مدريد:
حاول زيدان توزيع أدوار لاعبيه بشكل يضمن أفضل شكل من الضغط فبالأوقات التي يسعى فيها برشلونة لبناء اللعب من الخلف كان الريال يتحول لطريقة 4-1-3-2 حيث يتحول إيسكو للعب بجانب بنزيمة للأمام ويقف كروس بين فالفيردي، على اليمين، وفينيسيوس، على اليسار، بالتالي يظهر الريال توزعاً جيداً بوسط ملعب البارسا.
المشكلة كانت تكمن بالكرات التي كانت تنتقل لوسط ملعب ريال مدريد حيث كانت المساحات تظهر بين خطي الدفاع والوسط كما خسر الفريق صراعات ثنائية غير متوقعة وضعته بموقف صعب كتفوق أرتور على كروس وتفوق سيميدو على راموس عدا عن ضرب دفاع الميرينغي بسهولة ببينيتين لولا أن كورتوا كان حاضراً لإيقاف أخطر فرصتين.