حضر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله"، اليوم السبت، وضع القطعة الأخيرة في واجهة "متحف المستقبل"، إيذاناً بالاستعداد للمرحلة النهائية من تشييد الصرح المستقبلي الذي يجسد مستوى الإبداع الهندسي والعلمي فيه ريادة دولة الإمارات في إبداع وتصميم وصناعة إنجازات هندسية ومعمارية فريدة، وبات معلماً بارزاً يضاف للمعالم العمرانية المتميزة لإمارة دبي.
وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، إن متحف المستقبل يمثل أيقونة معمارية وهندسية عالمية ستسخّر لبناء معجزات بشرية قادرة على استخدام المتحف لبناء مستقبل أفضل، مشيراً إلى أن المتحف هو قطعة إماراتية من مستقبل هندسة البناء، ويتحدث اللغة العربية ويجمع بين الأصالة العربية والطموحات العالمية، وهو أيقونة هندسية عالمية ولكنه يتحدث اللغة العربية.
وأكد محمد بن راشد، على أن الهدف ليس بناء معجزات هندسية، بل بناء معجزات بشرية تستطيع استخدام المتحف لبناء مستقبل أفضل، مضيفاً، أن دبي مستمرة في البناء، وأن الإمارات مستمرة في الإنجاز، والعالم مستمر في الحركة والتقدم لمن يعرف ماذا يريد.
وأوضح صاحب السمو، أن متحف المستقبل مع أبراج الإمارات والمركز المالي العالمي والمركز التجاري ستكون المنطقة الأكثر ابتكارا وابداعاً وتأثيرا في صناعة المستقبل ودفع مسيرة الاستدامة والتنمية، لافتاً إلى أن المتحف حصد شهرة عالمية قبل افتتاحه بفضل تصميمه الفريد من نوعه، وسيكون عنواناً للتميز العمراني عند افتتاحه.
وقام سموه بجولة تفقد خلالها، تطورات العمل في الواجهة الخارجية للمتحف في موقع المشروع في حي دبي للمستقبل، واستمع سموه لشرح مفصل من فريق مؤسسة دبي للمستقبل التي تشرف على المشروع، حول أبرز الجوانب التصميمية والأساليب الهندسية والحلول التكنولوجية المتقدمة التي تم توظيفها في إنجاز المَعلم العمراني الأكثر انسيابية على مستوى العالم.
ورافق نائب رئيس الدولة، خلال الجولة سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي رئيس مجلس أمناء مؤسسة دبي للمستقبل، وسمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد ال مكتوم نائب حاكم دبي ومعالي محمد عبد الله القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء نائب رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب لمؤسسة دبي للمستقبل.
ويتميز متحف المستقبل، بالعديد من الزايا، حيث أنه يعد معجزة هندسية أقيمت على مساحة 30 ألف متر مربع وبارتفاع 77 متراً ويتألف من سبعة طوابق ويتميز بعدم وجود أعمدة داخله، ما يجعل من تصميمه الهندسي علامةً فارقةً في مجال الهندسة العمرانية. كما يرتبط المتحف بجسرين، يمتد الأول إلى جميرا أبراج الإمارات بطول 69 متراً، والثاني يربطه بمحطة مترو أبراج الإمارات بطول 212 متراً.
ويستمد المتحف الطاقة الكهربائية، من خلال4.000 ميجاوات، تم إنتاجها عبر الطاقة الشمسية، من خلال محطة خاصة متصلة بالمتحف تم بناؤها بالتعاون مع هيئة كهرباء ومياه دبي، ما سيجعل المتحف عند اكتماله أول متحف في الشرق الأوسط يحصل على الاعتماد البلاتيني للريادة في تصميم أنظمة الطاقة وحماية البيئة "لييد"، وهو أعلى تصنيف للمباني الخضراء في العالم.
ويحيط متحف المستقبل، حديقة تحتوي على 80 نوعا وفصيلة من النباتات، مزودة بنظام ري ذكي وآلي على أحدث مستوى، كما تتكون واجهته من 1024 قطعة فنية مصنعة بالكامل عن طريق الروبوتات ومنفذة بشكل فريد من نوعه، حيث تم إنتاج ألواح الواجهة باستخدام أذرع آلية مؤتمتة في سابقة هي الأولى في المنطقة. ويتألف كل لوح من 4 طبقات، وهناك 16 خطوة عملية لكي يتم إنتاج لوح واحد.
