عبارات كثيرة يرددها أطفالنا مع إنتشار فيروس كورونا في العالم، ومن أبرزها "لماذا أواظب على التعليم المنزلي وأداء الواجبات، إذا كان العالم سينتهي قريباً بسبب فيروس كورونا"، هذا لسان أحد الأطفال عبر فيديو تبادله كثيرون عبر مواقع السوشيال ميديا، ما يؤكد أن مشكلة تفشي العدوى لم تعد وحدها تمثل تحدياً أمام الحكومات لكن الرهان الحقيقي للنجاة يكمن في تحصين عالم الطفولة بأفكار إيجابية تقود أحلامهم وأمالهم، وتمكينهم من طرد وساوس اليأس وأشباح المخاوف التي أنتجها فيروس كورونا، على شكل كوابيس ووساوس باتت تعشش في مخيلات أطفالنا.
بيئة منزلية صحية
وقالت عائشة الزعابي، المستشارة التربوية في وزارة التربية والتعليم:"أن أساس التعلم عن بُعد، إعداد بيئة منزلية صحية مع ضرورة إشعار الطفل بالأمان، وتغذية وعيه بأفكار إيجابية تعزز ثقته بأن ما نمر به من ظروف حياتية قسرية هي «مرحلة مؤقتة» لا بد أن نتخطاها جميعاً بالتعاون والإصرار إلى برّ الأمان والسلام للصحي، مشددة على أهمية إشراك الطفل لكونه عضواً فاعلاً بالمجتمع وله قيمة ويحقق تلك القيمة بالاجتهاد بدراسته، ولم يفوتها بالطبع انتقاء آلية مثالية من أجل توفير الرعاية والإرشاد الموجه للطفل من خلال احتواء لطيف أو مادة كرتونية بعيداً عن التخويف ونشر الذعر في نفسه.
وساوس كورونا
أما حول خطر الهواجس والوساوس التي تسيطر على ذهنه، ذكرت الزعابي في حديثها لـ" الاتحاد" إن أزمة كورونا قد ترسخ في ذهن الطفل ، بعض الوساوس التي قد تكون مؤثراً سلبياً يلازمه طيلة حياته في حال لم يتم التوجيه السليم، حيث ترى أن طرد هذه الوساوس يكمن في التوجيه والإرشاد السليم المحبب في مواجهة الخطر مثل مادة إعلانية أو كرتونية بها نصائح وإرشادات يطبقها لا بالإهابة والتخويف مع ضرورة الابتعاد عن مشاهدة مقاطع الفيديو المخيفة والمؤثرة، والكف عن التحذير المستمر من الخروجو نظراً لأنك قد تفقد حياتك بسبب كورونا والاستعانة بالجمل الإيجابية كأن نقول نحن نحتاج لأن نكون معاً كأسرة في المنزل، ونقضي أوقاتاً ممتعة لنترك الفرصة لحكومتنا لأداء مهامهم للحفاظ على صحتنا وسلامتنا.
برنامج لتخفيف الذعر
وقد قامت عائشة الزعابي بتقديم برنامج توعوي متكامل لتخفيف الذعر لدى الأطفال أثناء فترة الحجر الصحي في المنزل، يتضمن:
- الاحتواء وإشعار الطفل بالأمان.
- الإرشاد بوسائل محببة لقلب الطفل.
- انتقاء المواد الإعلانية المناسبة لسن الطفل.
- عدم إشعار الطفل بأنه جزء من الأزمة بل عضو مؤثر لحلها باتباعه التوجيهات.
- تعزيز ثقت الطفل بقيمته في المجتمع لكونه مسؤولاً بتعاونه إذا تعلم عن بُعد ودرس واجتهد.
- عدم ذكر أرقام وفيات وحالات إصابة فلن تعني تلك الإحصائيات الطفل بقدر ما تدب في نفسه الذعر.
- عدم إشراك الطفل في مشاهدة فيديوهات مؤذية فقد تسبب له الأرق.
- إشراك الطفل في الأعمال المنزلية من باب تقديم العون للأم والأب والأخوة.
- استثمار الجلسات الأسرية التشاورية في التنشئة الصحية والاجتماعية البناءة.
للقضاء على الهواجس
وأوضحت عائشة الزعابي أيضا إلى طرق وخيارات إبداعية يمكن أن ينهجها الآباء لتمضية فراغ أبنائهم تنسيهم هواجس القلق والذعر.
- اطلق عليه اسم «المزارع الصغير» إذا أردت أن يساعدك بأعمال الزراعة المنزلية وتوقع إبداعاته.
- قل له أنت «أفضل مبرمج تقني أو تكنولوجي» إذا أردت أن يتقن تعلم التقنية.
- أنت «طبيب الأسرة» إن أردت أن يستوعب بعض الإرشادات الطبية ويوجه بها أصحابه عبر التواصل الاجتماعي.
- دعه يمثل مادة إعلانية ليؤثر بها على أقرانه.
- اطرح عليه موضوعاً ما وقل له أنت القائد اليوم وأعطه المجال لإدارة الحديث.