ويركب ويثبت كل لوح على حدة، حيث استمرت فترة تركيب الواجهة الخارجية أكثر من 18 شهراً. وتبلغ مساحة الواجهة الإجمالية 17,600 متر مربع، وتتزين الواجهة الممتدة على مساحة 17 ألف متر مربع والمضاءة بـ14 ألف متر من خطوط الإضاءة باقتباسات ملهمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله" بالخط العربي، من تصميم الفنان الإماراتي مطر بن لاحج.
وتوجد العديد من مقولات سموه المحفورة على جدار المتحف الخارجي، منها: " لن تعيش مئات السنين، ولكن يمكن أن تبدع شيئاَ يستمر مئات السنين" و "المستقبل سيكون لمن يستطيع تخيله وتصميمه وتنفيذه.. المستقبل لا يُنتظر.. المستقبل يمكن تصميمه وبناؤه اليوم".
حصد متحف المستقبل، جائزة "تيكلا" العالمية للبناء، كونه أيقونة عمرانية لا مثيل لها حول العالم، ونموذجاً عمرانياً فريداً من نوعه حيث لا يوجد أي مبنى في العالم تم تشييده بناءً على تقنيات مشابهة واعتمد على تقنيات خاصة ميزته عن سائر المباني. وذكرت أتوديسك لبرمجيات التصميم أن متحف المستقبل هو أحد أكثر المباني ابداعاً في العالم.. وقد صمم المبنى المهندس شون كيلا ليقدم للزوار تجربة تفاعلية هي الأولى من نوعها.
ويبدو التصميم المعماري والهندسي لمتحف المستقبل بعد اكتمال واجهته الخارجية كأنه يطفو بدون أسس أو دعامات أو أعمدة، وذلك بفضل استخدام أحدث التقنيات التي عززت لقبه كأكثر المباني انسيابية على مستوى العالم.
واستخدمت في تصميم شكله الخارجي الأيقوني الحسابات الهندسية متناهية الدقة من خلال برمجيات متقدمة على حواسب عملاقة بمعالجات فائقة السرعة لاحتساب أفضل صيغ المنحنيات وأكثرها متانة واستجابة في تصميم أساساته وهيكله المعدني الصلب وواجهته الخارجية الفريدة من نوعها.
ويتميز متحف المستقبل عن المتاحف التقليدية في مختلف أنحاء العالم بكونه الأول الذي يوفر حاضنة للأفكار المبتكرة والتكنولوجيا والمشاريع المستقبلية ووجهة عالمية للمخترعين ورواد الأعمال، ويوفر المتحف لروّاده مجموعة من التجارب الغامرة تمكنهم من التعرف على التكنولوجيا المستقبلية التي ستغير حياة الناس.
وصمم المتحف بشكل فريد يحاكي في انسيابيته فنون الخط العربي وبريق المعدن السائل، من أشهر التصاميم العمرانية الحديثة في العالم وأكثرها تميزاً من الناحية المعمارية والعناصر الفريدة لشكل واجهته الخارجية المصممة بأسلوب هندسي خاص يوظف أحدث التقنيات المتقدمة في عمليات التصميم والإنشاء، وتم تطوير البنية الهندسية للمتحف بالتعاون بين "بي أيه إم إنترناشيونال" المقاول الرئيسي و"بورو هابولد للاستشارات الهندسية" الجهة المصممة للهيكل الهندسي.
ويتكون متحف المستقبل، من 7 طوابق توظف في فضائها الداخلي أحدث تقنيات الواقع الافتراضي والمعزز وتحليل البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي والتفاعل الآلي البشري لتضع في متناول زوار المتحف تجارب غامرة تجيب على العديد من الأسئلة الملحة المتعلقة بمستقبل الإنسان والمدن والمجتمعات البشرية والحياة على كوكب الأرض وصولاً إلى الفضاء الخارجي.